دانيال INTRO1 - المعنى الصحيح لإنجيل المسيحمدخل قبل زمن النّبي دانيال، توعّد الله بني يعقوب على لسان النبي إرميا وغيره من الأنبياء أنّهم إن استمروا في ذنوبهم وضلالهم، فسيجعل الله مملكتهم تنهزم وسيلقى أفراد شعبهم إمّا الحتف أو الانسياق إلى السّبي. لكن بنو يعقوب لم يتوبوا، فحلّ عليهم هذا العقاب ودُمّرت مدينة القدس واحترق فيها بيت الله وحرمه القدسي. كان دانيال (عليه السلام) أحد اليهود الأسرى الأوائل، وانساق في السّبي إلى بابل ليسكن هناك. ويخبرنا الطّبري في تاريخه كيف انتصر الملك نبوخذ نصر (بخت نصر) على مصر، ثمّ "انطلق بالسّبي كثير من أهل فلسطين والأردن، فيهم دانيال وغيره من الأنبياء". يروي كتاب النّبي دانيال عددا من القصص التي تتعلّق به وبرفاقه الثلاثة (الفصول ما بين 1 و 6). وفي هذا الكتاب تمّ تسجيل بعض الرؤى التي تلقّاها النبي دانيال من الله (الفصول ما بين 7 و 12). وتكشف هذه الرؤى أنّ الممالك العظمى رغم تمرّدها على الله ستنهزم أمام مملكة الله الموعودة التي تدوم إلى الأبد. وانتهت هذه الرؤى في كتاب النّبي دانيال بإعلان صريح لحقيقة النّشر والقيامة، حين يجازي الله الصالحين منهم ويعاقب الطّالحين. صنّف الباحثون كتاب النبي دانيال ضمن صنف أدبي يسمى بأدب النّهايات، وفيه يأتي تأكيد أنّ الله يتدخّل بمعجزات وعجائب عبر التاريخ لينصف عباده الصّالحين. ويستخدم هذا الأدب الرّموز والرّؤى والنّبوءات لتحقيق أهدافه. ويهدف كتاب النّبي دانيال إلى شدّ عزيمة كل من يتصفّحه ويستمع إليه، فيبقى مخلصا لله وخاصة القرّاء الأوائل الذين عاشوا في مرحلة هيمنت على قومهم بعض الممالك العظمى المجاورة، واضطهدت بعض هذه القوى عباد الله وظلمتهم ولكن كان عليهم أن يعرفوا يقينا أنّ لله ملكوت كلّ شيء وهو يدير مجرى أحداث البشريّة لكي يتمّم مقاصده تعالى. وورد في الفصل السابع من كتاب النبي دانيال في رؤيا للنبي وعد إلهي بخصوص مجيء المملكة الربّانية. ويقرّ الإنجيل أنّ هذا الوعد تحقّق بقدوم سيدنا عيسى المسيح، فهو من رآه النّبي دانيال ووصفه بمن يشبه إنسانا قادما في ظلل من الغمام الذي ينال من الله سلطانا حتى يخدمه النّاس من كلّ الشّعوب والأمم واللّغات (أي أنّه سيد البشر). |
© 2021, Al Kalima
Al Kalima