وفي الأخير خلق الله الإنسان وقال: "ها إنّنا نخلق الإنسان ليكون ظِلّنا في الأرض، ذكرًا وأنثى نخلقه". وأعطى الله الإنسان سلطة على السّمك والطّير وكلّ الحيوانات. نعم، جعله مسؤولا على الأرض وعلى كلّ من فيها. وهكذا أصبح الإنسان خليفة الله في الأرض. وبارك الله الإنسان وأمره أن يتكاثر ويملأ الأرض. وأخبر الله الإنسان أنّه قد سخّر له هذه الأرض وجعلها تحت تصرّفه بما فيها من أسماك البحار وطيور السّماء وكلّ الحيوانات التي تدبّ على الأرض.
وكان هذا البستان جميلا جدّا، مليئا بكلّ أنواع الأشجار، ما حسُن مَنظرها وما لذّ مأكلها. وهذا المكان بمثابة جنّة الله في الأرض، تتوسّطه شجرتان، شجرة الخلد ومَن يأكل منها يعيش أبدًا، وشجرة معرفة الخير والشرّ.