«وَأمَّا الآنَ، فَالَّذِينَ هُمْ دُونِي سِنًّا يَهْزَأُونَ بِي. الَّذِينَ لَمْ أكُنْ أقبَلُ آبَاءَهُمْ مَعَ كِلَابِ قَطِيعِي!
«وَأَمَّا ٱلْآنَ فَقَدْ ضَحِكَ عَلَيَّ أَصَاغِرِي أَيَّامًا، ٱلَّذِينَ كُنْتُ أَسْتَنْكِفُ مِنْ أَنْ أَجْعَلَ آبَاءَهُمْ مَعَ كِلَابِ غَنَمِي.
«وأمّا الآنَ فقد ضَحِكَ علَيَّ أصاغِري أيّامًا، الّذينَ كُنتُ أستَنكِفُ مِنْ أنْ أجعَلَ آباءَهُمْ مع كِلابِ غَنَمي.
أَمَّا الآنَ فَقَدْ هَزَأَ بِي مَنْ هُمْ أَصْغَرُ مِنِّي سِنّاً، مَنْ كُنْتُ آنَفُ أَنْ أَجْعَلَ آبَاءَهُمْ مَعَ كِلابِ غَنَمِي.
”أَمَّا الْآنَ فَيَهْزَأُ بِي شُبَّانٌ أَصْغَرُ مِنِّي، كُنْتُ أَرْفُضُ أَنْ أَضَعَ آبَاءَهُمْ مَعَ كِلَابِ غَنَمِي!
أمَّا الآنَ فيَضحَكُ عليَّ، مَنْ يَصغَرونَني في الأيّامِ. مَنْ أَبَيتُ أنْ أجعَلَ آباءَهُم في عِدادِ كِلابِ غنَمي.
ثُمَّ انْصَرَفَ ألِيشَعُ مِنْ هُنَاكَ مُتَوَجِّهًا إلَى بَيْتِ إيلَ. وَبَيْنَمَا كَانَ ألِيشَعُ يَصْعَدُ التَّلَّةَ إلَى تِلْكَ المَدِينَةِ، خَرَجَ أوْلَادٌ مِنَ المَدِينَةِ. وَبَدَأُوا يَهْزَأُونَ بِهِ وَيَقُولُونَ: «تَعَالَ يَا أصلَعُ! تَعَالَ يَا أصلَعُ!»
«هَا قَد أصبَحْتُ أُضْحُوكَةً لِأصدِقَائِي. يَقُولُونَ دَعَا اللهَ، فَاسْتَجَابَ إلَيْهِ بِالآلَامِ. فَهَا هُوَ البَّارُّ وَالمُسْتَقِيمُ يُصْبِحُ أُضْحُوكَةً.
وَقُوَّةُ أيدِيهِمْ لَا تُفِيدُنِي شَيْئًا، فَقَدْ فَقَدُوا قُوَّتَهُمْ.
المُتَكَبِّرُونَ سَخِرُوا بِي كَثِيرًا، لَكِنِّي لَا أنْحَرِفُ عَنْ وَصَايَاكَ أبَدًا.
الَّذِينَ يَجْلِسُونَ عِنْدَ بَوَّابَةِ المَدِينَةِ يَتَكَلَّمُونَ عَلَيَّ، وَشَارِبُو الخَمْرِ يُؤَلِّفُونَ عَنِّي أغَانِي.
وَسَيَظْلِمُ النَّاسُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا. كُلُّ وَاحِدٍ سَيَظْلِمُ صَاحِبَهُ. سَيُهينُ الصِّغَارُ كِبَارَ السِّنِّ، وَسَيُهينُ الأدنِيَاءُ الشُّرَفَاءَ.»
وَابْتَدَأ بَعْضُهُمْ يَبْصِقُ عَلَيْهِ. وَكَانُوا يُغَطُّونَ وَجْهَهُ وَيَضْرِبُونَهُ، ثُمَّ يَقُولُونَ: «أخبِرْنَا يَا نَبِيُّ، مَنْ ضَرَبَكَ؟» وَأخَذَهُ الحُرَّاسُ وَضَرَبُوهُ.
«لَقَدْ أحضَرتُمْ هَذَا الرَّجُلَ لِأنَّهُ يُحَرِّضُ الشَّعْبَ عَلَى القَادَةِ. وَقَدِ استَجْوَبتُهُ أمَامَكُمْ، فَلَمْ أجِدْ أسَاسًا لِلتُّهَمِ الَّتِي وَجَّهتُمُوهَا إلَيْهِ.
لَكِنَّهُمْ صَرَخُوا جَمِيعًا مَعًا: «اقتُلْهُ! وَأطلِقْ لَنَا بَارَابَاسَ!»
وَوَقَفَ النَّاسُ هُنَاكَ يَتَفَرَّجُونَ. وَسَخِرَ بِهِ القَادَةُ وَقَالُوا: «لَقَدْ خَلَّصَ غَيْرَهُ، فَلْيُخَلِّصْ نَفْسَهُ إنْ كَانَ هُوَ حَقًّا المَسِيحَ مُختَارَ اللهِ.»
وَأخَذَ أحَدُ المُجرِمَينِ المُعَلَّقَينِ إلَى جِوَارِهِ يُهِينُهُ وَيَقُولُ: «ألَسْتَ المَسِيحَ؟ فَخَلِّصْ نَفْسَكَ وَخَلِّصْنَا مَعَكَ!»
أمَّا اليَهُودُ فَأكَلَهُمُ الحَسَدُ. فَجَمَعُوا بَعْضَ الرِّجَالِ الأشْرَارِ مِنَ السُّوقِ، وَشَكَّلُوا عِصَابَةً، وَأثَارُوا شَغَبًا فِي المَدِينَةِ وَهَاجَمُوا بَيْتَ يَاسُونَ. وَحَاوَلُوا أنْ يَجِدُوا بُولُسَ وَسِيلَا لِكَي يُخرِجُوهُمَا إلَى الشَّعْبِ.
حَتَّى إنَّ وَاحِدًا مِنْهُمْ، يَعْتَبِرُونَهُ نَبِيًّا لَهُمْ، قَالَ: «أهْلُ كِرِيتَ كَذَّابُونَ دَائِمًا، وُحُوشٌ شِرِّيرَةٌ، شَرِهُونَ وَكُسَالَى!»