فَأخْتَارُ الخَنْقَ وَالمَوْتَ عَلَى هَذِهِ الحَيَاةِ.
فَٱخْتَارَتْ نَفْسِي ٱلْخَنِقَ، ٱلْمَوْتَ عَلَى عِظَامِي هَذِهِ.
فاختارَتْ نَفسي الخَنِقَ، الموتَ علَى عِظامي هذِهِ.
لِذَلِكَ فَضَّلْتُ الاخْتِنَاقَ وَالْمَوْتَ عَلَى جَسَدِي هَذَا.
لِذَلِكَ أَخْتَارُ أَنْ أُخْنَقَ وَأَمُوتَ وَلَا هَذَا الْعَذَابُ.
فأرى الخَنْقَ أفضلَ شيءٍ لي والموتَ خَيرا مِنْ عذابـي.
وَرَأى أخِيتُوفَلُ أنَّ بَنِي إسْرَائِيلَ لَمْ يَقْبَلُوا بِنَصِيحَتِهِ، فَوَضَعَ سِرْجًا عَلَى حِمَارِهِ وَعَادَ إلَى مَدينَتِهِ الأُمِّ. وَهُنَاكَ نَظَّمَ أُمُورَ عَائِلتِهِ ثُمَّ شَنَقَ نَفْسَهُ. وَبَعْدَ مَوْتِهِ، دَفَنَهُ الشَّعْبُ فِي مقبرَةِ وَالِدِهِ.
فَهُمْ يَرْغَبُونَ بِالمَوْتِ وَلَا يَأتِي. يَبْحَثُونَ عَنْهُ كَمَنْ يُنَقِّبُونَ عَنْ كَنْزٍ مَدْفُونٍ.
يَفْرَحُونَ إلَى أقْصَى الفَرَحِ يُغَنُّونَ بِابتِهَاجٍ، عِنْدَمَا يَصِلُونَ إلَى القَبْرِ!
فَإنَّكَ تُخِيفُنِي يَا اللهُ فِي أحْلَامِي، وَتُرعِبُنِي بِالرُّؤى.
كَرِهْتُ الحَيَاةَ، وَلَا أُرِيدُ أنْ أعِيشَ إلَى الأبَدِ. اترُكْنِي، لِأنَّ حَيَاتِي نَسَمَةٌ عَابِرَةٌ.
أنَا مُسْتَقِيمٌ وَبَريءٌ، وَلَا أهتَمُّ لِنَفْسِي. أحتَقِرُ حَيَاتِي.
فَكَرِهْتُ الحَيَاةَ. أحْزَنَنِي جَمِيعُ مَا عَمِلَهُ النَّاسُ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا، لِأنَّهُ زَائِلٌ وَكَمُطَارَدَةِ الرِّيحِ.
«سَأجْعَلُ مَنْ بَقِيَ مِنْهُمْ يُفَضِّلُ المَوْتَ عَلَى الحَيَاةِ. هَؤُلَاءِ الَّذِينَ سَيَبْقَوْنَ مِنْ هَذِهِ القَبِيلَةِ الشِّرِّيرَةِ سَيَعِيشُونَ فِي الأمَاكِنِ الَّتِي سَأطرُدُهُمْ إلَيْهَا،» يَقُولُ اللهُ القَدِيرُ.
وَالْآنَ يَا اللهُ، أمِتْنِي، فَأنَا أفَضِّلُ المَوْتَ عَلَى الحَيَاةِ!»
وَعِنْدَمَا ارتَفَعَتِ الشَّمْسُ فِي السَّمَاءِ، سَلَّطَ اللهُ رِيحًا شَرقِيَّةً حَارَّةً، فَاشتَدَّتْ حَرَارَةُ الشَّمْسِ عَلَى رَأسِ يُونَانَ، فَذَبُلَ وَطَلَبَ لِنَفْسِهِ المَوْتَ وَقَالَ: «خَيْرٌ لِي أنْ أموُتَ مِنْ أنْ أحيَا.»
فَألقَى يَهُوذَا قِطَعَ النَّقْدِ فِي الهَيْكَلِ ثُمَّ غَادَرَ، وَذَهَبَ وَشَنَقَ نَفْسَهُ.
وَخِلَالَ ذَلِكَ الوَقْتِ، سَيَطْلُبُ النَّاسُ المَوْتَ فَلَا يَجِدُونَهُ. سَيَتُوقُونَ إلَى المَوْتِ، فَيَخْتَبِئَ المَوْتُ مِنْهُمْ.