فَقَدْ هَاجَمُوا الَّذِينَ سَالَمُوهُمْ، وَتَرَاجَعُوا عَنْ وُعُودِهِمْ.
أَلْقَى يَدَيْهِ عَلَى مُسَالِمِيهِ. نَقَضَ عَهْدَهُ.
ألقَى يَدَيهِ علَى مُسالِميهِ. نَقَضَ عَهدَهُ.
يَسْمَعُ اللهُ ويُعَنِّيَنَّهم فَهُو القَيّومُ سَرْمَدًا. أولئك لا يُغَيِّرون ما بِهِمْ وربَّهُمْ لا يَخافون.
(رَفِيقِي الْقَدِيمُ) هَاجَمَ أَصْحَابَهُ الْمُسَالِمِينَ وَنَقَضَ عَهْدَهُ مَعَهُمْ.
صَاحِبِي يُهَاجِمُ أَصْدِقَاءَهُ، يَخُونُ عَهْدَهُ.
أمّا رَفيقي فَقَد غَدَرَ بي وبِــعَهدِهِ أَخَلَّ،
فَقَالَ الرَّجُلُ ليُوآبَ: «مَا كُنْتُ لِأُحَاوِلَ أنْ أؤذِيَ ابْنَ المَلِكِ حَتَّى وَإنْ أعْطَيتَنِي ألْفَ قِطْعَةٍ مِنَ الفِضَّةِ. فَقَدْ سَمِعْنَا مَا أمَرَكُمْ بِهِ المَلِكُ أنْتَ وَأبِيشَايَ وَإتَّايَ. فَقَدْ قَالَ المَلِكُ: احْمُوا الشَّابَّ أبْشَالُومَ مِنْ أجْلِ خَاطِرِي.
وجَاءَ بَنُو يَهُوذَا إلَى حَبْرُونَ وَمَسَحُوا دَاوُدَ بِالزَّيْتِ لِيَكُونَ مَلِكَ يَهُوذَا. ثُمَّ قَالُوا لَهُ: «دَفَنَ بَنُو يَابِيشَ جَلْعَادَ شَاوُلَ.»
فَجَاءَ قَادَةُ بَنِي إسْرَائِيلَ كُلُّهُمْ لِلِقَاءِ المَلِكِ دَاوُدَ فِي حَبْرُونَ. وَهُنَاكَ قَطَعَ المَلِكُ مَعَهُمْ عَهْدًا فِي حَضْرَةِ اللهِ. ثُمَّ مَسَحَ القَادَةُ دَاوُدَ مَلِكًا عَلَى إسْرَائِيلَ.
وَمَا زَالُوا حَتَّى هَذَا اليَوْمِ يُمَارِسُونَ تِلْكَ العَادَاتِ الَّتِي مَارَسُوهَا فِي المَاضِي. فَهُمْ لَا يَعْبُدُونَ يهوه حقًّا. وَلَا يَعْمَلُونَ حَسَبَ أنظِمَةِ بَنِي إسْرَائِيلَ وَعَادَاتِهِمْ. وَلَا يَلْتَزِمُونَ بِالشَّرَائِعِ وَالوَصَايَا الَّتِي أعْطَاهَا يهوه لِأبْنَاءِ يَعْقُوبَ، أيْ إسْرَائِيلَ.
صَنَعُوا مَعِي شَرًّا مُقَابِلَ الخَيْرِ، بِالبُغضِ قَابَلُوا مَحَبَّتِي.
سَيُذَلُّ أعْدَائِي وَيَرْتَعِدُونَ جِدًّا. نَعَمْ، سَيَتَرَاجَعُونَ أذِلَّاءَ فَجْأةً.
إنْ كُنْتُ قَدْ أسَأتُ إلَى مَنْ يُسَالِمُنِي، وَإنْ غَنِمْتُ غَنَائِمَ مِنْ عَدُوِّي بِلَا سَبَبٍ،
إلَى الأبَدِ سَأحْفَظُ لَهُ مَحَبَّتِي وَعَهْدِي الأمِينَ مَعَهُ!
لَنْ أخرِقَ عَهْدِي مَعَهُ، وَلَنْ أُغَيِّرَ مَا تَكَلَّمْتُ بِهِ لَهُ!
لَكِنَّكَ تَرَكتَ المَلِكَ الَّذِي مَسَحتَهُ، رَفَضْتَهُ وَعَاقَبْتَهُ.
عَرشُكَ مُنْذُ القِدَمِ، وَأنْتَ مُنْذُ الأزَلِ!
أنصَحُكَ بِأنْ تُطِيعَ أمْرَ المَلِكِ، لِأنَّكَ نَذَرْتَ هَذَا النِّذْرَ للهِ.
يَا اللهُ، أمَا تَبْحَثُ عَينَاكَ عِنِ الحَقِّ؟ ضَرَبْتَهُمْ، فَلَمْ يَتألَّمُوا، التَهَمْتَهُمْ، فَرَفَضُوا تَأْدِيبَكَ. جَعَلُوا وُجُوهَهُمْ أقسَى مِنَ الصَّخرِ، رَفَضُوا التَّوبَةَ.
وَفِي نَحوِ ذَلِكَ الوَقْتِ، بَدَأ المَلِكُ هِيرُودُسُ يَضْطَهِدُ أعضَاءَ الكَنِيسَةِ.
ثُمَّ قَالَ المَلِكُ للحُرَّاسِ الوَاقِفِينَ إلَى جَانبِهِ: «هَيَّا اقتُلُوا كَهَنَةَ اللهِ وَاحِدًا وَاحِدًا لِأنَّهُمْ يُنَاصِرُونَ دَاوُدَ. كَانُوا يَعْلَمُونَ أنَّ دَاوُدَ هَارِبٌ مِنِّي، لَكِنَّهُمْ لَمْ يُخبرُونِي.» فَرَفَضَ حُرَّاسُ المَلِكِ أنْ يَمَسُّوا كَهَنَةَ اللهِ.
فَهَا أنْتَ تَرَى بِعَيْنَيْكَ أنَّ هَذَا افتِرَاءٌ عَلَيَّ. فَقَدْ وَضَعَكَ اللهُ فِي مُتَنَاوَلِ يَدِي هَذَا اليَوْمَ فِي الكَهفِ. لَكِنِّي لَمْ أشَأ أنْ أقتُلَكَ. فَكُنْتُ رَحِيمًا مَعَكَ، إذْ قُلْتُ لَنْ أُؤذِيَ مَوْلَايَ الَّذِي مَسَحَهُ اللهُ!