«قُلْ: ‹هَذَا هُوَ مَا يَقُولُهُ اللهُ: سَتَسْقُطُ الجُثَثُ فِي الحُقُولِ كَرَوْثِ المَاشِيَةِ، وَكَحُزمَةٍ مِنَ القَمْحِ تُرِكَتْ بَعْدَ الحَصَادِ، وَلَا يُوجَدُ مَنْ يَأْخُذُهَا.›»
تَكَلَّمَ: «هَكَذَا يَقُولُ ٱلرَّبُّ: وَتَسْقُطُ جُثَّةُ ٱلْإِنْسَانِ كَدِمْنَةٍ عَلَى وَجْهِ ٱلْحَقْلِ، وَكَقَبْضَةٍ وَرَاءَ ٱلْحَاصِدِ وَلَيْسَ مَنْ يَجْمَعُ!
تكلَّمَ: «هكذا يقولُ الرَّبُّ: وتَسقُطُ جُثَّةُ الإنسانِ كدِمنَةٍ علَى وجهِ الحَقلِ، وكقَبضَةٍ وراءَ الحاصِدِ وليس مَنْ يَجمَعُ!
وَهَذَا مَا يُعْلِنُهُ الرَّبُّ: «سَتَتَهَاوَى جُثَثُ النَّاسِ مِثْلَ نُفَايَةٍ عَلَى وَجْهِ الْحَقْلِ، وَتَتَسَاقَطُ كَقَبَضَاتٍ وَرَاءَ الْحَاصِدِ، وَلَيْسَ مَنْ يَجْمَعُهَا».
قُلْ: ”هَذَا كَلَامُ اللهِ، تَقَعُ جُثَثُ النَّاسِ وَتَبْقَى كَالزِّبَالَةِ عَلَى وَجْهِ الْحَقْلِ، أَوْ كَأَنَّهَا حُزَمٌ تَرَكَهَا الْحَاصِدُ وَرَاءَهُ وَلَا مَنْ يَجْمَعُهَا.“
فَسمِعَ حَزَقِيَّا عَنْ الوَفدِ القَادِمِ مِنْ بَابِلَ وَرَحَّبَ بِهِ، وَأرَاهُمْ كُلَّ الأشْيَاءِ الثَّمِينَةِ فِي بَيْتِهِ. أرَاهُمُ الفِضَّةَ، وَالذَّهَبَ، وَالأطيَابَ، وَالعِطْرَ الثَّمِينَ، وَالأسلِحَةَ، وَكُلَّ شَيءٍ فِي مَخَازِنِهِ. فَلَمْ يَبْقَ شَيءٌ فِي بَيْتِ حَزَقِيَّا لَمْ يُرِهِمْ إيَّاهُ.
فَقَالَ إشَعْيَاءُ: «وَمَا الَّذِي رَأوْهُ فِي بَيْتِكَ؟» فَأجَابَ حَزَقِيَّا: «رَأوْا كُلَّ شَيءٍ فِي بَيْتِي، فَلَا يُوجَدُ شَيءٌ فِي مَخَازِنِي لَمْ أُرِهِ لَهُمْ.»
فَتَصِيرُ جُثَّتُهَا كَالزِّبلِ عَلَى الحَقْلِ، حَتَّى لَا يَسْتَطِيعَ أحَدٌ أنْ يُمَيِّزَهَا!›»
يَصطَادُ اللهُ الحُكَمَاءَ بِذَكَائِهِمْ، فَيُفْشِلُ خُطَّةَ المَاكِرِينَ.
لَا يَقْدِرُ أخٌ إنْسَانٌ مِثْلُكَ أنْ يَفْدِيكَ. لَا يَسْتَطِيعُ أحَدٌ أنْ يَدْفَعَ للهِ مَا يَكْفِي!
قُتِلُوا فِي عَيْنِ دُورٍ، وَتَعَفَّنَتْ عَلَى الأرْضِ جُثَثُهُمْ.
ثَروَةُ الغَنِيِّ هِيَ مَدِينَتُهُ الحَصِينَةُ، فَيَتَخَيَّلُهَا سُورًا عَالِيًا.
