Biblia Todo Logo
الكتاب المقدس على الانترنت
- إعلانات -

الملوك الأول 8 - المعنى الصحيح لإنجيل المسيح


نقل صندوق الميثاق

1 ثمّ طلب سليمان (عليه السّلام) من شيوخ بني يعقوب وجميع كبار العشائر وزعمائها أن يجتمعوا في القدس، لِـيَنقلوا صندوق الميثاق من حيّ مدينة داود إلى بيت الله فوق سفح الجبل.

2 واجتمع هؤلاء جميعا في عيد الخيام، وتحديدا في بداية الخريف.

3 وعندما وصل الشيوخ، نقل الأحبار صندوق الميثاق

4 وخيمة بيت الله بما فيها من أوان مقدّسة.

5 ووقف سليمان (عليه السّلام) مع كلّ الّذين احتشدوا من بني يعقوب أمام صندوق الميثاق وذبحوا منَ الغنم والبقر ما لا يُحصى ولا يُعَدّ.

6 ثمّ أدخل الأحبار صندوق الميثاق في المحراب الأقدس، ووضعوا فوقه شكلين لاثنين من حملة العرش،

7 وكانت أَجنحتهما تظلّلانه مع اثنين من العصيّ الّتي يُحمل بها.

8 وكانت هذه العصيّ طويلة، فأطرافها تُرى من خارج المِحراب، ولكنّها لا تُرى خارج البيت المقدّس. وهي موجودة إلى يومنا هذا.

9 وهذا الصندوق يحتوي بداخله فقط على لوحي الحجر اللذين وضعهما فيه النبي موسى في جبل سيناء، عندما أقام الله ميثاقه مع بني يعقوب بعد خروجهم من مصر.

10 وما إن خرج الأحبار من المحراب المقدّس حتّى ملأ الغمام أرجاء بيت الله،

11 فلم يستطع الأحبار إتمام أداء شعائرهم، لأنّ نور جلال الله قد ملأ البيت.

12 ثمّ توجّه النبي سليمان إلى الله بهذا الدعاء: "اللهم، لقد وعدت أنّك تتجلّي في ظلل من الغمام

13 ولإكرامك يا ربّ بنيتُ هذا البيت العظيم، مكانا تحلّ فيه سكينتك يا الله إلى أبد الآبدين!


النبي سليمان يخاطب قومه

14 ثمّ التفت سليمان (عليه السّلام) إلى جماعة بني يعقوب الواقفين أمامه، وطلب لهم بركة من الله.

15 وقال: "تبارك الله الّذي يعبده بنو يعقوب، لأنّه أتمّ وعده لأبـي داود، عندما قال:

16 "منذ أخرجتُ قوم ميثاقي من مصر لم أرتض مدينةً من كلّ مدنهم ليقام فيها بيت يُعظّم فيه اسمي بين العالمين، لكنّي اخترتُ داود ليكون حَكَما عادلاعليهم أجمعين".

17 ثمّ أضاف النبي سليمان: "وأخذ في لبّ أبـي داود أن يقيم هذا البيت ليعظّم فيه شأن الله.

18 فقد أوحى إليه تعالى: "لقد أحسنت فيما تريد،

19 ولكنّك لن تَبني هذا البيت المجيد، وإنّما يبنيه ابن من صلبك مولود".

20 وتحقّق وعد الله وخلفتُ مكان أبـي داود وجلستُ على عرش بني يعقوب، وأقمت هذا البيت ليعظّم فيه اسم الله الّذي يعبده بنو يعقوب،

21 وأعددتُ مكانًا للصندوق الّذي وضعت بداخله لوحي الميثاق الّذي أقامه الله مع آبائنا الأوّلين حينَ أخرجهم من مصر".


دعاء النبي سليمان

22 ووقف النبي سليمان (عليه السّلام) أمام المذبح النحاسيّ في الحرم بـحضور جماعة بني يعقوب وبسط يدَيه في دعاء نحوَ السّماء

23 قائلاً: "اللهمّ يا مَن يعبده بنو يعقوب، لا إله غيرك في السماوات والأرضين، يا حافظ الميثاق، أيّها الوفيّ لأولئك الّذين يسلكونَ بصدق الصراط المستقيم.

24 يا الله، لقد وفيتَ بوعدك لأبي داود، وحقّقت كلامك الأمين.

