هَا قَدْ مَضَتْ سَنَتَانِ عَلَى المَجَاعَةِ. وَمَا زَالَتْ هُنَاكَ خَمْسُ سَنَوَاتٍ دُونَ حِرَاثَةٍ أوْ حَصَادٍ.
لِأَنَّ لِلْجُوعِ فِي ٱلْأَرْضِ ٱلْآنَ سَنَتَيْنِ. وَخَمْسُ سِنِينَ أَيْضًا لَا تَكُونُ فِيهَا فَلَاحَةٌ وَلَا حَصَادٌ.
لأنَّ للجوعِ في الأرضِ الآنَ سنَتَينِ. وخَمسُ سِنينَ أيضًا لا تكونُ فيها فلاحَةٌ ولا حَصادٌ.
فَقَدْ صَارَ لِلْمَجَاعَةِ فِي هَذِهِ الأَرْضِ سَنَتَانِ، وَبَقِيَتْ خَمْسُ سَنَوَاتٍ لَنْ يَكُونَ فِيهَا فَلاحَةٌ وَلا حَصَادٌ.
فَالْمَجَاعَةُ لَهَا سَنَتَانِ فِي الْبِلَادِ، وَبَقِيَتْ 5 سَنَوَاتٍ لَا يَكُونُ فِيهَا فِلَاحَةٌ وَلَا حِصَادٌ.
إنّ المجاعة الّتي حلّت علينا منذ سنتين ستستمرّ خمس سنين أخرى لا فلاحة فيها ولا حصاد،
وَهَذِهِ هِيَ قِصَّةُ عَائِلَةِ يَعْقُوبَ: كَانَ يُوسُفُ فِي السَّابِعَةَ عَشْرَةَ مِنْ عُمْرِهِ، وَكَانَ يَرْعَى المَاشِيَةَ مَعَ إخْوَتِهِ. وَعَمِلَ مُسَاعِدًا لِأبْنَاءِ بِلْهَةَ وَزِلْفَةَ، زَوْجَتَي أبِيهِ. وَنَقَلَ يُوسُفُ أخْبَارَهُمُ السَّيِّئَةَ لِأبِيهِمْ.
وَلْيَجْمَعُوا كُلَّ طَعَامِ هَذِهِ السَّنَوَاتِ الخَيِّرَةِ القَادِمَةِ، وَيُخَزِّنُوا القَمْحَ تَحْتَ سُلْطَةِ المَلِكِ وَيَحْرُسُوهُ.
وَكَانَ يُوسُفُ فِي الثَّلَاثِينَ مِنْ عُمْرِهِ عِنْدَمَا بَدَأ يَخْدِمُ فِرعَوْنَ، مَلِكَ مِصْرٍ. خَرَجَ يُوسُفُ مِنْ عِندِ فِرعَوْنَ، وَسَافَرَ فِي كُلِّ أرْضِ مِصْرٍ.
ثُمَّ انْتَهَتْ سَنَوَاتُ الوَفْرَةِ السَّبعُ فِي أرْضِ مِصْرٍ.
وَبَدَأتْ سَنَوَاتُ المَجَاعَةِ، تَمَامًا كَمَا قَالَ يُوسُفُ. كَانَتِ المَجَاعَةُ فِي كُلِّ الأقْطَارِ. أمَّا فِي أرْضِ مِصْرٍ فَكَانَ هُنَاكَ طَعَامٌ.
وَلَمَّا سَادَتِ المَجَاعَةُ فِي مِصْرٍ كُلِّهَا، فَتَحَ يُوسُفُ مَخَازِنَ القَمْحِ. وَبَاعَ القَمْحَ لِلمِصْرِيِّينَ. إذْ كَانَتِ المَجَاعَةُ قَاسِيَةً فِي أرْضِ مِصْرٍ.
فَانقَضَتْ تِلْكَ السَّنَةُ. فَجَاءُوا إلَيْهِ فِي السَّنَةِ التَّالِيَةِ وَقَالُوا: «نَعْلَمُ يَا سَيِّدِي أنَّ فِضَّتَنَا قَدْ نَفَذَتْ، وَقُطْعَانَ مَوَاشِينَا صَارَتْ عِنْدَكَ يَا سَيِّدِي. وَلَمْ يَبْقَ لَدَينَا إلَّا أجسَادُنَا وَأرَاضِينَا.
وَقَالَ يُوسُفُ لِلشَّعْبِ: «هَا قَدِ اشْتَرَيتُكُمُ اليَوْمَ مَعَ أرْضِكُمْ لِفِرْعَوْنَ. فَخُذُوا بِذَارًا، وَابْذُرُوهَا فِي الأرْضِ.
«اعمَلْ لِسِتَّةِ أيَّامٍ، وَاسْتَرِحْ فِي اليَوْمِ السَّابِعِ، حَتَّى فِي أوقَاتِ الحِرَاثَةِ وَالحَصَادِ.
وَسَتَأْكُلُ ثِيرَانُكَ وَحَمِيرُكَ الَّتِي تَحْرُثُ الأرْضَ أفْضَلَ أنْوَاعِ العَلَفِ المُذَرَّى بِالمِذرَاةِ.
وَيُحْضِرُ شُيُوخُ تِلْكَ المَدِينَةِ العِجلَةَ إلَى وَادٍ دَائِمِ الجَرَيَانِ لَمْ يُحرَثْ وَلَمْ يُزرَعْ قَبلًا. فَيَكْسِرُونَ عُنُقَ العِجلَةِ هُنَاكَ فِي الوَادِي.
«سَيُجْبِرُ المَلِكُ أبْنَاءَكُمْ عَلَى دُخُولِ جَيْشِهِ. هُوَ سَيَختَارُ مَنْ سَيَكُونُونَ قَادَةَ أُلُوفٍ أوْ قَادَةَ خَمَاسِينَ. سَيُجبِرُ المَلِكُ أبْنَاءَكُمْ عَلَى العَمَلِ فِي حِرَاثَةِ حُقُولِهِ وَجَمْعِ حَصَادِهِ وَصُنْعِ أسلِحَةٍ وَأدَوَاتٍ لِمَرْكَبَاتِهِ.