إشعياء 49 - المعنى الصحيح لإنجيل المسيح

نشيد العبد المختار

¹ يا أهل البلاد البعيدة استمعوا إليّ بانتباه، واصغي أيّتها الأُمم في الأقاصي: إنّ الله اصطفاني وسجل اسمي مذ كنتُ في رحم أُمّي.

² وجعل ما أنطق به من أحكام كالسيف المصقول. وبيد قديرة يحميني فهو لي ظلّ ظليل. وجعلني سهمًا مبريّا وفي حماه أخفاني.

³ وأوحى إليّ: "يا عبدي، قد اخترتُك اختيار عبدي يعقوب، وبك يُرفع ذكري المجيد".

⁴ أمّا أنا فقلتُ: "ولكنّي اجتهدتُ كثيرًا ويبدو أن لا جدوى من جهدي الجهيد! حقّا! لا فائدة من كل أتعابي! بل عند الله ثوابي، وهو يجازيني على عملي خير الجزاء".

⁵ والآن يقول الله الّذي كوّنني تكوينا عبدًا له مذ كنتُ في الرحم جنينا وأرسلني لأرُدّ إليه بني يعقوب العاصين وقد أكرمني تعالى وشدّ عزيمتي لأحقّق الرسالة:

⁶ "يا عبدي لا يكفي أن تهدي بقية عشائر بني يعقوب وتجعلهم لي منيبين بل جعلناك نورًا للأُمم، فتحمل إلى الأقاصي النجاة للعالمين".

⁷ وأوحى الله القدّوس نصير بني يعقوب إلى عبده المنبوذ من الأُمم، إلى خادم السلاطين: "عند مرورك يقف لك احترامًا الملوك والحاكمون وينحنون أمامك تقديرًا إن ربّك كان أمينا وبالثقة جديرا وهو القدّوس معبود بني يعقوب، وقد اختارك دون العالمين".

⁸ يقول الله تعالى: "لقد استجبتُ لك حين ألقيت عليك مرضاتي وساعدتُك حين وهبتُهم نجاتي. إنّي بك خير حافظ وبك أبرم مع أمّتي ميثاقي فتعمر الأرض من جديد، وتعطي لعبادي من تلك البلاد المهجورة ميراثي،

⁹ فتقول للأسرى: "أُخرجوا من الظلمات إلى الضياء!" فأرعاهم مثل خراف ترعى في مراع خضراء وفي الرّوابي التي كانت في الماضي مقفرة خلاء.

¹⁰ فلن يكونوا بالجوع أو العطش مُبتلين، ولا بالشمس أو الحرّ مصابين، فإنّ الرحمٰن يهديهم إلى ينابيع مياه

¹¹ وأفتح لهم في جبالي سبيلا مستقيمًا وفوق الأودية نهجًا قويمًا.

¹² ويُقبلون مِن أقطار بعيدةٍ ومن كل الاتجاهات، من الشمال ومن الغرب، ومن أسوان في جنوب مصر".

¹³ فابتهجي أيّتها الأرض، واهتفي فرحًا أيّتها السماوات، وارفعي صوتك غناءً أيّتها الجبال! لأنّ عباد الله ذاقوا أمرّ الأهوال وها أن الله تعالى يخفّف عنهم ويرحمهم بعد هذه الأرذال.

¹⁴ قال أهل القدس: "لقد تَرَكَنا الله وجعلنا مَنسيين"!

¹⁵ فأجابهم ربّهم الرحيم: "وهل تنسى الرّضيعَ الأمّ الحنون؟ أتغفل عن وليدها الذي أنجبته؟ ولئن تخلّت عنه، فما أتخلى عنكم!

¹⁶ يا عبادي، إنّي باسط حفيظ لكم في كلّ حين وأنا لمدينتكم حامٍ أمين.