إلاّ أنّ أيّوب (عليه السّلام) قاطع كلامها وقال: "اسكتي! إنّ ما تنطقين به لهو الجهل الصريح! أنقبل من الله الخيرات والعطايا، ولا نقبل منه إن أرسل علينا البلايا؟" وكان أيّوب للّه تقيّا، وعلى بلائه صبورا، ونزّه اللهَ أن يكون بما أنزله عليه ظالما أو شرّيرا.
هل بَلَغَت بَلاهتُكُم إلى هذا الحَدِّ؟ لقد بَدأتُم مَسيرتَكُم باعتِمادِكُم على رُوحِ اللهِ، فهَل تَظُنّونَ أنَّكُم قادِرونَ على الوصولِ إلى نِهايةِ الطَّريقِ باستِغنائِكُم عنها، مُكتَفينَ بالتَّقاليدِ البَشَريّةِ؟
ومُذ بَلَغَنا هذا الأمرُ، لم نَنقَطِع عن الدُّعاءِ مِن أجلِكُم، راجينَ مِن اللهِ أن تَكونوا حُكَماءَ مُدرِكينَ لِنَفَحاتِ رُوحِهِ، حَتّى تَغمُرَكُم حَقيقةُ ما يُرضيهِ.