وَقَالَ اللهُ: ”لِمَاذَا أَصْفَحُ عَنْكِ؟ شَعْبُكِ تَرَكَنِي. يَحْلِفُونَ بِآلِهَةٍ مُزَيَّفَةٍ. أَشْبَعْتُهُمْ فَارْتَكَبُوا الْفُجُورَ وَتَزَاحَمُوا فِي بُيُوتِ الْعَاهِرَاتِ!
«كَيْفَ أَصْفَحُ لَكِ عَنْ هَذِهِ؟ بَنُوكِ تَرَكُونِي وَحَلَفُوا بِمَا لَيْسَتْ آلِهَةً. وَلَمَّا أَشْبَعْتُهُمْ زَنَوْا، وَفِي بَيْتِ زَانِيَةٍ تَزَاحَمُوا.
«كيفَ أصفَحُ لكِ عن هذِهِ؟ بَنوكِ ترَكوني وحَلَفوا بما لَيسَتْ آلِهَةً. ولَمّا أشبَعتُهُمْ زَنَوْا، وفي بَيتِ زانيَةٍ تزاحَموا.
«كَيْفَ أَعْفُو عَنْ أَعْمَالِكِ؟ تَخَلَّى عَنِّي أَبْنَاؤُكِ وَأَقْسَمُوا بِأَوْثَانٍ. وَعِنْدَمَا أَشْبَعْتُهُمْ ارْتَكَبُوا الْفِسْقَ، وَهَرْوَلُوا طَوَائِفَ إِلَى مَوَاخِيرِ الزَّانِيَاتِ.
وقالَ الرّبُّ: «كَيفَ أُسامِحُكِ يا أورُشليمُ وبَنوكِ ترَكوني وحلَفوا بإِلهٍ مَزعومٍ حينَ أَشبَعتُهُم زَنَوا، وفي بُيوتِ الزَّواني صرَفوا وقتَهُم.
أَنْتُمْ طَرَدْتُمْ أَحْبَارَ اللهِ بَنِي هَارُونَ وَاللَّاوِيِّينَ، وَعَمِلْتُمْ لَكُمْ كَهَنَةً كَشُعُوبِ الْبِلَادِ الْأُخْرَى! فَكُلُّ مَنْ جَاءَ وَقَدَّمَ نَفْسَهُ لَكُمْ وَمَعَهُ ثَوْرٌ مِنَ الْبَقَرِ وَ7 كِبَاشٍ، يَصِيرُ كَاهِنًا لِمَنْ هُمْ لَيْسُوا آلِهَةً!
وَأَكُونُ قَدْ أَشْعَلْتُ نَارًا تَحْرِقُنِي وَتُهْلِكُنِي، وَتَقْضِي عَلَى كُلِّ غَلَّاتِي.
إِذَا رَأَيْتَ سَارِقًا وَافَقْتَهُ، وَمَعَ الزُّنَاةِ نَصِيبُكَ!
هُمْ فِي الْمَاضِي عَلَّمُوا شَعْبِي أَنْ يَحْلِفُوا بِالْبَعْلِ، أَمَّا الْآنَ فَإِنْ تَعَلَّمُوا طُرُقَ شَعْبِي، وَحَلَفُوا بِي وَقَالُوا: ’نُقْسِمُ بِاللّٰهِ‘ فَإِنِّي أُثَبِّتُهُمْ وَسْطَ شَعْبِي.
رَأَيْتُ عَلَى التِّلَالِ وَفِي الْحُقُولِ فِسْقَكِ وَشَهْوَتَكِ وَعِبَادَةَ الْأَصْنَامِ الْمُقْرِفَةِ! يَا وَيْلَكِ يَا مَدِينَةَ الْقُدْسِ! أَنْتِ غَيْرُ طَاهِرَةٍ، لَكِنْ إِلَى مَتَى؟“
فَتَقُولُ لَهُمْ: ’لِأَنَّ آبَاءَكُمْ تَرَكُونِي، وَتَبِعُوا آلِهَةً أُخْرَى وَعَبَدُوهَا وَسَجَدُوا لَهَا. فَتَرَكُونِي وَلَمْ يَعْمَلُوا بِشَرِيعَتِي. هَذَا كَلَامُ اللهِ.
