كورنثوس الأولى 2:7 - المعنى الصحيح لإنجيل المسيح ولَكِنَّنا نُعلِنُ حِكمةَ اللهِ المَكنونةَ، تِلكَ الَّتي كانَت خَفيّةً عَن النّاسِ فيما مَضى، فَشاءَ اللهُ أن يَكشِفَها لَنا. وقَد جَعَلَها اللهُ لَنا ذُخرًا مِن قَبلِ خَلقِ الكَونِ إكرامًا لَنا. المزيد من الإصداراتالكتاب المقدس بَلْ نَتَكَلَّمُ بِحِكْمَةِ ٱللهِ فِي سِرٍّ: ٱلْحِكْمَةِ ٱلْمَكْتُومَةِ، ٱلَّتِي سَبَقَ ٱللهُ فَعَيَّنَهَا قَبْلَ ٱلدُّهُورِ لِمَجْدِنَا، الكتاب المقدس (تخفيف تشكيل) بل نَتَكلَّمُ بحِكمَةِ اللهِ في سِرٍّ: الحِكمَةِ المَكتومَةِ، الّتي سبَقَ اللهُ فعَيَّنَها قَبلَ الدُّهورِ لمَجدِنا، كتاب الحياة بَلْ إِنَّنَا نَتَكَلَّمُ بِحِكْمَةِ اللهِ السِّرَّيَّةِ، تِلْكَ الْحِكْمَةِ الْمَحْجُوبَةِ الَّتِي سَبَقَ اللهُ فَأَعَدَّهَا قَبْلَ الدُّهُورِ لأَجْلِ مَجْدِنَا الكتاب الشريف بَلْ حِكْمَةُ اللهِ السِّرِّيَّةُ الَّتِي كَانَتْ مَخْفِيَّةً عَنِ النَّاسِ، وَأَعَدَّهَا اللهُ مِنْ قَبْلِ بَدْءِ الزَّمَانِ لِإِكْرَامِنَا. |
ثُمّ تَوَجَّهَ سَيِّدُنا عيسى (سلامُهُ علينا) إلى اللهِ داعيًا: "اللهُمّ أيُّها الأبُ الصَّمَدُ، أحمَدُكَ يا رَبَّ السَّماواتِ والأرضِ، فقد أخفَيتَ سِرَّ رِسالتي عنِ الّذينَ يَحسَبونَ أنّهم حُكَماءُ وأصحابُ عِلمٍ، وكَشَفتَها لهؤلاءِ البُسَطاءِ المُتَواضِعينَ مِن عِبادِكَ!
وبذلكَ تَحَقَّقَ كلامُ اللهِ الّذي جاءَ في الزَّبورِ: "سأتَكَلَّمُ بالأمثالِ، وأُفصِحُ عن أشياءٍ مُبهَمةٍ مُنذُ خَلقَ العالَمينَ".
يا إخوتي، افهَموا هذا السِّرّ، حَتّى لا تَغترّوا. أجل، إنّ مِن بَني يَعقوبَ مُتَعَنِّتينَ، ولكنّ هذا إلى فَترةٍ مَحدودةٍ، حتّى يَنضَمَّ عَدَدٌ كامِلٌ مِن غَيرِ اليَهودِ إلى أُمّةِ اللهِ.
فقد عَرَفَ اللهُ أحبابَهُ مِن قَبلِ خَلقِ الكَونِ، وقَدَّرَ أنّهُم سيَكونونَ على مِثالِ صِفاتِ سَيِّدِنا عيسى، الابنِ الرُّوحيّ لهُ تَعالى، وأنّهُم سيُصبِحونَ مِن أهلِ بَيتِ اللهِ، وسَيِّدُنا عيسى يَحظَى بأشرَفِ مَكانةٍ فهو الأوّلُ بَينَ إخوةٍ كَثيرينَ.
