كَذَلِكَ لَا رَغبَةَ لِي فِي سَمَاعِ كَلِمَاتِكَ، فَهِيَ أشبَهُ بِالطَعَامِ الفَاسِدِ!
مَا عَافَتْ نَفْسِي أَنْ تَمَسَّهَا، هَذِه صَارَتْ مِثْلَ خُبْزِيَ ٱلْكَرِيهِ!
ما عافَتْ نَفسي أنْ تمَسَّها، هَذِه صارَتْ مِثلَ خُبزيَ الكَريهِ!
لَقَدْ عَافَتْ نَفْسِي أَنْ تَمَسَّهُ لأَنَّ مِثْلَ هَذَا الطَّعَامِ يُسْقِمُنِي.
أَنَا أَرْفُضُ أَنْ آكُلَهُ، لِأَنِّي لَا أُطِيقُهُ.
طَعامٌ كانَت تَعافُهُ نفْسي، صارَ قُوتي في زمَنِ بَلائي.
فَأجَابَتِ المَرْأةُ: «أُقْسِمُ بِإلَهِكَ الحَيِّ، لَا خُبَزَ لَدَيَّ. لَا أمْلُكُ إلَّا قَلِيلًا مِنَ الطَّحِينِ فِي جَرَّةٍ، وَقَلِيلًا مِنْ زَيْتِ الزَّيْتُونِ فِي إبْرِيقٍ. وَقَدْ جِئتُ لِأجْمَعَ عُودَينِ أوْ ثَلَاثَةً لِأُشْعِلَ نَارًا وَأخْبِزَ لِي وَلِابْنِي وَجبَتَنَا الأخِيرَةَ. سَنَأكُلُهَا ثُمَّ نَمُوتُ جُوعًا.»
وَقُولُوا لِأمُّونَ: ‹هَذَا هُوَ مَا يَقُولُهُ المَلِكُ: ضَعْ مِيخَا فِي السِّجْنِ. وَلَا تُعْطِهِ إلَّا قَليلًا جِدًّا مِنَ المَاءِ، إلَى أنْ أعُودَ مِنَ المَعْرَكَةِ سَالِمًا.›»
هَا إنَّ تَنَهُّدِي يَأْتِي إلَى فَمِي كَالخُبْزِ، وَأنَّاتِي تَجْرِي كَالمِيَاهِ.
فَيَكْرَهُ الطَعَامَ، وَيَنْفُرُ حَتَّى مِنْ أطَايِبِهِ.
هَلْ يُؤكَلُ الطَعَامُ بِلَا مِلْحٍ؟ أمْ هُنَاكَ نَكْهَةٌ فِي بَيَاضِ البَيضِ؟
«لَيْتَ طِلبَتِي تُستَجَابُ، فَيُعطِينِي اللهُ مَا أشتَهِيهِ.
لَمْ أتَنَاوَلْ غَيْرَ الحُزنِ طَعَامًا، وَلَا غَيْرَ الدُّمُوعِ شَرَابًا.
فَقُلْتُ: «آهٍ أيُّهَا الرَّبُّ الإلَهُ، لَمْ يَسْبِقْ لِي أنْ تَنَجَّستُ. لَمْ آكُلْ أيَّ حَيَوَانٍ مَيِّتٍ أوْ قَتَلَهُ حَيَوَانٌ آخَرُ مِنْ صِغَرِي وَحَتَّى الآنَ. لَمْ يَدْخُلْ طَعَامٌ نَجِسٌ فَمِي قَطّ!»
حِينَئِذٍ، قَالَ لِي: «يَا إنْسَانُ، سَأُقَلِّلُ مِنْ مَؤُونَةِ الطَعَامِ فِي القُدْسِ، فَيَأْكُلُونَ الخُبْزَ بِمَقَادِيرَ مَحدُودَةٍ، وَيَشْرَبُوا المَاءَ بِمَقَادِيرَ مَحدُودَةٍ، وَبِصَمْتٍ مُحَيِّرٍ تَلُفُّهُ الكَآبَةُ.
وَلَمْ آكُلْ طَعَامًا جَيِّدًا أوْ لَحْمًا أوْ نَبِيذًا. وَلَمْ أتَدَهَّنْ بِزَيْتٍ إلَى أنْ اكْتَمَلَتِ الأسَابِيعُ الثَّلَاثَةُ.