Biblia Todo Logo
الكتاب المقدس على الانترنت
- إعلانات -

التكوين 27 - المعنى الصحيح لإنجيل المسيح


كيف طلب النبي إسحق بركة الله على ابنه يعقوب

1 ولمّا تقدّم إسحَق (عليه السّلام) في السنّ وكَلّ بصره، استدعى ابنه الأكبر العيص، وقال له: "يا بُنيّ" فأجاب: "نعم يا أبي؟"

2 فقال (عليه السّلام): "لقد صرتُ شيخًا كما ترى ولا أعرف متى أموت.

3 خُذ أدوات الصّيد: سهامك وقَوسك، واخرجْ إلى البرّيّة وتصيَّد لي صيدًا،

4 وجهِّز لي طعامًا شهيًّا كما أشتهي وأحضره إلي لآكل منه، فأنت ابني البكر وعليّ أن أطلب لك بركة من الله قبل أن أموت".

5 وسمعت رفقة النبي إسحق عندما طلب من ابنه العيص ما طلب. فلمّا خرج العيص إلى البرّيّة ليصطاد صيدًا لأبيه،

6 قالت رِفقة لابنها يعقوب (عليه السّلام): "سمعتُ أباك يقول لأخيك العيص:

7 جئني بصيد وجهّز لي أطعمةً لآكل منها وأطلب لك بركة من الله في محضره تعالى قبل وفاتي.

8 والآن يا بُنّي، أَصْغ إليّ جيّدًا واعملْ بما أُوصيك به.

9 اِذهب إلى الغنم وخُذ لي منها جدييْن مِن خيرة المعز، لأجهّزهما أطعمةً لأبيك كما طلب.

10 فتقدّم أنت الطعام إليه ليأكل منها ويطلب لك بركة الله قبل وفاته".

11 فقال يعقوب (عليه السّلام) لأُمّه رِفقة: "ولكنّ أخي العيص رجل أشعر وأنا رجل أملس.

12 ماذا لو جسّني أبي فوجدني مخادعًا؟ ألا ينزل عليّ لعنة لا بركة؟"

13 فقالت له أمّه: "فلتتنزّل اللعنة عليّ يا بُنّي لا عليك، أصغ لكلامي واذهب وأحضر لي الجدييْن."

14 فجاء بهما إلى أُمّه، فجهزّت الأطعمة الّتي يشتهيها أبوه.

15 وأخذت رِفقة أفخر ثياب ابنها العيص الموجودة عندها في البيت، وألبستها ليعقوب ابنها الأصغر،

16 وكست يديه والجانب الأملس مِن عنقه بجلد المعز.

17 وناولت رِفقة ابنها يعقوب (عليه السّلام) الأطعمة الّتي جهّزتها والخبز،

18 فدخل على أبيه وقال: "يا أبي"، فأجابه: "نعم، مَن أنت يا بُنيّ؟"

19 فقال له النبي يعقوب: "أنا العيص ابنك البكر، وقد فعلتُ كما طلبتَ، قم واجلس وكلْ من صيدي ثمّ ادعُ لي بالبركة".

20 فقال له إسحَق (عليه السّلام): "كيف وجدتَ صيدًا بهذه السرعة يا بُنّي؟" فأجابه: "الله ربّك وفّقني ويسّر لي".

21 فقال له: "تعال، اقتربْ منّي لأَجسَّك يا بُنّي، فأتأكّد إِن كنتَ فعلاً العيص ابني".

22 فتقدّم يعقوب إلى إسحَق أبيه، فجسّه وقال: "الصوت صوت يعقوب، ولكنّ اليدَينِ يدا العيص".

23 ولم يعرفه لأنّ جلد الماعز غَطَّى يديه فأصبحتا مثل يديْ أخيه العيص. فعزم على طلب بركة من الله له

24 قائلاً: "هل أنت حقًّا ابني العيص؟" فأجابه: "نعم".

25 فقال (عليه السّلام): "إذن قدِّم لي يا بُنّي من صيدك لآكُل وأطلب بركة الله لك". فقدّم له الطعام فأكل، وأعطاه شرابًا فشرب.

