الجامعة 7 - المعنى الصحيح لإنجيل المسيح

خطوات نحو الحكمة

¹ صيتٌ مُعَطَّرٌ خير لك من عطر ثمين، فتدبّر لحظة النزول إلى اللحد، إنها أدعى إلى التفكير من لحظة ولادة طفل في المهد.

² إنّ بيت العزاء أدعى إلى التأمل من بيت الولائم والغناء. فكلّ نفس ذائقة الموت، وإيّاكم أن تكونوا عن الموت غافلين.

³ فالشقاء في الحياة أكثر نفعا من الاستهتار، إنّ المحن لقلب الإنسان صاقلة كالنار.

⁴ والحكيم هو من يتدبّر لحظة الموت. أمّا الجاهل فلا يسعى إلا إلى اللهو.

⁵ أن يعاتبك الحكماء خيرٌ وأنفع ممّا يقول الجاهل من إطراء.

⁶ فقهقهات الجاهل تتبدّد سريعا في الفضاء كصوت الأشواك حين تُحْرَقُ تحت القدور إنّ قهقهاته هباء منثور.

⁷ إنّ الحكيم الذي يسكت على الظلم أحمق ذو شرور، وإنّ الرشوة تُعمي البصير.

⁸ وليست بدايات الأمور بل نهاياتها هو ما يثير المتأملين. وإنّ تحمّلها والصبر عليها أنفع من التكبّر والفجور.

⁹ فلا تسارع إلى الغضب، إنّ الغضب يسكن صدور الجاهلين.

¹⁰ واحذر أن تكون ممن يحنّ إلى الأيّام الخوالي، إنّ هذا عمل الجهّالِ.

¹¹ فالحكمة خير يضاهي إرث الغنى،

¹² فهي لصاحبها طيلةَ حياتِهِ الحِمَى.

¹³ فتقبّل ما قدّره الله لك برضى، فلا أحد له القدرة على تغيير القضاء والقدر.

¹⁴ وتنعّم باليُسر مادام لك اليُسر، واعلم أن الله يقدّر العسير واليسير، وأنّ كلّ شيء يصيبه التغيير.

¹⁵ كلّ هذه الألغاز مرّت في حياتي وهي الهباء المنثور: الصالح يُقْصَفُ عمره في عزّ الشباب والطالح يعيش من العمر طويلا.

¹⁶ فلا تسرف في فعل الخيرات، ولا تبالغ في الحكمة. ولماذا تنخر منك الذات؟

¹⁷ ولا تتمادى في الشرور، ولا تطلق العِنان للحمق والفجور، فقد يصيبك قبل الأوان الممات.

¹⁸ فاسمع نصيحتي، الاعتدال خير في كل الأمور، تلك حكمة الأتقياء الأمناء.

¹⁹ إنّ قوّة الحكيم تعلو على قوّة عشرة في المدينة من الوجهاء.

²⁰ ولكنْ لا أحد اتّبع في هذه الدنيا الصلاح ثمّ كان من الخطإ معصوما.

²¹ فلا تصغ إلى ما يقوله الناس، فقد ينقلون لك سخط خادمك أو شتائمه.

²² وإنك بالشتائم التي ألحقتها بغيرك لعليم.

²³ وقلت في نفسي: إني أسعى بالقول والفعل أن أكون الحكيم، وكلّما اقتربت فَرَطَتِ الحكمة مني كالنسيم،

²⁴ إنّ منالها صعب على الدوام.

²⁵ وسعيتُ وراء الحكمة وحقيقة الأمور، وعزمتُ أن أبرهن لنفسي أنّ من الحماقة الشرور، وأنّ الجهل من الجُنون.

²⁶ فوجدتُ أنّ المرأة الفاتنة مصيدة الرجال وأنّ عشقها أمرّ منَ الموت، ويداها الناعمتان أثقل من الأغلال! فمن يتّقِ الله ينجُ ممّا تلقيه أمامه من حبال، والفاسق في فخّها منطرح لا محال.

²⁷ يقول الخطيب الحكيم: هذا ما خلصتُ إليه من حقائق بعد أن تدبّرت في تفاصيل الأمور،

²⁸ مازلتُ أسعى إليها، دون جدوى. وكذلك قال المثل: "من بين ألف من الرجال ترى رجلا صالحا وإني افتقدت المرأة الصالحة في ألف من النساء".

²⁹ وخلصتُ إلى أنّ الله خلق الإنسان في أحسن تقويم، ولكنّ الإنسان ارتدّ بنفسه أسفل سافلين.