وَسَيَظْلِمُ النَّاسُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا. كُلُّ وَاحِدٍ سَيَظْلِمُ صَاحِبَهُ. سَيُهينُ الصِّغَارُ كِبَارَ السِّنِّ، وَسَيُهينُ الأدنِيَاءُ الشُّرَفَاءَ.»
وَيَظْلِمُ ٱلشَّعْبُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا، وَٱلرَّجُلُ صَاحِبَهُ. يَتَمَرَّدُ ٱلصَّبِيُّ عَلَى ٱلشَّيْخِ، وَٱلدَّنِيءُ عَلَى ٱلشَّرِيفِ.
ويَظلِمُ الشَّعبُ بَعضُهُمْ بَعضًا، والرَّجُلُ صاحِبَهُ. يتَمَرَّدُ الصَّبيُّ علَى الشَّيخِ، والدَّنيءُ علَى الشَّريفِ.
فَيَجُورُ الشَّعْبُ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ، وَالرَّجُلُ عَلَى صَاحِبِهِ، وَالْجَارُ عَلَى جَارِهِ، وَيَتَمَرَّدُ الصَّغِيرُ عَلَى الْكَبِيرِ وَالْحَقِيرُ عَلَى النَّبِيلِ.
وَيَظْلِمُ الشَّعْبُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا، شَخْصٌ ضِدَّ صَاحِبِهِ، وَجَارٌ ضِدَّ جَارِهِ، وَيَقُومُ الصَّغِيرُ عَلَى الْكَبِيرِ، وَالْحَقِيرُ عَلَى الشَّرِيفِ.
ثُمَّ انْصَرَفَ ألِيشَعُ مِنْ هُنَاكَ مُتَوَجِّهًا إلَى بَيْتِ إيلَ. وَبَيْنَمَا كَانَ ألِيشَعُ يَصْعَدُ التَّلَّةَ إلَى تِلْكَ المَدِينَةِ، خَرَجَ أوْلَادٌ مِنَ المَدِينَةِ. وَبَدَأُوا يَهْزَأُونَ بِهِ وَيَقُولُونَ: «تَعَالَ يَا أصلَعُ! تَعَالَ يَا أصلَعُ!»
آهٍ عَلَى أُمَّةِ إسْرَائِيلَ الخَاطِئَةِ. الشَّعْبِ كَثِيرِ الآثَامِ، وَالأوْلَادِ فَاعِلِي الشَّرِّ الفَاسِدِينَ! فَقَدْ تَخَلَّوْا عَنِ اللهِ، وَاستَهَانُوا بِقُدُّوسِ إسْرَائِيلَ. تَرَكُوهُ وَعَامَلُوهُ كَغَرِيبٍ!
وَسَتَزُولُ غَيْرَةُ شَعْبِ أفْرَايِمَ، وَسَيَهْلِكُ أعْدَاءُ شَعْبِ يَهُوذَا. لَنْ يَغَارَ شَعْبُ أفْرَايِمَ مِنْ شَعْبِ يَهُوذَا، وَلَنْ يُعَادِي شَعْبُ يَهُوذَا شَعْبَ أفْرَايِمَ.
يَقُولُ اللهُ: «سَأجْعَلُ مِصْرِيِّينَ يُحَارِبُونَ مِصْرِيِّينَ، وَالرَّجُلَ يُحَارِبُ قَرِيبَهُ، وَالجِيرَانَ جِيرَانَهُمْ. سَتُحَارِبُ مُدُنٌ مُدُنًا، وَمَمَالِكُ تُحَارِبُ مَمَالِكَ.
لِأنَّ الشَّرَّ يُحْرِقُ كَالنَّارِ، يَلْتَهِمُ الشَّوكَ وَالشُّجَيرَاتِ أوَّلًا، ثُمَّ يُحْرِقُ الغَابَاتِ. وَبِهَذَا يَحْتَرِقُ كُلُّ شَيءٍ وَيَرْتَفِعُ كَعَمُودِ دُخَانٍ.
«لَكِنَّ عَيْنَيْكَ وَقَلْبَكَ مُوَجَّهةٌ إلَى الرِّبحِ الفَاسِدِ، بِقَتلِ الأبرِيَاءِ، وَبِظُلمِهِمْ وَالِاحْتِيَالِ عَلَيْهِمْ.»
يَأْخُذُ القَادَةُ فِيكِ رِشْوَةً لِلصَّمتِ عَنْ سَفكِ الدَّمِ وَالقَتلِ. طَلَبْتِ فَائِدَةً وَرِبًا عَنِ القُرُوضِ المُعطَاةِ لِلفُقَرَاءِ، فَسَلَبْتِ جِيرَانَكِ ظُلمًا، وَنَسِيتِينِي تَمَامًا. هَذَا مَا يَقُولُهُ الرَّبُّ الإلَهُ.
