لِسَانُهُمْ سَهمٌ مَبرِيٌّ، وَيَتَكَلَّمُونَ بِالخِيَانَةِ بِألسِنَتِهِمْ. كُلُّ وَاحِدٍ يَتَكَلَّمُ بِالسَّلَامِ مَعَ صَاحِبِهِ، وَلَكِنْ فِي دَاخِلِهِ يُفَكِّرُ بِالِانْقِضَاضِ عَلَيْهِ.
لِسَانُهُمْ سَهْمٌ قَتَّالٌ يَتَكَلَّمُ بِٱلْغِشِّ. بِفَمِهِ يُكَلِّمُ صَاحِبَهُ بِسَلَامٍ، وَفِي قَلْبِهِ يَضَعُ لَهُ كَمِينًا.
لسانُهُمْ سهمٌ قَتّالٌ يتَكلَّمُ بالغِشِّ. بفَمِهِ يُكلِّمُ صاحِبَهُ بسَلامٍ، وفي قَلبِهِ يَضَعُ لهُ كمينًا.
لِسَانُهُمْ كَسَهْمٍ قَاتِلٍ يَتَفَوَّهُ بِالْكَذِبِ. وَبِفَمِهِ يُخَاطِبُ جَارَهُ بِحَدِيثِ السَّلامِ، أَمَّا فِي قَلْبِهِ فَيَنْصِبُ لَهُ كَمِيناً.
لِسَانُهُمْ مِثْلُ سَهْمٍ قَاتِلٍ. يَتَكَلَّمُ بِالْغِشِّ. يَقُولُ الْوَاحِدُ لِصَاحِبِهِ: ’سَلَامٌ.‘ وَفِي قَلْبِهِ يَنْصُبُ لَهُ فَخًّا.“
فَلَمَّا وَصَلَ أبْنَيْرُ إلَى حَبْرُونَ، أخَذَهُ يُوآبُ جَانِبًا عِنْدَ بَوَّابَةِ المَدِينَةِ بِحُجَّةِ أنَّهُ سَيُكَلِّمُهُ عَلَى انْفِرَادٍ. وَطَعَنَ يُوآبُ أبْنَيْرَ فِي بَطْنِهِ فَمَاتَ. قَتَلَ يُوآبُ أبْنَيْرَ لِأنَّهُ كَانَ قَدْ قَتَلَ عَسَائِيلَ أخَا يُوآبَ.
لَا يَتَحَدَّثُ النَّاسُ إلَّا بِالتَّوَافِهِ. وَلَا يُفَكِّرُونَ إلَّا بِأكَاذِيبِ النِّفَاقِ. هَذَا مَا يُحَدِّثُ بِهِ بَعْضُهُمْ بَعْضًا!
لَيْتَ اللهَ يَقْطَعُ تِلْكَ الشِّفَاهَ الكَاذِبَةَ، وَتِلْكَ الألسِنَةَ المُتَفَاخِرَةَ.
أيُّهَا الكَاذِبُونَ المُخَادِعُونَ، مَاذَا سَتَرْبَحُونَ مِنَ الكَذِبِ؟
لَا تَجُرَّنِي مَعَ فَاعِلِي السُّوءِ، الَّذِينَ يُلقُونَ السَّلَامَ مُخَطِّطِينَ لِلشَّرِّ فِي قُلُوبِهِمْ.
لَا يَتَكَلَّمُونَ عَنِ السَّلَامِ، وَهُمْ يَتَآمَرُونَ وَيَبْتَكِرُونَ شُرُورًا ضِدَّ شَعْبِ هَذِهِ الأرْضِ.
هُمْ مُتَحَدِّثُونَ لُطَفَاءُ، لَكِنَّ قُلُوبَهُمْ تُخَطِّطُ لِلحَرْبِ. كَلِمَاتُهُمْ مَلسَاءُ كَالزَّيْتِ، وَهِيَ تَقْطَعُ كَالسَّكَاكِينِ الحَادَّةِ.
حَيَاتِي فِي خَطَرٍ، وَأنَا مُحَاطٌ بِأعْدَاءٍ. كَأنِّي وَسَطَ أُسُودٍ تَفْتَرِسُ البَشَرَ. أسنَانُهَا رِمَاحٌ وَسِهَامٌ، وَألسِنَتُهَا سُيُوفٌ مَاضِيَةٌ.
انتَظِرِي يَا نَفْسِي اللهَ، فَمِنهُ يَأْتِي رَجَائِي.
يَقْدِرُ أنْ يُوقِعَهُمْ فِي مَصَائِدِهِمْ وَخُطَطِهِمْ. كُلُّ مَنْ يَرَاهُمْ يَهُزُّ رَأسَهُ مُتَعَجِّبًا.
إذَا شَهِدْتَ بِالزُّورِ ضِدَّ جَارِكَ، فَإنَّكَ تَكُونُ كَالعَصَا وَالسَّيْفِ وَالسَّهْمِ المَسنُونِ.
لِأنَّهُ وُجِدَ أشرَارٌ وَسَطَ شَعْبِي. يَتَرَصَّدُونَ لِفَرِيسَتِهِمْ بِالخِفْيَةِ، يَضَعُونَ الفِخَاخَ، وَيَصطَادُونَ النَّاسَ.
ألَا أُعَاقِبُهُمْ بِسَبَبِ هَذِهِ الأُمُورِ؟ ألَا تَطْلُبُ نَفْسِي الِانْتِقَامَ مِنْ أُمَّةٍ كَهَذِهِ؟» يَقُولُ اللهُ.
يَقُولُ اللهُ: «يَحْنُونَ ألسِنَتَهُمْ كَأقوَاسٍ لِإطلَاقِ سِهَامِ الكَذِبِ، وَأصبَحُوا أقوِيَاءَ فِي الأرْضِ لَيْسَ لِأجْلِ الحَقِّ، لِأنَّهُمْ يَتَقَدَّمُونَ مِنْ شَرٍّ إلَى آخَرَ، وَهُمْ لَا يَعْرِفُونَنِي.
«فَليَحْذَرْ بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ، وَلَا تَثِقُوا بِأقرِبَائِكُمْ. لِأنَّ كُلَّ أخٍ غَشَّاشٌ، وَكُلَّ قَرِيبٍ يَجُولُ مُتَكَلِّمًا بِالنَّمِيمَةِ.
يَخْدَعُ النَّاسُ أصْحَابَهُمْ، وَلَا يَتَكَلَّمُ أحَدٌ بِالحَقِّ. يُدَرِّبُونَ لِسَانَهُمْ عَلَى الكَذِبِ. أتعَبتْهُمْ آثَامُهُمْ حَتَّى تَكَاسَلُوا عِنِ التَّوبَةِ.
أغنِيَاءُ هَذِهِ المَدِينَةِ قُسَاةٌ وَظَالِمُونَ دَائِمًا، وَلَا يَعْرِفُونَ كَيْفَ يَتَكَلَّمُونَ بِالصِّدقِ، وَسُكَّانُهَا كَذَّابُونُ، وَألسِنَتُهُمْ مُخَادِعَةٌ.