25 والآن يا الله، يا من يعبدك بنو يعقوب، رجائي أن تحقّق الوعد الآخر الّذي وعدته لأبي داود عندما أوحيت إليه: 'إذا حرص بنوك على اتّباعك فساروا، كما سرت أنت، في السبيل القويم، لا ينقطـع من نسلك رجلٌ يعتلي عرش مملكة بني يعقوب المقيم'.

26 اللهمّ حقّق هذا الوعد العظيم".

27 وأضاف النبي سليمان قائلا: "ولكن أيُعقل أن يسكن الله على الثرى؟ يا مَن وسع عرشك السّماوات، فكيف يتّسع لك هذا المبنى؟

28 اللهمّ، اصغِ لدعائي وتضرّعي، أنا عبدك، وأنت السميع المجيب.

29 هذا هو المقام الّذي اخترته لتعظيم اسمك بين العباد، فاحفظه ليل نهار وكلّما توجّهتُ إليه للصلاة،

30 واستجب إلى تضرّعاتي وتضرعات قوم ميثاقك كلّما ولّوا وجوههم إلى هذا المقام الشريف، فأنت السميع من عَليائك في عِليّين وأنت الغفور لذنوب العابدين.

31 فإن أخطأ أحد في حقّ آخر، وجاءوا به أمام مذبح الأضاحي في حرم بيتك المقدّس، وأقسم ببراءته اليمين،

32 فأنت من السّماء العليم السميع وأنت الحَكَم العدل بين عبادك المؤمنين، فعاقب اللهمّ المذنب حسب ذنبه، وفك قيد البريء المستقيم.

33 "وإذا وقع بنو يعقوب أمام أعدائهم بسبب خطيئتهم بحقّك منهزمين، ثمّ تابوا إليك توبةً نصوحًا وطلبوا غفرانك في هذا البيت المقيم،

34 فأنت السميع من عليائك وأنت لكلّ خطاياهم الغفور الرحيم، وردّهم إلى الأرض الّتي أعطيتَها لآبائهم الأوّلين.

35 وإن أغلقت أبواب السّماء وحبست عنهم المطر لأنّهم أخطأوا بحقّك جاحدين، وإذا تابوا إليك بعد الذل الذي أنزلته عليهم وولّوا وجوههم إلى هذا المقام واعترفوا بكلّ الآثام الّتي ارتكبوها تائبين،

36 فيا ربّ اسمع من عُلاك واغفِر آثام بني يعقوب إنّهم قوم عابدون، واهدِهِمِ الصراط المستقيم، وأنزل غيثك على هذه الأرض الّتي ائتمنت عليها آباءهم الأوّلين.

37 وإذا أصيبت الأرض بمجاعة أو وباء أو جَفاف أو يَرَقان أو جَراد أو جندب، أو حاصر الأعداء بني يعقوب في مدنهم، ومهما كان نوع المصائب التي قد تحلّ عليهم،

38 لكن إذا تضرع إليك أحدهم من الصميم، ورفع يديه إليكَ ووجّه دعاءه من هذا البيت المقيم،

39 فاستجب له يا الله من عليائك، واغْفِرْ له واجْزِ كلّ واحد حسب أعماله يا أيّها الغفور، لأنّك أنت وحدك عليم بذات الصدور.

40 فيتّقونك ما داموا على هذه الأرض الّتي ائتمنت عليها آباءنا الأوّلين.

41-42 ويقبل أفراد من أمم أخرى من أقاصي الأرض فيعبدوك ويقيمون الصلاة في هذا البيت مخلصين، عندما تبلغهم عظمة شأنك وما أقمته بقوّتك أيّها الجليل العظيم.

43 فاستجب يا الله من عليائك، وهب لهم كلّ ما يطلبونه منك، فتعرف جميع أمم الأرض مدى عظمة شأنك كما يعلم ذلك عبادك المخلصون، إنّهم يعلمون علم اليقين أنّ هذا البيت يُرفع فيه ذكرك العظيم.

44 "وإذا حارب قوم ميثاقك أعدائهم وَفقَ أمرك تعالى، وولّوا وجوههم شطر هذه المدينة الّتي اخترتَها والبيت الّذي أقمتُه لإكرام اسمك الكريم،

45 فاستجب يا الله لصلاتهم وتضرّعاتهم وانصُرْهم على أعدائهم أجمعين.

