و في السّاعَه دي، هو فِرِح كَتير بِالرّوح القُدُس و قال: ”أحمَدَك، يا أبوي، يا رَب السَّما و الأرض، عَشان دَسيت الحاجات دي مِن المِتعَلِّمين و الفاهمين، و وَرّيتا لِلأولاد الصُّغار. أيوَه، يا أبوي، عَشان كان مِن إرادَتَك أن يَكون كِدا.
و لَمّا ناس الجَّزيرَه شافو الدَّبيب مَسَك بِإيدو، قالو بَعضَهُم لِبَعض: ”ما في شَك الزّول دا كاتِل النّاس، و لَو هو مُخَلَّص مِن البَحَر، العَدِل ما خَلّاهو يَعيش.“
و نَخاف نَشَبِّه نُفوسنا بِبَعض مِن النّاس البِحمَدو نُفوسُم و نَخاف نَحسِب نُفوسنا مَعاهُم. و لَكِن هُم يَقيسو نُفوسُم بِنُفوسُم، و يَشَبِّهو نُفوسُم بِنُفوسُم، و ما يَفهَمو.
عَشان نِحنا كَمان كُنّا مِن قُبّال بَليدين، و ما طيعنا، و غَشّونا، و خَدَمنا شَهوات مُختَلِفَه و السُّرور. و كُنّا نَعيش في الفِكر البَطّال و الحَسَد، مَكروهين و كارِهين بَعَضَنا بَعض.