هَلْ يَصْنَعُ الْإِنْسَانُ لِنَفْسِهِ آلِهَةً؟ نَعَمْ! لَكِنَّهَا لَيْسَتْ آلِهَةً!“
لَا تُوجَدُ أُمَّةٌ بَدَّلَتْ آلِهَتَهَا أَبَدًا، مَعَ أَنَّهَا لَيْسَتْ آلِهَةً حَقِيقِيَّةً! أَمَّا شَعْبِي فَقَدْ بَدَّلَ إِلَهَهُ الْمَجِيدَ بِالْأَصْنَامِ التَّافِهَةِ.“
يَا أَهْلَ هَذَا الْجِيلِ انْتَبِهُوا لِكَلِمَةِ اللهِ: ”هَلْ كُنْتُ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ كَصَحْرَاءَ أَوْ كَأَرْضٍ مُظْلِمَةٍ جِدًّا؟ فَلِمَاذَا قَالَ شَعْبِي: ’اِنْطَلَقْنَا، تَحَرَّرْنَا وَلَنْ نَرْجِعَ إِلَيْكَ!‘
لِأَنَّ الْبِلَادَ امْتَلَأَتْ مِنَ الْفَاسِقِينَ، وَلِهَذَا لُعِنَتِ الْأَرْضُ، صَارَتْ حَالَتُهَا مُحْزِنَةً، يَبِسَتْ مَرَاعِيهَا كَصَحْرَاءَ. هُمْ يَسْعَوْنَ لِلشَّرِّ، وَمَجْهُودَاتُهُمْ مُوَجَّهَةٌ لِلضَّلَالِ.
وَأَنَا اللهَ قُلْتُ: ’كَمْ يُسْعِدُنِي أَنْ أَجْعَلَكُمْ أَوْلَادِي، وَأُعْطِيَكُمْ أَرْضًا جَمِيلَةً هِيَ أَحْسَنُ نَصِيبٍ بَيْنَ الْأُمَمِ!‘ وَكُنْتُ أَظُنُّ أَنَّكُمْ سَتَدْعُونِي أَبَاكُمْ، وَتَتْبَعُونِي وَلَا تَضِلُّونَ عَنِّي.
فَأَعْطَيْتُ إِسْرَائِيلَ شَهَادَةَ طَلَاقٍ وَطَلَّقْتُهَا بِسَبَبِ كُلِّ ضَلَالِهَا. وَمَعَ ذَلِكَ وَجَدْتُ أَنَّ أُخْتَهَا الْخَائِنَةَ يَهُوذَا لَمْ تَخَفْ، بَلْ هِيَ أَيْضًا ذَهَبَتْ وَعَبَدَتِ الْأَصْنَامَ.
”’أَنْتُمْ تَسْرِقُونَ وَتَقْتُلُونَ وَتَزْنُونَ وَتَحْلِفُونَ بِالْكِذْبِ، وَتَحْرِقُونَ الْبَخُورَ لِلْبَعْلِ، وَتَتْبَعُونَ آلِهَةً أُخْرَى لَمْ تَعْرِفُوهَا،
لَيْتَ رَأْسِي جَدْوَلُ مَاءٍ، وَعَيْنَيَّ يَنْبُوعُ دُمُوعٍ، فَأَبْكِيَ نَهَارًا وَلَيْلًا عَلَى قَتْلَى شَعْبِي!
لَيْتَنِي أَجِدُ فِي الصَّحْرَاءِ مَكَانًا أَبِيتُ فِيهِ، فَأَتْرُكَ شَعْبِي وَأَهْجُرَهُمْ، لِأَنَّهُمْ كُلَّهُمْ زُنَاةٌ وَجَمَاعَةُ خَوَنَةٍ.
”أَذْنَبْنَا وَتَمَرَّدْنَا، وَأَنْتَ لَمْ تَغْفِرْ.
وَمَنْ يَرْتَكِبُ الزِّنَا مَعَ امْرَأَةِ وَاحِدٍ آخَرَ، وَمَنْ بِفُجُورِهِ يُنَجِّسُ زَوْجَةَ ابْنِهِ، وَمَنْ يَغْتَصِبُ أُخْتَهُ بِنْتَ أَبِيهِ.
”كَيْفَ أَتَخَلَّى عَنْكَ يَا أَفْرَايِمُ؟ كَيْفَ أَهْجُرُكَ يَا إِسْرَائِيلُ؟ هَلْ أَعْمَلُ بِكَ مَا عَمِلْتُهُ بِأَدَمَةَ؟ هَلْ أُعَامِلُكَ كَمَا عَامَلْتُ صَبُويِمَ؟ قَدْ تَغَيَّرَ قَلْبِي وَتَحَرَّكَ صَدْرِي بِالرَّأْفَةِ.
فَلَمَّا أَطْعَمْتُهُمْ شَبِعُوا، وَلَمَّا شَبِعُوا تَكَبَّرُوا وَنَسُونِي.
إِنَّمَا لَعْنٌ وَكِذْبٌ وَقَتْلٌ وَسَرِقَةٌ وَفِسْقٌ بِلَا حُدُودٍ، وَسَفْكُ دَمٍ بِاسْتِمْرَارٍ.
كُلُّهُمْ زُنَاةٌ، مُتَّقِدُونَ بِالشَّهْوَةِ كَالْفُرْنِ الَّذِي لَا يَحْتَاجُ الْخَبَّازُ أَنْ يَزِيدَ نَارَهُ مُنْذُ أَنْ يَعْجِنَ الدَّقِيقَ إِلَى أَنْ يَخْتَمِرَ.
