كورنثوس الأولى INTRO1 - المعنى الصحيح لإنجيل المسيح - ترتيلمدخل أرسل الحواري بولس هذه الرسالة من مدينة أفاسوس حوالي سنة 54-55 بعد الميلاد. كانت كورنتوس مستعمرة رومانية وعاصمة محافظةِ أخائية الرومانية في جنوب اليونان. كانتْ مدينة كبيرة ومزدهرة عُرِفَتْ، من بين سائر المدن الرومانيّة، بتنوّعها الثقافي الشديد، كما كانت مركز عبادة الإلاهة أفروديت (الزهراء)، ومكانا مشهورا بالفواحش الجنسية. أَسّسَ بولس جماعة المؤمنين في كورنتوس في الزيارة المذكورة في الفصلِ 18 من سيرة الحواريين (أي أعمال الرسل). ولقد كتب لهم في فترة لاحقة رسالة مذكورة في كورنتوس الأولى 5: 9، يتعرّض فيها للذنوب ذات الطابع الجنسي وربما لعبادة الأصنام. ويَبْدو أنّ المؤمنين في كورنتوس قد أجابوا على تلك الرسالةِ برسالة خاصة قد يكون سلمها أستفاناس وبَخيتَ وأَخائي (انظر كورنتوس الأولى 7: 1). هذه الرسالة لم تصلنا ولكن يَبْدو أنها تحتوي أسئلة من طرف المؤمنين في كورنتوس حول الزواجِ، والطعام المقدّم إلى الأصنام، وكيفية استعمال كرامات روح الله، وما يجمعه بولس من صدقة من أجل الفقراء في القدس، والحواري شمسي. يبدأ بولس إجابته على هذه الأسئلةِ بقوله "أما بخصوص" (7: 1؛ 7: 25؛ 8 :1؛ 12 :1؛ 16 :1؛ 16: 12). إضافةً إلى ذلك، تناول بولس مواضيعِ أخرى ومن المحتمل أنّ هذا ردّ على أخبار أهل بيت خَلْوَة بخصوص أوضاع كورنتوس (كورنتوس الأولى 1: 11). وهذه المواضيع هي: الإنتماءات لطوائف بين المؤمنين (1: 10 حتى 4: 21)، انضباط الجماعة (5: 1-13)، والدعاوي (6 :1-11)، والفواحش الجنسية (6 :12-20)، والنظام أثناء الصلاةِ والعبادةِ (11 :2-16)، وكيفية التصرّف أثناء العشاءِ الرباني (11 :17-34)، وحقيقة البعث (15 :1-58). ولا يبدو واضحا في بعض المواطن ما إذا كان بولس يَقتبسُ من كلام أهل كورنتوس ويصحّحه أم أنه يوافق على بعض مما طرحوه من مسائل. لكن يَبْدو أنّ مشاكل عديدة تعود إلى تباين خلفيات المؤمنين. وذلك بسبب الخلفيات القائمة على تباين الوضع الاجتماعي والتي تؤدي إلى تباين المواقف في قضايا عديدة. لذلك حث بولس المؤمنين على التَفكير في بعضهم البعض وعدم الاقتصار على مصالحِهم الشخصيةِ. |
© 2021, Al Kalima