ولقد كَتَبتُم: "نَحنُ نَعلَمُ أنّ الأصنامَ آلِهةٌ مُزَيَّفةٌ يَنحَرونَ لها، وأنّهُ لا إلهَ إلاّ اللهُ، فأيُّ ضَرَرٍ يُصيبُنا إن أكَلْنا لَحمًا في مَعبَدِ الوَثنيِّينَ؟"
قال اللهُ تعالى: يأتي إليكم أهل مصر بما لديهم من ثروات، وأهل كوش بما لديهم من ممتلكات، وأهل سبأ طِوال القامات، يضعونها جميعا عند أقدامكم ويكونون من خدّامكم، ويمشون وراءكم مقيّدين بالأغلال وأمامكم ينحنون، وعندئذ يعترفون: "إنّ اللهَ معكم ولا إلهَ إلاّ هو."
وأمّا بخُصوصِ ما كَتَبتُموهُ لي في رِسالتِكُم، فقُلتُم: "إن أكَلنا في مَعابِدِ الوَثنيِّينَ لُحومًا أُهِلَّتْ لغَيرِ اللهِ، فلا ضَرَرَ يُصيبُنا، فنَحنُ أهلُ العِلمِ اللّدُنّيِّ الغَيبيِّ". لكن ما أكثَرَ المُتَكَبِّرينَ المُفتَخِرينَ بمَعرِفتِهِم! أمّا المُحِبّونَ لإخوانِهِم، فهَمُّهُم هِدايتُهُم وتَرسيخُ الإيمانِ في قُلوبِهِم.