18 خَلِّي هِنَّ يِجَنْ بِسُرْعَةْ وَ يَبْكَنْ وَ يُنُوحَنْ لَيْنَا. خَلِّي عُيُونَّا يِدَمُّعُوا وَ خَلِّي دُمُوعْنَا يِسِيلُوا.
وَ اللّٰهْ أَمَرْ إِرْمِيَا يِكَلِّمْ لِلشَّعَبْ. «دُمُوعِي يِسِيلُوا لَيْل وَ نَهَارْ وَ مَا يَقِيفُوا. أَشَانْ دَمَارْ كَبِيرْ جَاءْ لِأُمَّتِي الْمِثِلْ بِنْت أَمِّي الْعُدْرِيَّةْ وَ دَمَارْهَا مِثِلْ الْجِرَاحْ الْمَا بِدَّاوَى.
خَلِّي رَاسِي يَبْقَى خَزَّانْ هَنَا دُمُوعْ وَ دُمُوعْ عُيُونِي يِسِيلُوا مِثِلْ عُيُونْ أَلْمِي أَشَانْ نَبْكِي لَيْل وَ نَهَارْ لِضَحَايَا أُمَّتِي الْمِثِلْ بِنْت أَمِّي.
وَ فِي شَانْ دَا، أَنَا قُلْت: «مَا تِشِيفُونِي! خَلُّونِي نَبْكِي بِحُرْقَةْ. وَ مَا تِحَاوُلُوا تِحَنُّسُونِي أَشَانْ أُمَّتِي الْمِثِلْ بِنْت أَمِّي أَدَّمَّرَتْ.»
سُكَّانْ الْمَدِينَةْ صَرَخَوْا لِلرَّبّ مِنْ دَاخَلْ قُلُوبْهُمْ. يَا دَرَادِرْ صَهْيُون! يَا مَدِينَةْ صَهْيُون الْمِثِلْ بِنَيَّةْ! دُمُوعْكِ سَالَوْا لَيْل وَ نَهَارْ وَ بِقَوْا مِثِلْ الْوُدْيَانْ. مَا تَنْطِي نَفِسْكِ رَاحَةْ وَ عُيُونْكِ كُلَ مَا يِنْجَمَّوْا.
وَ عُيُونِي دُمُوعْهُمْ كَمَّلَوْا وَ بُطُونِي حِرْقَوْا وَ قُدُرْتِي بِقَتْ مَا فِيهَا بِسَبَبْ الدَّمَارْ اللِّحِقْ أُمَّتِي الْمِثِلْ بِنْت أَمِّي. وَكِتْ الْأَطْفَالْ وَ الْعِيَالْ الدُّقَاقْ قَاعِدِينْ يَغْمَرَوْا فِي شَوَارِعْ الْمَدِينَةْ،
هِي تَبْكِي، تَبْكِي طُولْ اللَّيْل بِكُلَّ قُدْرِتْهَا وَ مِنْ صُدْقَانْهَا، مَا فِي صَدِيقْ الْيِصَبِّرْهَا. كُلَّ رُفْقَانْهَا خَانَوْهَا وَ بِقَوْا عُدْوَانْهَا.
وَ كَنْ مَا تَسْمَعَوْا الْكَلَامْ دَا، أَنَا نَحْزَنْ فِي قَلْبِي دَاخَلْ بِسَبَبْ إِسْتِكْبَارْكُو. وَ نَبْكِي دَايْماً وَ دُمُوعِي يِسِيلُوا أَشَانْ غَنَمْ اللّٰهْ الْهُمَّنْ بَنِي إِسْرَائِيلْ كَرَبَوْهُمْ مَسَاجِينْ.»
يَا الْعَوِينْ النَّوَّاحَاتْ، أَسْمَعَنْ كَلَامْ اللّٰهْ وَ دِسَّنْ فِي قَلِبْكَنْ الْكَلَامْ الْمَرَقْ مِنَّهْ. وَ عَلِّمَنْ الْبَكِي لِبَنَاتْكَنْ وَ النُّوَاحْ لِرَفِيقَاتْكَنْ.
