فلا مُحاباةَ عِندَ اللهِ، وما هو بظَلاّمٍ لِلعَبيدِ.
لِأَنْ لَيْسَ عِنْدَ ٱللهِ مُحَابَاةٌ.
لأنْ ليس عِندَ اللهِ مُحاباةٌ.
فَلَيْسَ عِنْدَ اللهِ تَحَيُّزٌ.
لِأَنَّ اللهَ لَا يُمَيِّزُ شَخْصًا عَلَى الْآخَرِ.
فأرسَلوا مُناصريهِم مَعَ بَعضٍ مِن مُؤيّدي عائلةِ الأميرِ أنْتيباسَ بِن هيرودُسَ وسألوا عيسى (سلامُهُ علينا) قائلينَ: "أيّها المُعَلِّمُ، نَعرِفُ أنّكَ صادِقٌ في كَلامِكَ وتَعليمِكَ، لا تَخافُ في الحقِّ لومةَ لائمٍ، ونَعلَمُ أنّكَ تَهدي النّاسَ بالحقِّ إلى الصِّراطِ المُستَقيمِ، ولا تُحابي أحَدًا لأنّكَ لا تُعيرُ المَناصِبَ اهتِمامًا.
فسألَهُ أحَدُ هؤلاءِ الجَواسيسِ قائلاً: "يا فَضيلةَ المُعَلِّم، نَعرِفُ أنّكَ صادِقٌ في كَلامِكَ وتَعليمِكَ، ولا تُحابي أحَدًا، بل تُرشِدُ النّاسَ بالحَقِّ إلى نَهجِ اللهِ المُستَقيمِ.
وجَلَسَ بُطرُسُ الصَّخرُ ليُحَدِّثَهُم فقالَ: "لقد تَيَّقَنتُ الآن أنّ النّاسَ جَميعًا سَواسيَةٌ عِندَ اللهِ،
فأيُّ مَعنى لكُلِّ هذا؟ إنّ اللهَ يَختارُ بَعضَ النّاسِ ويَرفُضُ البَقيّةَ، فهل هو بذلِكَ ظَلومٌ؟ كَلاّ، تَعالى اللهُ عن ذلِكَ عُلوًّا،
ويَحظى الحَواريِّونَ يَعقوبُ وصَخرٌ ويُوحنّا بمَكانةٍ عاليةٍ بَينَ المؤمنينَ، ولكنّي لا أُبالي بمَكانتِهِم تِلكَ، لأنَّ اللهَ لا يُحابي أحَدًا، فهؤلاءِ الحَواريّونَ إذن لم يُضيفوا شَيئًا إلى دَعوتي بَينَ غَيرِ اليَهودِ.
أمّا أنتُم أيُّها الأسيادُ، فعَليكُم أن تُعامِلوهُم بِكُلِّ لُطفٍ دونَ تَهديدٍ، بِما أنّكُم تَعلَمونَ أنّ لكُم سَيِّدًا واحِدًا في السَّماءِ لا يُحابي أحَدًا.
أمّا مَن يَفعَلُ الشَّرَّ، فإنّهُ يَنالُ جَزاءَ شَرِّهِ، واللهُ لا يَظلِمُ أحَدًا.
أنتُم تَستَنجِدونَ بِاللهِ أبيكُم الرَّحيمِ، وهو الحَكَمُ العَدلُ دونَ مُحاباةٍ على أعمالِ النّاسِ أجمَعينَ. فاتّقوا اللهَ إذن وأنتُم مُغتَرِبونَ في هذِهِ الدُّنيا.