أمّا أنا، يا إخواني وأخَواتي، فَلَم تَكُن فَلسَفةُ أهلِ الدُّنيا أُسلوبي عِندَما أقبَلتُ إلَيكُم أوَّلَ مَرّةٍ أكشِفُ لَكُم عَن سِرِّ اللهِ المُبينِ،
فاختارَنا اللهُ بانتِمائِنا إليهِ (سلامُهُ علينا) قَبلَ خَلقِ العالَمينَ، حَتّى نَكونَ مَنذورين لهُ دونَ شَوائبَ.
ولقد كانَ هَدَفُهُ إظهارَ وُجوهِ حِكمتِهِ كُلِّها في جَميعِ أبعادِها لكُلِّ الكائناتِ الغَيبيّةِ، مِن المَلائكةِ والجِنِّ والشَّياطين، مِن خِلالِ جَماعةِ المَسيحِ المُوَحَّدةِ.
إنّ اللهَ جَعَلَنا مِن النّاجينَ، ودَعانا إلى العَيشِ مَنذورينَ لهُ، لا على أساسِ أعمالِنا، بل بِمُوجِبِ مَقاصِدِهِ وفَضلِهِ الكَريمِ. وقد أرادَ مُنذُ الأزَلِ أن يَمنَحَنا فَضلَهُ مِن خِلالِ سَيِّدِنا عيسـى المَسيحِ.
أمّا الآنَ، وفي أواخِرِ أيّامِ هذِهِ الدُّنيا، فَقَد أَوحَى إلينا بسَيِّدِنا عيسَى، الابنِ الرُّوحيِّ لهُ تَعالى، الّذي خَلَقَ بِهِ كُلَّ شَيءٍ، ثُمَّ جَعَلَهُ مَن يَرِثُ الكَونَ وما فيهِ.
ونَحنُ نُدرِكُ بالإيمانِ أَنَّ اللهَ خَلَقَ الكَونَ بكَلِمةٍ مِنهُ، فكُلُّ ما نَراهُ خُلِقَ مِن عَدَمٍ!
وقد أوحى اللهُ إليهِم أنّ المَسيحَ المُنتَظَرَ سيُقاسي الآلامَ، ثُمّ يَموتُ فيَنالُ مَقامًا مَحمودًا. فتَحَرَّوْا لمَعرِفةِ زَمانِ حُدوثِ هذِهِ الأُمورِ وأحوالِ العالَمِ الّتي تُشيرُ إليها رُوحُ السَّيِّدِ المَسيحِ فيهِم.
والآنَ أُريدُ أن أُوصِيَكُم أيُّها الشُّيوخُ على جَماعاتِ الإيمانِ. فأنا مِثلَكُم شَيخٌ مُرشِدٌ، وكُنتُ شاهِدًا على آلامِ السَّيِّدِ المَسيحِ، وأنا مِثلُكُم سأشارِكُ في جَلالِهِ حينَ يَتَجَلّى أمامَ كُلِّ البَشَرِ.
وبَعدَ أن تَتَحَمَّلوا هذا الضِّيقَ فَترةً قَصيرةً، فاللهُ بفَضلِهِ العَظيمِ سيَرفَعُ مِن شأنِكُم ويُثَبِّتُكُم ويُقَوِّيكُم ويَسنُدُكُم، إذِ اختارَكُم حَتّى تُشاهِدوا جَلالَ السَّيّدِ المَسيحِ الأبَديِّ بِفَضلِ إيمانِكُم بِهِ (سلامُهُ علينا).
لقد وَهَبَ لنا اللهُ العَليُّ القَديرُ كُلَّ ما نَحتاجُ إليهِ لنَعيشَ حَياةَ الفَلاَحِ والتَّقوى، وقد دَعانا بِجَلالِهِ وفَضلِهِ لنَكونَ مِن العارِفينَ بِهِ تَعالى.
فسَجَدَ لهُ أهلُ الدُّنيا جَميعًا، إلاّ الّذينَ كُتِبَت أسماؤهُم مُنذُ خَلقِ العالَمينَ في سِجِلِّ الخُلدِ، سِجِلِّ سَيِّدِنا عيسى، الذِّبحِ العَظيمِ.