«حِينَئِذٍ سَتَقُولُ كُلُّ الأُمَمِ: ‹لِمَاذَا عَمِلَ اللهُ هَذَا بِهَذِهِ الأرْضِ؟ وَلِمَاذَا هَذَا الغَضَبُ الشَّدِيدُ المُشتِعَلُ؟›
وَيَقُولُ جَمِيعُ ٱلْأُمَمِ: لِمَاذَا فَعَلَ ٱلرَّبُّ هَكَذَا بِهَذِهِ ٱلْأَرْضِ؟ لِمَاذَا حُمُوُّ هَذَا ٱلْغَضَبِ ٱلْعَظِيمِ؟
ويقولُ جميعُ الأُمَمِ: لماذا فعَلَ الرَّبُّ هكذا بهذِهِ الأرضِ؟ لماذا حُموُّ هذا الغَضَبِ العظيمِ؟
فَتَقُولُ جَمِيعُ الأَمَمِ: لِمَاذَا فَعَلَ الرَّبُّ هَذَا كُلَّهُ بِهَذِهِ الأَرْضِ؟ وَلِمَاذَا احْتِدَامُ هَذَا الْغَضَبِ الْعَظِيمِ؟
فَتَقُولُ كُلُّ الْأُمَمِ: ”لِمَاذَا فَعَلَ اللهُ هَذَا بِهَذِهِ الْأَرْضِ؟ وَلِمَاذَا غَضِبَ عَلَيْهَا هَذَا الْغَضَبَ الشَّدِيدَ؟“
فيُقال لهُم: «تركوا عَهدَ الرّبِّ إلهِ آبائِهِم الّذي قطَعَهُ معَهُم حينَ أخرَجَهُم مِنْ أرضِ مِصْرَ.
رَفَضُوا شَرَائِعَ اللهِ وَالعَهْدَ الَّذِي قَطَعَهُ مَعَ آبَائِهِمْ. وَلَمْ يَشَاءُوا أنْ يَسْتَمِعُوا إلَى تَحْذِيرَاتِهِ. وَعَبَدُوا أوْثَانًا تَافِهَةً، وَصَارُوا هُمْ أنْفُسَهُمْ تَافِهِينَ مِثْلَهَا. وَعَاشُوا مِثْلَ الأُمَمِ المُحِيطَةِ بِهِمْ، عَلَى الرُّغمِ مِنْ أنَّ اللهَ أنذَرَهُمْ أنْ لَا يَفْعَلُوا ذَلِكَ.
لِأنَّ بَنِي إسْرَائِيلَ لَمْ يُطِيعُوا صَوْتَ إلَهِهِمْ، بَلْ كَسَرُوا عَهْدَهُ. وَلَمْ يَعْمَلُوا بِوَصَايَا خَادِمِ اللهِ مُوسَى. لَمْ يَسْمَعُوا وَلَمْ يُطِيعُوا.
«وَأنْتُمْ يَا تَارِكِي اللهَ، النَّاسِينَ جَبَلِي المُقَدَّسَ، الَّذِينَ تُهَيِّئُونَ مَائِدَةً لِإلَهِ الحَظِّ، وَتَملأُونَ الأقدَاحَ بِالخَمْرِ لِإلَهِ المَصِيرِ.
«وَعِنْدَمَا تُخبِرُ هَذَا الشَّعْبَ بِهَذِهِ الكَلِمَاتِ سَيَقُولُونَ لَكَ: ‹لِمَاذَا أعْلَنَ اللهُ أنَّ هَذَا الشَّرَّ العَظِيمَ سَيُصِيبَنَا؟ مَا هُوَ إثمُنَا؟ وَمَا هِيَ الخَطِيَّةُ الَّتِي ارتَكَبْنَاهَا تُجَاهَ إلَهِنَا؟›
لَنْ يَكُونَ كَالعَهْدِ الَّذِي قَطَعْتُهُ مَعَ آبَائِهِمْ عِنْدَمَا أمسَكْتُهُمْ بِيَدِهِمْ لِأُخرِجَهُمْ مِنْ مِصْرٍ. وَلَنْ يَكُونَ كَعَهْدِي الَّذِي نَقَضُوهُ، مَعَ أنِّي كُنْتُ سَيِّدَهُمْ،» يَقُولُ اللهُ.
فَأخَذَ رَئِيسُ الحَرَسِ إرْمِيَا وَقَالَ لَهُ: «إلَهُكَ جَاءَ بِهَذِهِ الكَارِثَةِ عَلَى هَذَا المَكَانِ.
فَإنْ قُلْتُمْ: ‹لِمَاذَا عَمِلَ إلَهُنَا هَذَا كُلَّهُ بِنَا؟› قُلْ لَهُمْ أنْتَ يَا إرْمِيَا: ‹لِأنَّكُمْ تَرَكتُمُونِي، وَعَبَدْتُمْ ألِهَةً غَرِيبَةً فِي أرْضِكُمْ، سَتَكُونُونَ عَبِيدًا لِغُرَبَاءَ فِي أرْضٍ لَيْسَتْ لَكُمْ.›
لَمْ يُصَدِّقْ مُلُوكُ الأرْضِ ذَلِكَ، وَلَا أيُّ سَاكِنٍ فِي العَالَمِ. لَمْ يُصَدِّقُوا أنَّ خَصْمًا وَعَدُوًّا يُمْكِنُ أنْ يَدْخُلَا بَوَّابَاتِ القُدْسِ.
سَتَتَعَزَّوْنَ، لِأنَّكُمْ سَتَرَوْنَ حَيَاتَهُمْ وَأعْمَالَهُمْ، وَسَتَعْرِفُونَ أنَّنِي لَمْ أفعَلْ بِالقُدْسِ مَا فَعَلْتُهُ بِلَا سَبَبٍ.» يَقُولُ الرَّبُّ الإلَهُ.
«فَهَذَا هُوَ مَا يَقُولُهُ الرَّبُّ الإلَهُ: سَأُعَامِلُكِ كَمَا عَمِلْتِ مَعِي حِينَ استَهَنْتِ بِوَعْدِكِ، فَنَكَثْتِ عَهْدَكِ.
سَأُخَرِّبُ الأرْضَ، حَتَّى إنَّ أعْدَاءَكُمُ الَّذِينَ سَيَحْتَلُّونَهَا سَيَكُونُونَ مَصدُومِينَ مِنْهَا.
لَكِنَّكَ عَنِيدٌ وَقَلْبُكَ غَيْرُ تَائِبٍ، وَلِهَذَا فَإنَّكَ تَخْزِنُ لِنَفْسِكَ غَضَبًا سَيَأْتِيكَ فِي ذَلِكَ اليَوْمِ الَّذِي سَيُعلَنُ فِيهِ حُكمُ اللهِ المُنصِفُ.