أخبار الأيام الأول 21 - المعنى الصحيح لإنجيل المسيحبسم الله تبارك وتعالى إحصاء شعب بني يعقوب 1 وأراد الشيطان شرّا ببني يعقوب، فدفع النبي داود (عليه السّلام) أن يحصي عدد سكان منطقتي السامرة ويهوذا. 2 فأمر داود (عليه السّلام) يوآب وبقية قادة جيشه، قائلاً: "عليكم أن تحصوا قوم بني يعقوب، من دان في الشمال إلى بئر السبع في الجنوب، أريد أن أعرف عددهم". 3 فأجابه يوآب: "ليضاعف الله قوم ميثاقه مئة مرّة، إنّهم جميعًا رعاياك يا مولاي الملك، فلماذا تطلب هذا الأمر وتدفع بآل يعقوب أن يخطئوا في حقّ الله؟" 4 وتعنت النبي داود في رأيه وتغلب على يُوآب، فخرج هذا الأخير وجال بين قوم بني يعقوب. ولمّا أحصى عددهم عاد إلى القدس، 5 وأخبر داود (عليه السّلام) أنّ العدد الجملي لرجال بني يعقوب بلغ في منطقة السامرة مليونًا ومئة ألف رجل مؤهّل لحمل السلاح، في حين بلغ عدد رجال منطقة يَهوذا أربع مئة وسبعين ألف رجل. 6 ولم يُحصِ يُوآب عشيرتي لاوي وبنيمين، لأنّه يعلم أنّ ما أمر به داود (عليه السّلام) لا يرضى الله. 7 واستاء الله من عمل داود (عليه السّلام)، فأنزل عقابه على آل يعقوب كلّهم. 8 فناجى داود ربّه: "ما أفظع الذنب الذي ارتكبته! والآن يا ربّي أغفر لي خطيئتي أنا عبدك، فقد تماديت في حماقتي". 9 وأوحى الله إلى النبـيّ جاد أن يقول لداود (عليه السّلام): 10 "اِذهبْ إلى داود وأخبره بما يلي: إنّ لله ثلاث ضربات، فاختر واحدةً بينها لتحلّ عليك". 11 فذهب جاد إلى داود (عليه السّلام) وقال له: 12 "اختر من بين هذه الضربات الثّلاث: هل تختار أن تتعاقب عليك ثلاث سنوات قحطً وجوع، أو تفرّ من أعدائك فيلاحقونك ثلاثة أشهر، أو يحلّ وباءٌ على أرضك فينتشر فيها ثلاثةَ أيّام؟ وأخبرني باختيارك حتّى أعلنه وأقول "أللهمّ إنّي بلّغتُ". 13 لكنّ النبي داود أجابه: "يعسر عليّ أن أختار عقابا من بين هذه الضربات. ولكني سأختار عقابا من الله لأنّ رحمته واسعة، ولن أختار عقابا من البشر". 14 وأرسل الله وباء، فأباد سبعين ألف رجل. 15 وبعث الله أيضا ملاكًا إلى القدس لـيدمّرها. وعندما همّ هذا الملاك بضرب القدس، أمره الله قائلاً: "كفى، ارفع يدك الآن". وكان الملاك حينها عند بيدر أرنان اليَبوسيّ، 16 وران داود (عليه السّلام) بنظره، فرأى الملاك واقفا بين الأرض والسماء ممتشقا سيفه بـيده وقد وجّهه نحو القدس. ولبس النبي داود وجميع الشيوخ الخيش توبة، وانحنوا خشوعا. 17 وتوجّه داود (عليه السّلام) إلى الله قائلاً: "أنا الّذي ارتكبت سوء وخطيئة، أنا الّذي اقترفت سوء، أمّا أولئك المساكين فهم كالخراف، فماهو الذنب الذي اقترفوه؟ اللهمّ، انزل عقابك عليّ وعلى أهل بيتي، ولا تنزله على قوم ميثاقك". 18 وأمر الملاك النَّبـيّ جاد أن يأمر داود (عليه السّلام) بالذهاب إلى بيدر أرنان اليَبوسيّ ويبني مذبحًا لله تعالى. 19 ففعل داود (عليه السّلام) ما أمره الله به على لسان نبيه جاد. 20 وظهر الملاك لأرنان عندما كان يدوس الحنطة في بيدره، فاختبأ مع بنيه الأربعة. 21 وعندما جاء داود (عليه السّلام)، خرج أرنان من البيدر وانحنى إلى الأرض احترامًا له. 22 فبادره داود (عليه السّلام) قائلاً: "أريد أن أشتري منك هذا البيدر بالثمن الّذي تقدّره، لأني سأبني فوقه مذبحًا لله تعالى، فتتوقف الضربة التي أصابت بني يعقوب". 23 فأجابه أرنان: "هو لك يا مولاي خذه وافعل به ما تشاء. وسأعطيك هذه البقرات ذبائح والنّوارج حطبًا والحنطة تقدِمة. كلّ هذا أُعطيه لك لتقدمه لله تعالى". 24 فأجابه داود (عليه السّلام): "كلاّ، بل أدفع لك ثمن البيدر كاملاً. فأنا لا آخذ منك ما تملكه لأعطيه لله. فكيف أُقدّم لله ذبيحة، تقدمها لي مجّانًا؟" 25 ودفع داود (عليه السّلام) إلى أرنان ستّ مئة قطعة من الذّهب ثمنًا للبيدر. 26 وبنى مذبحًا لله تعالى، وقدّم ذبائح وأحرقها وقدم قرابين أخرى طلبا للسلامة، ثمّ استغاث ربه، فاستجاب له، ونزلت نار من السماء على المذبح، 27 وأمر الله الملاك فردّ سيفه إلى غمده ولم يدمّر القدس. 28 ولمّا رأى داود (عليه السّلام) أنّ الله قد استجاب لدعائه، قدّم له ذبائح أخرى في هذا المذبح، 29-30 لأَنّه لم يستطع الذهاب في ذلك الوقت إلى بيت الله الواقع على تلّة جِبْعون خوفًا من سيف الملاك الّذي أرسله الله تعالى. |
© 2021, Al Kalima
Al Kalima