الخروج 17 - المعنى الصحيح لإنجيل المسيح

الله يفجّر الماء من الصخرة

¹ وأمر الله بني يعقوب أن يتركوا صحراء سين وأن ينتقلوا من مكان إلى مكان، فرحلوا إلى منطقة رفيديم ولكنهم لم يجدوا ماء يشربون منه.

² فاتّجهوا إلى النبي موسى (عليه السّلام) بخصام عنيد وقالوا: "أفلا تسقينا ماء!" فأجابهم: "ما لكم تخاصمونني خصام المكذّبين؟ أم أنّكم لوفاء الله بوعده ممتحنون؟"

³ واشتدّ العطش ببني يعقوب في منطقة رفيديم ولاموا النبي موسى لوما قويّا وقالوا: "هل خرجنا من مصر إلى حتفنا؟ هل تريدنا أن نموت وأبناؤنا ومواشينا ها هنا عَطشًا؟"

⁴ فاتّجه النبي موسى إلى الله في خشوع: "أي ربي لستُ أعلم ما أفعل مع بني يعقوب، إنّهم من رجمي بالحجارة قريبون ولقتلي فاعلون".

⁵ فأوحى الله إلى موسى (عليه السّلام): "يا موسى، أبلغ بني يعقوب عني ولا تخف، وخذ منهم بعض شيوخهم وآت بهم إلى صخرة حوريب. ثم خُذ بيمينك العصا الّتي ضربتَ بها نهر النيل،

⁶ ولا تتردّد، إنّي معك في كلّ حين. واضرب بعصاك الحجر فينفجر منها ماء تشرب منه قبائل بني يعقوب". واستجاب النبي موسى لأمر الله، وانفلق الماء من الصخرة وشيوخ بني يعقوب ينظرون.

⁷ وسمَّى موسى (عليه السّلام) ذلك المكان صخرة الخصام والبرهان، لأنّ بني يعقوب تخاصموا وامتحنوا وفاء الله بوعده لهم حين قالوا: "هل بقي الله معنا حقّا؟"

محاربة بني العماليق

⁸ ولمّا كان بنو يعقوب في منطقة رفيديم، غزتهم قبيلة تُدعى بنو العماليق.

⁹ فأمر موسى (عليه السّلام) يوشع بن نون: "اختر بعض الرجال من بني يعقوب واخرج معهم غدًا لمحاربة هذه القبيلة، وسأقف عند رأس التلّة وعصا الله في يميني".

¹⁰ فحارب يوشع بني العماليق كما أمره النبي موسى، بينما صعد موسى وهارون ورجل ثالث يدعى حُور إلى رأس التلّة.

¹¹ وأثناء المعركة، كان بنو يعقوب ينتصرون حين يرفع موسى العصا، وإذا تعبت يداه وارتخت، انهزموا وانتصر بنو العماليق.

¹² ومع مرور الوقت تعبت يدا النبي موسى ولم يعد على رفع العصا قادرا، فأجلسه هارون وحور على حجر، ثمّ وقفا إلى جانبيه، وأسندا يديه فكانتا ثابتتين كالمرتفعتين إلى الغروب.

¹³ وانتهت المعركة وانتصر يوشع وهُزم بنو العماليق.

¹⁴ وأوحى الله إلى النبي موسى بعد انتصارهم: "سجِّل هذا البيان في كتاب: "لأمحُوَنّ ذِكر بني العماليق من تحت السّماء"، حتّى يكون تذكارًا أبديًّا لا يُمحى، واقرأ منه ليوشع".

¹⁵ وهناك بنى النبي موسى مذبحا لتقديم الذبائح وسمّاه: "الله رايتي".

¹⁶ وقال: "مدّ بنو العماليق أياديهم إلى عرشِ الله عصيانا وكفرا، والله سيحاربهم جيلا بعد جيل ".