كورنثوس الأولى 13 - المعنى الصحيح لإنجيل المسيح - ترتيل

بسم الله تبارك وتعالى عظمة المحبة للآخرين

¹ وَلَوْ أَنَّ لِأحَدِكُمْ قُدرَةَ الكَلَامِ بِكلِّ لُغَاتِ النَّاسِ والمَلَائِكَةِ، وَلَكنّ قَلْبَهُ مَائِلٌ عَن مَحبَّةِ الآخَرِينَ، فَإنَّهُ كالنُّحَاسِ تَسمَعُ صَوتَهُ وَلَا مَعْنَى، أَوْ كَالأَجرَاسِ تُقرَعُ بِلا انسِجَامٍ!

² وَلَوْ أَنَّ لِأحَدِكُم كَرَامةَ النُّبُوَّةِ وَكانَ بِكُلِّ الأَسرارِ عَالِمًا، وَلِكلِّ شَيءٍ فَاهِمًا، وَإِنْ بَلَغَ بإيمَانِهِ قُوَّةً يَنقُلُ بِها الجِبالَ، وَلَكِنَّهُ لا يُحِبُّ الآخَرِينَ، فَلَا مَكَانَةَ لَهُ عِندَ اللهِ.

³ وَلَو تَصَدَّقَ أَحَدُهُم بِكُلِّ أَملَاكِهِ لِلفُقَرَاءِ، أَو ضَحَّى بِحَيَاتِهِ في الحَرِيقِ في سَبِيلِ اللهِ حَتَّى يَفْتَخِرَ بِتَقوَاه، وَلكِنَّهُ لا يَكونَ مِن المُحِبّينَ، فَكَيْفَ يَنتَظِرُ بَعدَ هَذا جَزاءً يَلقَاهُ؟

⁴ مَن كَانَ يُحِبُّ الآخَرِينَ يَكُونُ صَبُورًا مُشْفِقًا، غَيرَ حَسُودٍ ولا مُتَباهٍ، وَلا يَكُونُ مِنَ المُتَكَبِّرِينَ.

⁵ وَمَنْ يُحِبُّ الآخَرِينَ لا يَكونُ وَقِحًا أَنَانيًّا، وَلا أَهْوَجَ ولا لِأَخطاءِ النّاسِ في حَقِّهِ مِن المُتَتبِّعينَ،

⁶ وَلا يُفْرِحُهُ ظُلْمُ الظَّالِمِينَ، بَل يَسْعَدُ بِالحَقِّ حِينَ يَرَاهُ،

⁷ إِنَّ مَحَبّةَ الآخَرينَ تَجْعَلُ المُحِبَ آيَةً في الصَّفْحِ عَن العالَمينَ، وَهُوَ دائِمًا في الإِيمانِ مِن الرَّاسِخينَ، وَفي الخَيرِ الَّذِي سَيُنزِلُهُ اللهُ عَلَى أَحبابِهِ مِن الواثِقينَ، وَلِكُلِّ المَصاعِبِ في سَبيلِهِم مِن المُتَحَمِّلينَ.

⁸ وَاعلَمُوا أَنَّ لِكرَامَاتِ النُّبُوءَةِ حَدًّا مَحدُودًا، وَلِكَرَامَاتِ التَّكَلُّمِ بِلُغَاتٍ شَتَّى زَمَنًا مَعدُودًا، وَأَنَّ لِلمَعرِفَةِ قَيْدًا يُبْطِلُهَا، أَمَّا مَحَبّةُ الآخَرينَ فَمَا أَرَى لَهَا فِي الزَّمانِ قُيُودًا!

⁹ مَحدُودةٌ هِيَ المَعرِفةُ وَكَرَامةُ النُّبُوءَةِ،

¹⁰ فَإذَا جَاءَ يَومُ الجَلَاءِ وَرَفعِ الحِجَابِ، أَمسَى المَحدُودُ زَائِلاً مَفقُودًا.

¹¹ وَلَأَضْرِبَنَّ عَلَى ذَلِكُم مَثَلاً: حِينَ كُنْتُ طِفلاً صَغِيرًا كَانَ كلَامِي وَتَفكِيرِي وَإِدرَاكِي كَأيِّ طِفْلٍ صَغِيرٍ، وَالآنَ أَمْسَيْتُ رَجُلاً فَتَركْتُ مَا فِي تَصَرُّفاتِ الأَطفَالِ مِن غُرُورٍ.

¹² وَاسمَعُوا مِنّي مَثَلاً آخَرَ: إِنّكُم تَعلَمونَ، أَنَّ المِرآةَ لا تَجعَلُ شَكلَ الإِنسانِ في وُضُوحٍ مُبين، كَذلِكَ هَيْبَةُ اللهِ فِي هذِهِ الدُّنيَا لا نَرَاهَا بِوُضُوحٍ؛ أَمّا فِي الآخِرةِ فَسَنرَاهَا في جَلَاءٍ صَرِيحٍ. مَحدُودةٌ ضَيِّقةٌ هِيَ مَعرِفتِي عَنِ اللهِ في الدُّنيَا وَلكِنّهَا فِي الآخِرةِ وَاسعَةٌ، وَسَأَعرِفُ اللهَ حَقًّا كَمَا عَرَفَنِي اللهُ بِحَقٍّ.

¹³ إِنَّ فَضَائِلَنا الأَبَديّةَ ثلَاثٌ: الإِيمَانُ وَاليَقِينُ وَالمَحبَّةُ، وَأَعظَمُ الثّلاثِ المَحَبّةُ.