فكيف حال البشر الذين خلقهم من طينٍ وماء، أولئك الّذين حياتهم هباء في هباء؟ ألا ينالون كما العثّ الفناء؟
كورنثوس الثانية 4:7 - المعنى الصحيح لإنجيل المسيح وما نَحنُ إلاّ آنيَةٌ مِن فَخّارٍ تَحوي هذا النّورَ الرّبّانيَّ، ليُظهِرَ أن قوَّتَنا الخارِقةَ مَصدَرُها اللهُ لا نَحنُ. المزيد من الإصداراتالكتاب المقدس وَلَكِنْ لَنَا هَذَا ٱلْكَنْزُ فِي أَوَانٍ خَزَفِيَّةٍ، لِيَكُونَ فَضْلُ ٱلْقُوَّةِ لِلهِ لَا مِنَّا. الكتاب المقدس (تخفيف تشكيل) ولكن لنا هذا الكَنزُ في أوانٍ خَزَفيَّةٍ، ليكونَ فضلُ القوَّةِ للهِ لا مِنّا. كتاب الحياة وَلَكِنَّ هَذَا الْكَنْزَ نَحْمِلُهُ نَحْنُ فِي أَوْعِيَةٍ مِنْ فَخَّارٍ، لِيَتَبَيَّنَ أَنَّ الْقُدْرَةَ الْفَائِقَةَ آتِيَةٌ مِنَ اللهِ لَا صَادِرَةٌ مِنَّا. الكتاب الشريف وَنَحْنُ مُجَرَّدُ آنِيَةٍ مِنْ فَخَّارٍ تَحْوِي هَذَا الْكَنْزَ. وَهَذَا يُبَيِّنُ أَنَّ هَذِهِ الْقُوَّةَ الْعَظِيمَةَ هِيَ مِنَ اللهِ لَا مِنَّا. |
فكيف حال البشر الذين خلقهم من طينٍ وماء، أولئك الّذين حياتهم هباء في هباء؟ ألا ينالون كما العثّ الفناء؟
وتابَعَ (سلامُهُ علينا) قائلاً: "ومَثَلُ المَملَكةِ المَوعودةِ كمَثَلِ كَنزٍ مَدفونٍ في حَقلٍ عَثَرَ عليهِ رَجُلٌ. ومِن شِدّةِ فَرَحِهِ أخفاهُ، وذَهَبَ ليَبيعَ كُلَّ ما يَملِكُ ويَشتَري الحَقلَ بما فيهِ مِن كَنزٍ".
فتابَعَ قائلاً: "إنّ مَثَلَ فَقيهِ التَّوراةِ الّذي يُصبِحُ مِن تَلاميذي ويَجهَدُ لإدراكِ أُمورِ المَملَكةِ الرَّبّانيّةِ كمَثَلِ صاحِبِ دارٍ يُخرِجُ مِن مَخزَنِهِ مُمتَلَكاتٍ ثَمينةٍ ليَستَعمِلَها جَميعًا، قَديمِها وحَديثِها".
وما أذكُرُ لكُم ذلِكَ إلاّ لتَملأ الطُّمأنينَةُ قُلوبَكُم بتَمَسُّكِكُم بي. إنّكُم ستُقاسونَ الضِّيقَ في هذا العالَمِ، فاصمُدوا وتَذَكَّروا واثِقينَ بأنّي أحرَزتُ الغَلَبةَ على العالَمِ".
ولَقَد اختارَ اللهُ الَّذينَ كانوا في أعيُنِ أهلِ الدُّنيا أذِلاّءَ مُحتَقَرينَ، لِيُعلِنَ لِلعالَمينَ أنَّ ما يَتَباهى بِهِ أهلُ الدُّنيا سَرابٌ خادِعٌ،
فمِنكُم مَن يَقولُ: "إنَّ كَلامَ بولُس إلينا قاسٍ وصارِمٌ عِندَما يَبتَعِدُ عنّا، أمّا حُضورُهُ بَينَنا فغَيرُ مَهيبٍ، وكَلامُهُ سَخيفٌ".
إنّهُ وإن بَدا في صَلبِهِ ضَعيفًا، فإنّهُ الآنَ حَيٌّ بقوَّةِ اللهِ، كَما هو شأنُنا نَحنُ أتباعُهُ إذ نَعيشُ الضُّعفَ نَفسَهُ، ولكنّنا عِندَما نَتَعامَلُ مَعَكُم سنَنعَمُ بحَياةِ السَّيِّدِ المَسيحِ القَويّةِ بفَضلِهِ وقُدرَتِهِ تَعالى.
