أخبار الأيام الأول 28 - المعنى الصحيح لإنجيل المسيح

النبي داود يقدّم تخطيطا لبناء بيت الله

¹ وفي القدس جمع داود (عليه السّلام) جميع المسؤولين في بني يعقوب. فحضر شيوخ العشائر وجميع الفرق الّتي تخدم الملك، وقادة الألوف والمئات في الجيش، ورجال الحاشية، والمحاربون الأبطال، وجميع المحاربـين الأشدّاء والوكلاء على الأملاك والمواشي التي يملكها الملك وأبناؤه.

² فخاطبهم داود (عليه السّلام) قائلا: "اصغوا إلي جيدًا يا إخوتي وشعبـي! لقد كنت أنوي بناء بيت لله وفيه نحفظ صندوق الميثاق دائما ونجتمع لعبادته تعالى. ولمّا جهّزتُ كلّ ما يلزم البناء

³ أوحى الله إليّ: "لن أدعك تبني بيتًا يُعظّم فيه اسمي، لأنّك خضت حروبا وتلطخت يداك بالدماء".

⁴ لكنّ الله الّذي يعبده بنو يعقوب اختارني من بين جميع أفراد بيت أبـي يسّى، لأحظى أنا وذرّيّتي بالحكم على بني يعقوب إلى الأبد، فالله تعالى اختار عشيرة يَهوذا للحكم، ومنها خصّ عائلتي، ومن عائلتي رضي عني وأقامني ملكًا على كلّ بني يعقوب.

⁵ ورزقني بنين كثرا واختار منهم سليمان لي خلفا ليعتلي عرش بني يعقوب.

⁶ وأوحى إلي أيضا: "إنّ ابنك سليمان هو الّذي سَيَبني بيتي المقدّس وحرمه الشريف لأنّي اخترتُه ليكون في مقام الابن الروحي لي، وأكون له في مقام الأب،

⁷ وإن أخلص في عمله ولم يحد عن وصاياي وأحكامي كما حاله اليوم‌، أُثبّتُ مُلكه إلى الأبد.

⁸ يا جماعة الله، نحن الآن في محضر ربّنا السميع وعلى مرأى من أنظار إخوتكم من بني يعقوب: فاحفظوا جميع وصايا الله ربّكم، واعملوا بها بكلّ صدق لتحافظوا على هذه الأرض الطيّبة، فتنتقل هذه الأمانة لبنيكم من بعدكم جيلا بعد جيل".

⁹ "أما أنت يا سليمان، عليك أن تعرف عظمة الله الّذي كان يعبده أباؤك الأوّلون، فاعبدْه بقلب سليم ونفس راغبة، لأنّ الله عليم بذات الصدور وبصير بما يجول داخلك من خواطر وأفكار. فإذا سعيتَ إلى مرضاته فهو قريب مجيب، وإذا تركتَهُ تخلى عنك إلى الأبد.

¹⁰ وعليك أن تعلم الآن أنّ الله اختارك لتقيم بيتًا يُعظّم فيه اسمه القدّوس، فشدّ عزيمتك وانهض إلى العمل!"

¹¹ ثمّ قدّم داود (عليه السّلام) لابنه سليمان تخطيطًا واضحًا فيه صورة لبيت الله وحرمه وخزائنه ومخازنه وغرفه العُلوية والغرف الداخلية والمحراب الأقدس وفيه يُكفَّر عن الخطايا،

¹² كما قدّم له ما جاء إليه بالوحي من روح الله بخصوص الحرم الشريف حول بيت الله وكل الحجرات المحيطة به وبيت المال ومخازن الهبات المنذورة لله تعالى.