لِمَاذَا يَتَذَمَّرُ إنْسَانٌ حَيٌّ مِنْ مُعَاقَبَتِهِ عَلَى خَطَايَاهُ؟
لِمَاذَا يَشْتَكِي ٱلْإِنْسَانُ ٱلْحَيُّ، ٱلرَّجُلُ مِنْ قِصَاصِ خَطَايَاهُ؟
لماذا يَشتَكي الإنسانُ الحَيُّ، الرَّجُلُ مِنْ قِصاصِ خطاياهُ؟
فَلِمَاذَا يَشْتَكِي الإِنْسَانُ الْحَيُّ حِينَ يُعَاقَبُ عَلَى خَطَايَاهُ؟
فَلِمَاذَا يَشْتَكِي الْإِنْسَانُ الْحَيُّ مِنْ عِقَابِ ذُنُوبِهِ؟
فلِماذا يتَذَمَّرُ الأحياءُ إذا عُوقِبوا على خطيئةٍ؟
فَقَالَ ألِيشَعُ لِمَلِكِ إسْرَائِيلَ: «مَاذَا تُرِيدُ مِنِّي؟ اذهَبْ إلَى أنْبِيَاءِ أبِيكَ وَأُمِّكَ!» فَقَالَ مَلِكُ إسْرَائِيلَ لِألِيشَعَ: «لَا، فَقَدْ جِئْنَا إلَيْكَ لِأنَّ اللهَ قَدْ دَعَانَا نَحْنُ المُلُوكَ الثَّلَاثَةَ مَعًا لِيَهْزِمَنَا المُوآبِيُّونَ. لِهَذَا نَحتَاجُ إلَى عَوْنِكَ وَمَشُورَتِكَ.»
فَأرْسَلَ المَلِكُ رَسُولًا إلَى ألِيشَعَ. وَكَانَ ألِيشَعُ جَالِسًا فِي بَيْتِهِ وَالشُّيُوخُ جَالِسينَ مَعَهُ. وَقَبْلَ وُصُولِ الرَّسُولِ، قَالَ ألِيشَعُ لِلشُّيُوخِ: «لَقَدْ أرْسَلَ ابْنُ القَاتِلِ رِجَالًا لِيَقْطَعُوا رَأسِي. فَعِنْدَمَا يَصِلُ الرَّسُولُ، أغلِقُوا البَابَ وَلَا تَسْمَحُوا لَهُ بِالدُّخُولِ. إنِّي أسْمَعُ صَوْتَ قَدَمَيِّ سَيِّدِهِ وَرَاءَهُ.»
وَبَيْنَمَا كَانَ ألِيشَعُ يُكَلِّمُ الشُّيُوخَ، وَصَلَ الرَّسُولُ حَامِلًا رِسَالَةً تَقُولُ: «اللهُ هُوَ سَبَبُ هَذِهِ المُصِيبَةِ. فَلِمَاذَا أتَوَقَّعُ شَيْئًا صَالِحًا مِنَ اللهِ بَعْدُ؟»
«وَبَعْدَ كُلِّ مَا حَلَّ بِنَا بِسَبَبِ أعْمَالِنَا الشِّرِيرَةِ وَذَنبِنَا العَظِيمِ، وَرُغمَ أنَّكَ عَاقَبتَنَا يَا إلَهَنَا بِأقَلَّ مِمَّا يَسْتَحِقُّ إثمُنَا، وَأبقَيْتَ لَنَا هَذِهِ المَجْمُوعَةَ مِنَ النَّاجِينَ،
وَيُعلِنُ أسرَارَ الحِكْمَةِ لَكَ، لِأنَّ لِكُلِّ حُجَّةٍ جَانِبَينِ. وَاعلَمْ بِأنَّ اللهَ يُعَاقِبُكَ بِأقَلَّ مِمَّا تَسْتَحِقُّ!
إنَّكَ تَنْقَلِبُ عَلَى اللهِ، وَتُطلِقُ مِثْلَ هَذِهِ الأقْوَالَ مِنْ فَمِكَ.