فِي الْجِبَالْ، أَنَا نَحْزَنْ وَ نَبْكِي وَ فِي مَرَاعِي الْكَدَادَةْ، أَنَا نُنُوحْ أَشَانْ الْأَرْض حِرْقَتْ وَ مَا فِي نَادُمْ الْيَجِي فَوْقهَا. وَ حِسّ هَنَا بَهِيمَةْ كُلَ مَا يِنْسَمِعْ وَ الطُّيُورْ وَ الْوُحُوشْ كُلُّهُمْ عَرَّدَوْا مِنْهَا.
يَا أُمَّتِي الْمِثِلْ بِنْت أَمِّي، أَلْبَسَيْ خَلَقْ الْحِزِنْ وَ أَلْمَرْمَغَيْ فِي الرُّمَادْ. وَ أَحْزَنَيْ حِزِنْ شَدِيدْ مِثِلْ حِزِنْ أَمّ الْفَرِيدْ وَ نُوحِي نُوَاحْ شَدِيدْ أَشَانْ الْمُخَرِّبْ يَجِينَا بِغَفْلَةْ.
وَ عِيسَى قَرَّبْ لِلْمَدِينَةْ وَ شَافَاهَا وَ بَكَى فِي شَانْهَا.
مِنْ عُيُونِي، دُمُوعِي نَزَلَوْا مِثِلْ وُدْيَانْ أَشَانْ النَّاسْ مَا حَفَضَوْا تَوْرَاتَكْ.
يَا نَاسْ يَهُوذَا، أَقْطَعَوْا شَعَرْكُو وَ أَزْقُلُوهْ مِنْ الْحِزِنْ وَ أَطْلَعَوْا فِي رُوسَيْ الْجِبَالْ وَ نُوحُوا أَشَانْ اللّٰهْ أَبَى الذُّرِّيَّةْ التِّغَضِّبَهْ.
دُمُوعِي يَجْرُوا وُدْيَانْ فِي شَانْ خَرَابْ أُمَّتِي الْمِثِلْ بِنْت أَمِّي.
وَ فِي شَانْ دَا، دَاهُو اللّٰهْ الْإِلٰـهْ هُو الرَّبّ الْقَادِرْ قَالْ: «فِي كُلَّ بَكَانْ، النَّاسْ يُنُوحُوا وَ فِي كُلَّ الشَّوَارِعْ، يَبْكُوا وَ يُقُولُوا: ‹يَا خَسَارِتْنَا، يَا خَسَارِتْنَا!› وَ يِنَادُوا الْمَسَاكِينْ لِلْحِزِنْ وَ النَّوَّاحِينْ لِيُنُوحُوا.
وَ مِنْ أَنِحْنَ صُغَارْ، الْعِبَادَةْ الْعَايْبَةْ هِنْت الْأَصْنَامْ خَسَّرَتْ جُدُودْنَا وَ دَمَّرَتْ غَنَمْهُمْ وَ بَقَرْهُمْ وَ أَوْلَادْهُمْ وَ بَنَاتْهُمْ.
أَنِحْنَ رَاقْدِينْ فِي الْعَيْب وَ مُلْغَطِّيِينْ بِالشَّمَاتَةْ. أَشَانْ أَنِحْنَ وَ أَبَّهَاتْنَا أَذْنَبْنَا ضِدَّكْ إِنْتَ اللّٰهْ إِلٰـهْنَا مِنْ أَنِحْنَ صُغَارْ لَحَدِّي الْيَوْم. وَ مَا سِمِعْنَا كَلَامَكْ، إِنْتَ اللّٰهْ إِلٰـهْنَا.»
وَ يِعِيطُوا وَ يُقُولُوا: ‹دَمَارْ فِي دَمَارْ!› أَيْوَى، كُلَّ الْبَلَدْ خِرْبَتْ. بِغَفْلَةْ، خِيَمْنَا أَدَّمَّرَوْا وَ بُيُوتْنَا أَلْهَدَّمَوْا فِي وَكِتْ قَلِيلْ.
يَا مَدِينَةْ الْقُدُسْ الْمِثِلْ بِنَيَّةْ، بِشُنُو نِشَبِّهْكِ؟ وَ شُنُو الْيِسَاوِيكِ وَ يِصَبِّرْكِ، يَا صَهْيُون الْمِثِلْ بِنَيَّةْ عُدْرِيَّةْ؟ دَمَارْكِ بِقِي وَسِيعْ مِثِلْ الْبَحَرْ وَ يَاتُو الْيَقْدَرْ يِسَاعِدْكِ؟