فأجابَهُم بقَولِهِ: "أنتُم مِن أهلِ الدُّنيا، وأنا مِنَ السَّماءِ. أنتُم مِن هذا العالَمِ وأنا لَستُ مِنهُ،
فَقَالَ لَهُمْ: «أَنْتُمْ مِنْ أَسْفَلُ، أَمَّا أَنَا فَمِنْ فَوْقُ. أَنْتُمْ مِنْ هَذَا ٱلْعَالَمِ، أَمَّا أَنَا فَلَسْتُ مِنْ هَذَا ٱلْعَالَمِ.
فقالَ لهُمْ: «أنتُمْ مِنْ أسفَلُ، أمّا أنا فمِنْ فوقُ. أنتُمْ مِنْ هذا العالَمِ، أمّا أنا فلَستُ مِنْ هذا العالَمِ.
فَكَانَ رَدُّهُ: «أَنْتُمْ مِنْ تَحْتُ. أَمَّا أَنَا فَمِنْ فَوْقُ. أَنْتُمْ مِنْ هَذَا الْعَالَمِ. وَأَنَا لَسْتُ مِنْهُ.
فَقَالَ لَهُمْ: ”أَنْتُمْ مِنْ أَسْفَلُ، وَأَنَا مِنْ فَوْقُ. أَنْتُمْ مِنْ هَذِهِ الدُّنْيَا، وَأَنَا لَسْتُ مِنْ هَذِهِ الدُّنْيَا.
وقالَ لهُم: «أنتُم مِنْ أسفَلُ، أمّا أنا فَمِنْ فَوقُ. أنتُم مِنْ هذا العالَمِ، وما أنا مِنْ هذا العالَمِ.
واستحالَ الكَلِمةُ إلى كائنٍ بَشَريٍّ وعاشَ في الدُّنيا بَينَنا ورأينا عَظَمةَ شَأنِهِ، الّتي تَتَناسَبُ مَعَ مَكانَتِهِ بما أنّهُ الابنُ الرُّوحيُّ الفَريدُ للهِ الأبِ الرَّحيمِ، المُجَسِّدِ لرَحمةِ اللهِ الفائقةِ وفيهِ تَحقيقٌ لوَعدِ اللهِ الحَقِّ وفَضلِهِ.
ولقد كَرِهَهُم أهلُ الدُّنيا عِندَما آمَنوا برسالتِكَ الّتي أوحيتَها إليّ، لأنّهُم مِثلي لا يَنتَمونَ إلى أهلِ الدُّنيا.
فهُم يا مَولاي مِثلي لَيسوا مِن أهلِ الدُّنيا،
فما صَعِدَ أحَدٌ إلى السَّماءِ فيُخبِرَ عنها، ولكنّ سَيِّدَ البَشَر أتى مِن السَّماءِ، وهو الّذي يَستَطيعُ أن يُحَدِّثَكُم عنها.
"إنّ عِيسَى قادمٌ مِن السَّماءِ وهو العَليُّ على النّاسِ أجمَعينَ. أمّا أنا فأرضيٌّ وإدراكي مَحدودٌ بالأرضِ، فالقادمُ مِن السّماءِ أرفعُ شأنًا مِن كُلِّ النّاسِ.
فأنتُم خائِنونَ كَزَوجَةٍ زانيةٍ! أفلا تَعلَمونَ أنّ في حُبِّ الدُّنيا عَداوةً للّهِ؟! أجل، إنّ عاشِقَ الدُّنيا عَدوٌّ للهِ!