تَمَرَّدَ عَلَى اللهِ بَعْضُ الحَمْقَى، فَعَانُوا بِسَبَبِ الشُّرُورِ الَّتِي فَعَلُوهَا.
غَبَاءُ الإنْسَانِ يُدَمِّرُ حَيَاتَهُ، ثُمَّ يُلقِي بِلَومِهِ عَلَى اللهِ.
أبنَاؤُكِ خَارَتْ قِوَاهُمْ، لِأنَّهُمُ امتَلْأُوا تَمَامًا مِنْ غَضَبِ اللهِ وَتَوْبِيخِهِ. فَهَا هُمْ يَسْتَلْقُونَ فِي زَوَايَا الشَّوَارِعِ كُلِّهَا، كَطَرَائِدَ وَقَعَتْ فِي الشِبَاكِ.
وَيْلٌ لِي بِسَبَبِ انسِحَاقِي، جُرحِي مُؤلِمٌ. فَقُلْتُ لِنَفْسِي: «هَذَا ألَمِي وَعَلَيَّ احتِمَالُهُ.»
لِمَاذَا تَصْرُخِينَ بِسَبَبِ إصَابَتِكِ؟ جُرحُكِ لَا يُمْكِنُ شِفَاؤُهُ. بِسَبَبِ عَظَمَةِ إثمِكِ، وَبِسَبَبِ كَثرَةِ خَطَايَاكِ، عَمِلْتُ هَذَا بِكِ.
إحسَانَاتُ اللهِ لَا تَتَوَقَّفُ، وَمَرَاحِمُهُ لَا تَنْتَهِي.
فأُقَاوِمُهُمْ وَأجْلِبُهُمْ إلَى أرْضِ أعْدَائِهِمْ. فَإنْ تَوَاضَعَتْ قُلُوبُهُمْ غَيْرُ المُطَهَّرَةِ، وَقَبِلُوا عِقَابِي لِخَطَايَاهُمْ،
«سَيَهْجُرُونَ أرْضَهَمْ، فَتُعَوِّضُ الأرْضُ سَنَوَاتِ رَاحَتِهَا وَهِيَ مَهجُورَةً. وَيَنَالُ البَاقُونَ مِنكُمُ العِقَابَ عَلَى خَطِيَّتِهِمْ لِأجْلِ رَفْضِهِمْ لِأحكَامِي وَبُغْضِهِمْ لِشَرَائِعِي.
عَلَيَّ أنْ أحتَمِلَ غَضَبَ اللهِ، لِأنِّي أخْطَأتُ إلَيْهِ، إلَى أنْ يُقِيمَ دَعوَايَ وَيُنصِفَنِي. سَيُخرِجُنِي إلَى النُّورِ، وَسَأرَاهُ يَعْمَلُ مَا هُوَ حَقٌّ وَعَدلٌ.
وَقَالَ مُوسَى للهِ: «لِمَاذَا سَبَّبْتَ لِي الضِّيقَ وَأنَا خَادِمُكَ؟ لِمَاذَا لَمْ أحظَ بِرِضَاكَ؟ لِمَاذَا جَعَلْتَ مَسؤُولِيَّةَ هَذَا الشَّعْبِ وَحِملَهُ عَلَى أكتَافِي؟
وَفِي اليَوْمِ التَّالِي، تَذَمَّرَ بَنُو إسْرَائِيلَ عَلَى مُوسَى وَهَارُونَ وَقَالُوا: «لَقَدْ سَبَّبْتُمَا مَوْتَ شَعْبِ اللهِ.»
فَقَالَ بَنُو إسْرَائِيلَ لِمُوسَى: «سَنَمُوتُ! سَنَهلِكُ! سَنَفنَى!
فَاحْتَرَقَ النَّاسُ بِحَرَارَتِهَا. فَلَعَنُوا اسْمَ اللهِ المُسَيطِرِ عَلَى هَذِهِ الكَوَارِثِ، وَلَمْ يَتُوبُوا وَلَمْ يُمَجِّدُوهُ.