فإن كانَ قَلبُ أخيكُم قد تَغَيَّرَ بسَبَبِ ما تأكُلونَهُ، فأنتُم تَتَصَرَّفونَ دونَ مَحَبَّةٍ. فلا تَجعَلوا طَعامَكُم سَبَبًا في ارتِدادِ إخوانِكُم عن إيمانِهِم، أولئكَ الّذينَ ضَحَّى السَّيّدُ المَسيحُ بحَياتِهِ مِن أجلِهِم.
هذا ما تَقولونَ، ولكن انتَبِهوا أحِبَّتي إلى الآخرينَ، حتّى لا يَكونَ امتِيازُ انضِمامِكُم إلى وَلائمِ الوَثنيِّينَ سَبَبَ تَضليلِ المؤمنينَ الّذينَ يَعجِزونَ عن التَّمييزِ.
ولكنّي تَنازَلتُ عن كُلِّ حُقوقي مِن أجلِ الرِّسالَة، وما قَصدي إذ أكتُبُ عَنها الآنَ أن أُطالِبَ بها، بل إنّي أُفَضِّلُ المَوتَ على أن يَحرِمَني أحَدٌ مِن هذا الافتِخارِ.
لو أنّي عَمِلتُ فيهِ باختِياري، لاستَحقَقتُ كُلَّ ثَوابٍ. وإنّي في الحَقيقةِ داعيةٌ، ولَيسَ الأمرُ باختِياري، بل أنا أقومُ بالمَسؤوليةِ الّتي كَلَّفَني اللهُ بها.