46 "يا ربّ، هل يوجد إنسان بلا خطيئة؟ وإذا أخطأ قوم ميثاقك في حقّك، وغضبتَ عليهم وجعلتَ أعداءهم عليهم ينتصرون، ويأخذونهم أسرى إلى بلاد أخرى في أقاصي الأقاليم،

47 ثمّ عادوا إلى صوابهم في الأرض الّتي كانوا فيها مأسورين، فناجوك تائبين: "اللهمّ لقد أخطأنا وفي الضلال سلكنا وما أكبر ذنبنا،"

48 وتابوا إليك توبةً نصوحًا حين ولّوا وجوههم إلى أرضهم الّتي ائتمنت عليها آباءهم الأوّلين، وهذه المدينة المختارة وهذا البيت الّذي أقمتُه ليعظّم فيه اسمك العظيم،

49 فاستجب يا الله لصلاتهم وتضرّعاتهم من عليائك يا أرحم الراحمين، وانصُرْهم،

50 واغفِرْ لهم سيئاتهم مهما تفاقمت، واجعل الرحمة في قلوب آسريهم المنتصرين.

51 فهُم قوم ميثاقك وخاصّتك الّذينَ أخرجتَهم من مصر محرّرين، من أتون العذاب الأليم.

52 اللهمّ إنّك سميع بصير لتضرّعات عبدك، ولتضرّعات قوم ميثاقك، واستجب لهم كلّما استغاثوا إنّك أنت السميع المجيب.

53 لقد أنعمتَ اللهمّ يا مولاي بنعمتك عليهم وفضّلتهم على العالمين، كما أوحيت لنا على لسان عبدك موسى، حينَ أخرجتَ من مصر آباءنا الأوّلين".


النبي سليمان يطلب بركة الله على قومه

54 ولمّا انتهى النبي سليمان (عليه السّلام) من تضرعاته أمام المذبح في الحرم حيث كان راكعًا ويداه مبسوطتان إلى السماء،

55 وقف وطلب بركة من ربّه على الحشود بِصوت مسموع، فقال:

56 "تبارك الله الّذي أنعم بالفرج على بني يعقوب وجعلهم سالمين، كما جاء على لسان عبده موسى الأمين، إنّه الوفيّ بجميع وعوده العظيمة.

57 ليكن الله ربّنا معنا خير حافظ كما حفظ آباءنا الأوّلين، ولا يخذُلُنا ولا يتخلّى عنا،

58 وليجذب قلوبنا إليه فنتبع الصراط المستقيم ونعمل بوصاياه وفرائضه وأحكامه الّتي بها أمر آباءنا الأوّلين.

59 ولتظلّ تضرّعاتي أمامه في كلّ حين، حتّى ينصرني أنا عبده وينصر قوم ميثاقه بني يعقوب في كلّ الأزمان والأحايين،

60 لكي تعلم شعوب الأرض برمّتها علم اليقين أنّ الله هو ربّ العالمين، ولا إله إلاّ هو الحيّ القيوم.

61 أمّا أنتم يا قومي، فكونوا لله مولاكم دائما مخلصين، وأطيعوا فرائضه ووصاياه، كما اليوم تفعلونَ".


تدشين بيت الله والحرم المقدّس

62 ثمّ قدّم النبي سليمان (عليه السّلام) وجميع بني يعقوب أضاح لله،

63 ودشّنوا البيت الّذي أقاموه له تعالى، وقدّموا من الأضاحي اثنين وعشرين ألفًا من البقر ومئةً وعشرين ألفًا من الغنم وطلبوا بركة من الله في هذا المكان المقدّس.

64 وفي ذلك اليوم قدّم سليمان (عليه السّلام) كلّ الأضاحي والقرابين وأمر أن تُحرق كاملة في ساحة الحرم الشريف، لأنّ مذبح النّحاس أمام بيت الله لم يكن يتّسع لها.

65 وصادف نهاية تدشين بيت الله غرّة عيد الخيام، فاحتفل سليمان (عليه السّلام) وجميع الحاضرين بالعيد في الحرم. وتوافدت حشود من لَبْوَة في إقليم حماةَ أقصى الشمال حتّى وادي العَريش في أقصى الجنوب. واستمرّت الاحتفالات أربعة عشر يومًا، منها سبعة أيام لتدشين بيت الله والأخرى للاحتفال بعيد الخيام.

66 وعند انقضاء العيد، صرفهم سليمان (عليه السّلام)، وتركوه في أمان الله وعادوا إلى بيوتهم وقد انشرحت صدورهم، لأنّ الله غمر بالخير النبي داود (عليه السّلام) وقومه بني يعقوب.

© 2021, Al Kalima

Al Kalima
تابعنا:



إعلانات