وأمّا البُذورُ النّابتةُ بَينَ الشَّوكِ فتَرمُزُ إلى وَقعِ الرِّسالةِ في قَلبِ الغارقِ في أُمورِ دُنياهُ والمأخوذِ بمالِها، فسُرعانَ ما تَخنُقُ هُمومُ الدُّنيا الرِّسالةَ وتُبطِلُ تأثيرَها في نَفسِهِ فتُصبِحَ بلا جَدوى.
إلاّ أنّ أهلَ القُدسِ وقادتَهُم لم يُدرِكوا أنّ سَيِّدَنا عيسى هو المُنقِذُ المَوعودُ، لأنّهُم لم يَفهموا ما كانوا يَسمَعونَ كُلَّ سَبتٍ عن تِلكَ النُّبوءات مِن آياتٍ وَرَدَت في كُتُبِ الأنبياءِ، فحَكَموا عليهِ بالمَوتِ.
ولقد عَمِيَتْ بَصائرُهُم، فلا يَنظُرونَ، هذِهِ غَشاوةُ موسى ما زالَت على أعينهِم تُغَشّي أبصارَهُم حينَ يُرَدِّدونَ تِلاوةَ الميثاقِ القَديمِ، فلا يَفهَمونَ، ولن تُرفَعَ عنهُم إلا حِينَ يُبصِرونَ حَقيقةَ المَسيحِ الكَريمِ.