وبِما أَنّ اللهَ في رَحمتِهِ كَلَّفَنا مُهِمَّةَ تَبليغِ هذِهِ الرِّسالةِ، فإنّنا لا نَتَوانى في نَشرِها.
وما أجسامُنا في هذِهِ الدُّنيا إلا خيامُ راحِلينَ، لا نُقيمُ فيها إلا قَليلاً، وما مَصيرُها إلاّ الفَناءُ. ولكنَّ لنا في الآخِرةِ ديارًا نُقيمُ فيها إلى الأبَدِ، إنّها أجسامٌ خالِدةٌ يُكَوِّنُها اللهُ ولا تُكَوِّنُها أيدي البَشَرِ.
فهم يَنظُرونَ إلينا كحَزانى مَعَ أنّنا فَرِحونَ دائمًا! نَحنُ فُقَراءُ مَعَ أنّنا نَجعَلُ الآخَرينَ أغنياءَ! وكَأنّما لا شَيءَ في أيدينا مَعَ أنّنا باللهِ نَملِكُ الدُّنيا وما فيها!
نعم، نَحنُ مِن بَني يَعقوبَ كُنّا مِن الهالِكينَ بِسَبَبِ آثامِنا، ورَغمَ ذلِكَ جَعَلَنا اللهُ بِفَضلِ قيامةِ سَيِّدِنا المَسيحِ خالِدينَ! مَرحى يا إخوَتي مِن غَيرِ بَني يَعقوبَ، لقد صِرتُم مِثلَنا بِفَضلِ اللهِ مِن أهلِ النَّجاةِ،
وإنّي لأَقَلُّ قَدرًا مِن كُلِّ عِبادِهِ الصّالِحينَ، ولكنّ اللهَ شَرَّفَني حَتّى أُعلِنَ إلى غَيرِ اليَهودِ رِسالةَ السَّيِّدِ المَسيحِ الّتي لا تُحَدُّ قِيمتُها بِحُدودٍ،
لأنّ اللهَ أرادَ لهُم أن يَعرِفوا أنّ كُنوزَ سَيِّدِنا المَسيحِ وبَهاءَهُ تَشمُلُكُم أنتُم أيضًا يا مَن لَستُم يَهودًا، وهذا هو السِّرُّ العَظيمُ: إنّ مَولانا المَسيحَ يَحيا في قُلوبِكُم أنتُم أيضًا، وأنّهُ أساسُ ما أنتُم عليهِ مِن يَقينٍ في حُصولِكُم يَومَ الدِّينِ على مَقامٍ مَجيدٍ.
إنّكُم تَطَهَّرتُم بِالماءِ دَليلاً على إيمانِكم بِهِ (سلامُهُ علينا)، وكَأنّكُم بذلِكَ تَدفِنونَ حَياتَكم القَديمةَ، وكَما قامَ (سلامُهُ علينا) مِن المَوتِ، فقد وُهِبتُم كذلِكَ حَياةَ الخُلدِ لأنّكُم وَثقتُم بِقُدرةِ اللهِ، وهي القُدرةُ الّتي بِها بُعِثَ السَّيِّدُ المَسيحُ مِن المَوتِ خالِدًا.
لأنّنا حينَ بَلَّغناكُم بُشرى سَيِّدِنا المَسيحِ، لم يَكُن ذلِكَ مُجَرَّدَ كَلامٍ، بَل كانَ مَصحوبًا بقوّةِ اللهِ ورُوحِهِ تَعالى الّتي أظهَرَت لكُم صِدقَ رِسالتِنا، فازدادَ يَقينُكُم بِها. وأنتُم تَعلَمونَ مِن خِلالِ سِيرتِنا عِندَما كُنّا بَينَكُم كَيفَ سَعَيْنا لفائدتِكُم،
وإنّكَ لتَرى، في الدّارِ فَسيحةِ الأرجاءِ، كُلَّ أنواعِ الأواني، مِن ذَهَـبٍ وفِضّـةٍ، وخَشَـبٍ وفَخّـارٍ، فبَعضُهـا يُستَعمَلُ لمُناسِبات خاصّةٍ، ويَبقى البَعضُ الآخَرُ لاسـتِعمالٍ يَوميّ عاديّ.