«قِفْ فِي حَضْرَةِ كِبَارِ السِّنِّ، أكْرِمْهُمْ وَاحتَرِمْهُمْ. هَبِ القُضَاةَ. أنَا اللهُ.
اسْتَمِعْنَ إلَى هَذِهِ الرِّسَالَةِ يَا بَقَرَاتِ بَاشَانَ: أنْتُنَّ تَظْلِمْنَ شَعْبِي الذَّلِيلَ وَتَسْحَقْنَ المَسَاكِينَ. تَقُلْنَ لِأسْيَادِكُنَّ: «أحْضِرُوا لَنَا مَا نَشرَبُهُ!»
رُؤَسَاؤُهَا يُصْدِرُونَ أحكَامًا بِالرِّشوَةِ، وَكَهَنَتُهَا يُعَلِّمُونَ مُقَابِلَ أجرٍ، وَأنبِيَاؤُهَا يَتَنَبَّأُونَ عَنِ المُسْتَقْبَلِ بِالمَالِ. وَمَعَ هَذَا يَدَّعُونَ اتِّكَالَهُمْ عَلَى اللهِ وَيَقُولُونَ: «ألَيْسَ اللهُ بَيْنَنَا؟ إذًا لَنْ يُصِيبَنَا أذَىً.»
زَالَ الأتقِيَاءُ مِنَ الأرْضِ، وَلَمْ يَبْقَ مُسْتَقيمٌ وَاحِدٌ. جَمِيعُهُمْ يُخَطِّطُونَ لِلكَمَائِنِ وَالقَتلِ، وَكُلُّ وَاحِدٍ يُرِيدُ اصطِيَادَ أخِيهِ.
لِذَلِكَ لَنْ أعُودَ أرحَمُ سَاكِنِي يَهُوذَا،» يَقُولُ اللهُ. «سَأضَعُ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ تَحْتَ سُلْطَانِ جَارِهِ وَمَلِكِهِ. سَيُخَرِّبُونَ الأرْضَ وَلَنْ أُنقِذَ أحَدًا مِنْ يَدِهِمْ وَسُلْطَانِهِمْ.»
وَسَأقتَرِبُ إلَيكُمْ لِلحُكْمِ، وَسَأشهَدُ سَرِيعًا ضِدَّ الَّذِينَ يُمَارِسُونَ السِّحْر، وَالَّذِينَ يَزْنُونَ، وَيَحْلِفُونَ بِالكَذِبِ، وَيَبْتَزُّونَ المَالَ مِنَ العُمَّالِ وَمِنَ الأرَامِلِ وَاليَتَامَى، وَيَطْرُدُونَ المُشَرَّدِينَ، ضِدَّ كُلِّ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ لَا يَهَابُونَنِي،» يَقُولُ اللهُ القَدِيرُ.
حِينَئِذٍ بَصَقُوا فِي وَجْهِهِ، وَضَرَبُوهُ بِقَبْضَاتِهِمْ وَلَطَمُوهُ.
وَابْتَدَأ بَعْضُهُمْ يَبْصِقُ عَلَيْهِ. وَكَانُوا يُغَطُّونَ وَجْهَهُ وَيَضْرِبُونَهُ، ثُمَّ يَقُولُونَ: «أخبِرْنَا يَا نَبِيُّ، مَنْ ضَرَبَكَ؟» وَأخَذَهُ الحُرَّاسُ وَضَرَبُوهُ.
وَغَطَّوْا عَيْنَيْهِ وَبَدَأُوا يَسألُونَهُ: «مَا دُمتَ نَبِيًّا، اعْرِفْ مَنِ الَّذِي ضَرَبَكَ؟»
أمَّا أنْتُمْ فَقَدْ أهَنتُمُ الفَقِيرَ! لَكِنْ ألَيْسَ الأغنِيَاءُ هُمُ الَّذِينَ يَضْطَهِدُونَكُمْ وَيَسُوقُونَكُمْ إلَى المَحَاكِمِ؟
هَا هِيَ أُجُورُ العُمَّالِ الَّذِينَ حَصَدُوا حُقُولَكُمْ تَصْرُخُ ضِدَّكُمْ، لِأنَّكُمْ حَرَمتُمُوهُمْ مِنْ هَذِهِ الأُجُورِ! وَهَا قَدِ ارتَفَعَ صَوْتُ صُرَاخِ الحَصَّادِينَ إلَى مَسَامِعِ الرَّبِّ القَدِيرِ.