26 وقال له إسحَق (عليه السّلام): "اقترب مني وقبّلني يا بُنّي".

27 فتقدّم وقبّله، فشمّ النبي إسحَق رائحة ثيابه ودعا له بالبركة قائلا: "ها رائحة ابني كرائحة حقلٍ باركه الله

28 يعطيك الله مِن ندى السماء ومِن خير الأرض فيضًا مِن الحنطة والشراب!

29 لتخدمك شعوبٌ وتنحني أمامك! سيّدًا تكون لإخوتك، وأبناء أُمّك ينحنون أمامك. ومَن يدعو عليك باللعنات يتبعه الله بلعنة، ومن يدعو لك بالبركات يمنحه الله بركة!

30 وما إن فرغ إسحَق (عليه السّلام) مِن كلامه، وخرج ابنه يعقوب من عنده، حتّى عاد أخوه العيص من الصّيد.

31 فجهّز بدوره أطعمةً وأحضرها لأبيه قائلا: "تفضّل يا أبي، كُلْ من صيدي، واطلب لي بركة من الله".

32 فقال له أبوه: "مَن أنت؟" قال: "أنا العيص ابنك البكر".

33 فارتعش إسحَق (عليه السّلام) ارتعاشًا شديدًا وقال: "فمَن الّذي صاد صيدًا وجاءني به قبلك إذن، فأكلتُ منه كلّه قبل أن تجيء وطلبتُ له بركة؟ نعم، طلبت له البركة فحلّت عليه البركة!"

34 فلمّا سمع العيص كلام أبيه صرخ عاليًا بمرارة قائلا: "وأنا يا أبي؟ ادْعُ لي يا أبي بالبركة أيضًا!"

35 فأجابه: "سبقك أخوك ومكر بي وأخذ بركتك".

36 فقال العيص: "يعقوب! يعقوب يتعقّبني بالحيلة! استغفلني مرّتين، وأخذ مكانتي. في المرّة الأولى أخذ امتيازاتي كابن بكر، وها هو الآن يأخذ بركتي. أبي هل احتفظتَ لي ببركة غيرها؟"

37 فأجابه إسحَق (عليه السّلام): "إنّي جعلتُه سيّدًا عليك، وجعلتُ جميع إخوته خدّامًا له وأمددته بالحنطة والشراب، فماذا تبقّى لك يا ابني؟"

38 فقال العيص: "أعنْدك بركة واحدة فقط يا أبي؟ أرجوك يا أبي ادعُ لي بالبركة أنا أيضًا!" وأجهش العيص بالبكاء.

39 فأجابه أبوه (عليه السّلام): "ها مسكنُك يكون في أرض قاحلة لا يهطل عليها ندى السّماء.

40 بسيفك تعيش وأخاك تخدم ولكن حين تثور عليه تكسر عن عنقك نيره".


كيف هرب يعقوب (عليه السلام) من أخيه العيص

41 ونما الحقد في قلب العيص بسبب البركة التي أخذها منه النبي يعقوب، فقال في نفسه: "قريبًا يموت أبي، وبعد أيام الحداد سأقتل أخي يعقوب".

42 فبلغ رِفقةَ كلام العيص، فاستدعت يعقوب (عليه السّلام) وقالت له: "أخوك ينوي قتلك.

43 والآن اسمعْ كلامي يا بُنّي، اُهرب حالاً إلى أخي لابان في حاران،

44 وأقم عنده أيّامًا قليلةً حتّى يهدأ غضب أخيك.

45 ومتى سكن غضبه ونسي ما فعلتَه به، أبعث إليك لتعود إلى هنا. إنّي لا أُريد أن أفقدكما أنتما الاثنين في يوم واحد!"

46 وقالت رِفقة لإسحَق (عليه السّلام): "البنات الحِثّيّات ومنهنّ زوجات ابني العيص جعلوني أكره حياتي، فإن اتّخذ يعقوب زوجة من بنات الكنعانيين أيضًا، فالموت يكون لي خيرًا من الحياة، فخير لي أن أموت".

© 2021, Al Kalima

Al Kalima
تابعنا:



إعلانات