حَتَّى لَوْ هَاجَتِ البِحَارُ وَمَاجَتْ وَهَزَّ كِبرِيَاؤُهَا الجِبَالَ. سِلَاهْ
تَعِجُّ وَتَجِيشُ مِيَاهُهَا. تَتَزَعْزَعُ ٱلْجِبَالُ بِطُمُوِّهَا. سِلَاهْ.
تعِجُّ وتَجيشُ مياهُها. تتَزَعزَعُ الجِبالُ بطُموِّها. سِلاهْ.
لا نَرْهَبُ إذا مارَتِ الأرْضُ ومادَتِ الْجِبالُ في قاع البِحار،
تَهِيجُ وَتُزْبِدُ مِيَاهُهَا؛ تَتَزَلْزَلُ الْجِبَالُ مِنْ عُنْفِ جَيَشَانِهَا.
وَلَوْ هَاجَتْ وَثَارَتْ مِيَاهُهَا، وَلَوْ تَزَلْزَلَتِ الْجِبَالُ مِنْ عُنْفِ هَيَجَانِهَا.
فَقَالَ اللهُ لِإيلِيَّا: «اخرُجْ وَقِفْ عَلَى الجَبَلِ أمَامِي. وَسَأمُرُّ مِنْ جَانِبِكَ.» فَخرَجَ وَوَقَفَ عَلَى الجَبَلِ. فَمَرَّ اللهُ مَعَ هُبُوبِ رِيحٍ قَوِيَّةٍ. فَشَقَّتِ الرِّيحُ الجَبَلَ، وَكَسَّرَتِ الصُّخُورَ أمَامَ اللهِ. لَكِنَّ اللهَ لَمْ يَكُنْ فِي الرِّيحِ. وَبَعْدَ تِلْكَ الرِّيحِ، حَدَثَ زَلْزَالٌ، لَكِنَّ اللهَ لَمْ يَكُنْ فِي الزَّلزَالِ.
عِنْدَمَا قُلْتُ لَهُ: ‹هَذَا حَدُّكَ فَلَا تَتَجَاوَزْهُ، وَإلَى هُنَا حَدُّ أموَاجِكَ المُعتَزَّةِ؟›
حِبَالُ المَوْتِ أحَاطَتْ بِي، وَسُيُولُ الهَلَاكِ اقتَحَمَتْنِي.
فَقَالَ: «وَالْآنَ يَا سُكَّانَ القُدْسِ وَيَا بَنِي يَهُوذَا، احكُمُوا بَيْنِي وَبَيْنَ كَرْمِي.
فَمَعْ أنَّ الجِبَالَ قَدْ تَزُولُ، وَالتِّلَالَ تَتَزَحزَحُ، لَكِنَّ إحْسَانِي لَنْ يَزُولَ عَنْكِ، وَعَهْدِي لَكِ بِالسَّلَامِ لَنْ يُكسَرَ. أنَا اللهَ رَاحِمَكِ أُعْطِيكِ هَذَا الوَعدَ.
نَظَرتُ إلَى الجِبَالِ، فَإذَا بِهَا تَهْتَزُّ، وَكُلُّ التِّلَالِ تَرْتَجِفُ.
يَقُولُ اللهُ: «ألَسْتُمْ خَائِفِينَ مِنِّي؟ ألَا تَرْتَجِفُونَ فِي حَضْرَتِي؟ أنَا مَنْ أجعَلُ الرِّمَالَ حَدًّا لِلمُحِيطِ، حَدًّا أبَدِيًّا لَا يَتَعَدَّاهُ البَحْرُ. تَتَلَاطَمُ الأموَاجُ، وَلَا تَتَجَاوَزُ الرِّمَالَ، تُزَمجِرُ أموَاجُ البَحْرِ، وَلَكِنَّهَا لَا تَتَجَاوَزُ حَدَّهَا.
وَسَتَذُوبُ الجِبَالُ تَحْتَهُ، وَسَتَنْشَقُّ الأودِيَةُ، سَتَذُوبُ الجِبَالُ كَالشَّمعِ قُرْبَ النَّارِ، وَسَتُصبِحُ الأودِيَةُ كَمَاءٍ مُنسَكِبٍ فِي مُنْحَدَرٍ سَحِيقٍ.
الجِبَالُ تَرْتَجِفُ خَوْفًا مِنْهُ، وَالتِّلَالُ تَذُوبُ. تَرْتَجِفُ الأرْضُ بِخَوفٍ أمَامَهُ، المَسكُونَةُ وَكُلُّ السَّاكِنِينَ فِيهَا.
فَسَقَطَ المَطَرُ، وَارْتَفَعَتْ مِيَاهُ السُّيُولِ، وَهَبَّتِ الرِّيحُ وَضَرَبَتْ ذَلِكَ البَيْتَ، وَلَكِنَّهُ لَمْ يَسْقُطْ، لِأنَّ أسَاسَهُ كَانَ عَلَى الصَّخْرِ.
جَمِيعُ الجُزُرِ اختَفَتْ، وَمَا عَادَتِ الجِبَالُ مَوجُودَةً.
ثُمَّ قَالَ لِي المَلَاكُ: «الشَّلَّالَاتُ الَّتِي رَأيْتَهَا، حَيْثُ الزَّانِيَةُ جَالِسَةٌ، هُمْ شُعُوبٌ وَجَمَاهِيرُ وَأُمَمٌ وَلُغَاتٌ.