إِنْ زَنَى رَجُلٌ مَعَ امْرَأَةٍ مُتَزَوِّجَةٍ، أَيْ زَوْجَةَ رَجُلٍ آخَرَ، فَاقْتُلُوهُمَا هُمَا الْاِثْنَيْنِ، الزَّانِي وَالزَّانِيَةَ.
وَالَّذِينَ يَحْلِفُونَ بِالصَّنَمِ الَّذِي فِي السَّامِرَةِ، وَبِالْإِلَهِ الَّذِي فِي دَانَ، وَبِالْإِلَهِ الَّذِي فِي بِئْرَ سَبْعَ، يَسْقُطُونَ وَلَا يَقُومُونَ أَبَدًا.“
الَّذِينَ يَسْجُدُونَ عَلَى السُّطُوحِ لِنُجُومِ السَّمَاءِ، وَالَّذِينَ يَسْجُدُونَ لِلّٰهِ وَيَحْلِفُونَ بِاسْمِهِ، وَأَيْضًا يَحْلِفُونَ بِالْإِلَهِ مُولَخَ.
وَيَقُولُ الْمَوْلَى الْقَدِيرُ: ”آتِي إِلَيْكُمْ لِأُحَاكِمَكُمْ، وَأَشْهَدَ بِسُرْعَةٍ ضِدَّ السَّحَرَةِ وَالزُّنَاةِ وَمَنْ يَحْلِفُونَ بِالْكِذْبِ وَمَنْ يَسْلُبُونَ أُجْرَةَ الْعُمَّالِ وَحَقَّ الْأَرَامِلِ وَالْأَيْتَامِ وَيَظْلِمُونَ الْغُرَبَاءَ وَلَا يَخَافُونِي.
أَنْتُمْ بِلَا شَكٍّ تَعْلَمُونَ أَنَّهُ لَا نَصِيبَ لِلْأَشْرَارِ فِي مَمْلَكَةِ اللهِ. فَلَا تَنْخَدِعُوا، لَا فَاسِقَ، وَلَا مَنْ يَعْبُدُ الْأَصْنَامَ، وَلَا زَانِيَ، وَلَا عَاهِرَ، وَلَا مَنْ يُمَارِسُ الشُّذُوذَ الْجِنْسِيَّ،
إِذَنْ بِشَأْنِ الْأَكْلِ مِنَ اللَّحْمِ الَّذِي يُقَدَّمُ لِلْأَصْنَامِ: نَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّ الصَّنَمَ لَيْسَ إِلَهًا لَهُ وُجُودٌ فِي الْعَالَمِ. لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ.
أَنْتُمْ فِي الْمَاضِي كُنْتُمْ لَا تَعْرِفُونَ اللهَ. وَكُنْتُمْ عَبِيدًا لِآلِهَةٍ هِيَ فِي الْحَقِيقَةِ لَيْسَتْ آلِهَةً أَبَدًا.
فَسَمِنَ بَنُو شَعْبِي وَرَفَسُوا، سَمِنُوا وَانْتَفَخُوا مِنَ الطَّعَامِ وَاكْتَسَوْا شَحْمًا. فَتَرَكُوا الْإِلَهَ الَّذِي صَنَعَهُمْ وَرَفَضُوا مَلْجَأَهُمْ وَمُنْقِذَهُمْ.
أَثَارُوا غِيرَتِي بِمَنْ هُمْ لَيْسُوا آلِهَةً، وَغَاظُونِي بِأَصْنَامِهِمِ التَّافِهَةِ، وَأَنَا أَجْعَلُهُمْ يَغَارُونَ بِمَنْ هَمْ لَيْسُوا شَعْبًا، وَبِأُمَّةٍ غَبِيَّةٍ أَغِيظُهُمْ.
لِيَكُنِ الزَّوَاجُ مُكَرَّمًا عِنْدَ الْجَمِيعِ، وَالْعَلَاقَةُ الزَّوْجِيَّةُ طَاهِرَةً، لِأَنَّ اللهَ يَصُبُّ عِقَابَهُ عَلَى الْفَاسِقِينَ وَالزُّنَاةِ.
أَنْتُمْ خَوَنَةٌ كَزَوْجَةٍ زَانِيَةٍ! أَلَا تَعْرِفُونَ أَنَّ مَحَبَّةَ هَذِهِ الدُّنْيَا هِيَ عَدَاوَةٌ لِلّٰهِ؟ نَعَمْ، مَنْ يُحِبُّ هَذِهِ الدُّنْيَا هُوَ عَدُوٌّ لِلّٰهِ!
وَلَا تَتَعَامَلُوا مَعَ هَؤُلَاءِ الْأُمَمِ الَّذِينَ بَقَوْا مَعَكُمْ، وَلَا تَذْكُرُوا اسْمَ آلِهَتِهِمْ وَلَا تَحْلِفُوا بِهَا وَلَا تَعْبُدُوهَا وَلَا تَسْجُدُوا لَهَا.