خَجَّلَ النُّبَلَاءُ، وَجَعَلَهُمْ يَهِيمُونَ فِي صَحرَاءَ فَارِغَةٍ لَا طَرِيقَ فِيهَا.
يَسْكُبُ هَوَانًا عَلَى رُؤَسَاءَ، وَيُضِلُّهُمْ فِي تِيهٍ بِلَا طَرِيقٍ،
يَسكُبُ هَوانًا علَى رؤَساءَ، ويُضِلُّهُمْ في تيهٍ بلا طَريقٍ،
وخَسِئوا وناؤوا من الضُرِّ والسوءِ والكُروب.
يَصُبُّ اللهُ الْهَوَانَ عَلَى الرُّؤَسَاءِ، وَيُضِلُّهُمْ فِي أَرْضِ تِيهٍ لَيْسَ فِيهَا طَرِيقٌ.
يَصُبُّ اللهُ الْهَوَانَ عَلَى الرُّؤَسَاءِ، وَيَجْعَلُهُمْ يَتِيهُونَ فِي قَفْرٍ لَا طَرِيقَ فِيهِ.
قُلْ لِأخآبَ إنِّي، أنَا اللهَ، أقُولُ لَهُ: ‹أنْتَ قَتَلْتَ نَابُوتَ، وَأخَذْتَ أرْضَهُ. لِهَذَا أقُولُ لَكَ إنَّكَ سَتَمُوتُ فِي المَكَانِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ نَابُوتُ. وَفِي المَكَانِ الَّذِي لحَسَتْ فيهِ الكِلَابُ دَمَ نَابوتَ، ستلحَسُ دمَكَ أنْتَ أيْضًا!›»
يَسْكُبُ الخَجَلَ عَلَى النُّبَلَاءِ، وَيَنْزِعُ قُوَّةَ الأقوِيَاءِ.
يَنْزِعُ فَهْمَ قَادَةِ شَعْبِ الأرْضِ، وَيُضِلُّهُمْ فِي أرْضٍ قَاحِلَةٍ بِلَا طَرِيقٍ.
هَامُوا عَبْرَ صَحَارَى جَافَّةٍ بَحْثًا عَنْ مَدِينَةِ سَكَنٍ، فَلَمْ يَجِدُوا.
ضَرَبَ العَدُّوُّ وَرَدَّهُمْ إلَى الوَرَاءِ، فَأذَلَّهُمْ إلَى الأبَدِ.
فَعَمِلَا بِحَسَبِ قَولِهِ. مَدَّ هَارُونُ عَصَاهُ بِيَدِهِ، وَضَرَبَ تُرَابَ الأرْضِ الَّذِي صَارَ قَمْلًا عَلَى النَّاسِ وَالحَيَوَانَاتِ. كُلُّ تُرَابِ الأرْضِ صَارَ قَمْلًا فِي كُلِّ أرْضِ مِصْرٍ.
وَاسْتَجَابَ اللهُ لِقَولِهِ، فَأتَتْ أسرَابٌ مِنَ الذُّبَابِ عَلَى بَيْتِ فِرعَوْنَ وَبُيُوتِ خُدَّامِهِ وَعَلَى كُلِّ أرْضِ مِصْرٍ. وَخَرِبَتِ الأرْضُ بِسَبَبِ أسرَابِ الذُّبَابِ.
سَيَمْتَلِئُ النِّيلُ بِالضَّفَادِعِ. وَسَتَصْعَدُ الضَّفَادِعُ إلَى بَيْتِكَ وَغُرفَةِ نَومِكَ وَعَلَى سَرِيرِكَ وَإلَى بُيُوتِ خُدَّامِكَ، وَعَلَى شَعْبِكَ وَإلَى أفرَانِكَ وَآنِيَتِكَ.
فَتَأْتِي الضَّفَادِعُ عَلَيكَ وَعَلَى شَعْبِكَ وَعَلَى كُلِّ خُدَّامِكَ.›»
وَفَورَ انتِهَاءِ هَذِهِ الرِّسَالَةِ، طُرِدَ نَبُوخَذْنَاصَّرُ مِنْ بَيْنِ النَّاسِ، وَصَارَ مَجنُونًا. وَبَدَأ يَأْكُلُ العُشبَ كَالبَقَرِ، وَابْتَلَّ جَسَدُهُ بِنَدَى السَّمَاءِ. طَالَ شَعرُهُ وَتَلَبَّدَ حَتَّى صَارَ مِثْلَ رِيشِ النَّسرِ. وَطَالَت أظَافِرُهُ حَتَّى صَارَت كَمَخَالِبِ الطُّيُورِ.
وَفَجْأةً ضَرَبَهُ مَلَاكٌ مِنْ عِندِ الرَّبِّ، لِأنَّهُ لَمْ يُمَجِّدِ اللهَ. وَأخَذَ الدُّودُ يَأْكُلُ جَسَدَهُ إلَى أنْ مَاتَ.
«وَجَدَهُمْ فِي صَحرَاءَ، فِي قَفرٍ تَعْصِفُ بِهِ الرِّيَاحُ. فَأحَاطَ بِهِمْ وَاهتَمَّ بِهِمْ، وَحَرَسَهُمْ كَحَدَقَةِ عَيْنِهِ.
تَعَالَيْ لِكَي تَأْكُلِي لُحُومَ المُلُوكِ وَقَادَةِ الجُيُوشِ وَجَمِيعِ الأقوِيَاءِ، وَلُحُومَ الخُيُولِ وَالرَّاكِبِينَ عَلَيْهَا، وَلُحُومَ جَمِيعِ النَّاسِ أحرَارًا وَعَبِيدًا، صِغَارًا وَكِبَارًا.»
أمَّا يَاعِيلُ زَوْجَةُ حَابِرَ، فَأخَذَتْ وَتَدًا وَمِطرَقَةً فِي يَدِهَا، وَاقْتَرَبَتْ مِنْهُ بِهُدُوءٍ وَهُوَ نَائِمٌ نَومًا عَميقًا بِسَبِبِ تَعَبِهِ، وَدَقَّتِ الوَتَدَ فِي جَانِبِ رَأسِهِ حَتَّى نَفَذَ إلَى الأرْضِ! فَمَاتَ سِيسَرَا.
لَكِنْ بَعْدَ أنْ نَقَلَ الفِلِسْطِيُّونَ الصُّنْدُوقَ إلَى جَتَّ، عَاقَبَ اللهُ المَدِينَةَ. فَذُعِرَ سُكَّانُهَا. وَأرْسَلَ عَلَيْهِمْ جَمِيعًا مَصَائِبَ مِنْ كَبِيرِهِمْ إلَى صَغِيرِهِمْ، وَأصَابَهُمْ بِالأورَامِ.
فَسَألَ الفِلِسْطِيُّونَ: «أيُّ نَوعٍ مِنَ العَطَايَا يَنْبَغِي أنْ نُقَدِّمَ؟» فَأجَابَ الكَهَنَةُ وَالسَّحَرَةُ: «قَدِّمُوا خَمْسَةَ نَمَاذِجَ ذَهَبِيَّةٍ تُشبِهُ الأورَامَ، وَخَمْسَةَ نَمَاذِجَ ذَهَبِيَّةٍ تُشبِهُ الفِئرَانَ. فَقَدْ عَانَيتُمْ أنْتُمْ وَقَادَتُكُمْ مِنَ الأورَامَ وَالفِئرَانَ.