لَا تُنهِكْ نَفْسَكَ طَلَبًا لِلثَّرْوَةِ، وَلَا تَتَّكِلْ عَلَى فَهمِكَ.
لِذَلِكَ اشْتعَلَ غَضَبُ اللهِ عَلَى شَعْبِهِ، وَرَفَعَ يَدَهُ ضِدَّهُمْ، وَضَرَبَهُمْ. الجِبَالُ اهتَزَّتْ، وَجُثَثُهُمْ فِي وَسَطِ الشَّوَارِعِ كَالنُّفَايَةِ. وَبِالرُّغمِ مِنْ هَذَا، مَا يَزَالُ غَاضِبًا، وَيَدُهُ مَرْفُوعَةٌ لِمُعَاقَبَتِهِمْ.
«سَيَمُوتُونَ بِأمرَاضٍ كَثِيرَةٍ. وَلَنْ يَنُوحَ عَلَيْهِمْ أوْ يَدْفِنَهُمْ أحَدٌ. سَيَصِيرُونَ كَالرَّوثِ عَلَى سَطْحِ الأرْضِ، وَسَيَمُوتُونَ فِي الحَرْبِ وَالمَجَاعَةِ. سَتَكُونُ أجسَادُهُمْ طَعَامًا لِطُيُورِ السَّمَاءِ، وَللحَيَوَانَاتِ البَرِّيَةِ.»
سَتَنْتَشِرُ جُثَثُ الَّذِينَ قَتَلَهُمُ اللهُ مِنْ أقْصَى الأرْضِ إلَى أقْصَاهَا. لَنْ يَنُوحَ عَلَيْهِمْ أحَدٌ. وَلَنْ يُجمَعُوا لِيُدفَنُوا، بَلْ سَيَكُونُوا كَالرَّوثِ عَلَى وَجْهِ الأرْضِ!
لِذَلِكَ هَذَا هُوَ مَا يَقُولُهُ اللهُ: «سَأضَعُ أمَامَ هَذَا الشَّعْبِ حِجَارَةً تُعثِرُهُمْ. الآبَاءُ وَالأبْنَاءُ مَعًا وَالجَارُ وَالصَّدِيقُ، سَيَهْلِكُونَ جَمِيعًا.»
سَتَكُونُ جُثَثُ هَذَا الشَّعْبِ طَعَامًا لِطُيُورِ السَّمَاءِ وَوُحُوشِ الأرْضِ. وَلَنْ يَكُونَ هُنَاكَ مَنْ يُخِيفُهُمْ.
سَيَنْشُرُونَهَا تَحْتَ الشَّمْسِ وَالقَمَرِ وَنُجُومِ السَّمَاءِ. فَهَذِهِ هِيَ الأجْرَامُ السَّمَاوِيَّةُ الَّتِي يُحِبُّونَهَا وَيَعْبُدُونَهَا وَيَطْلُبُونَهَا وَيَسْجُدُونَ لَهَا. وَلَنْ تُجمَعَ العِظَامُ وَلَنْ تُدفَنَ، لَكِنَّهَا سَتَكُونُ كَالرَّوثِ عَلَى الأرْضِ.
ثُمَّ يَتَغَيَّرُ اتِّجَاهُهَا كَمَا يَتَغَيَّرُ اتِّجَاهُ الرِّيحِ، وَتُغَادِرُ. فَقُلْتُ فِي دَهشَتِي: «بَابِلُ تَعْتَبِرُ قُوَّتَهَا إلَهًا لَهَا!»
يَقُولُ اللهُ: «سَأجْلِبُ الضِّيقَ عَلَيْهِمْ فَيَسْهَرُونَ كَالعُمْيِ. لِأنَّ بَنِي يَهُوذَا أخطَأُوا إلَى اللهِ، سَيُسكَبُ دَمُهُمْ كَالتُّرَابِ، وَسَيُلْقَى بِأجسَادِهِمْ كَالفَضَلَاتِ.
«وَاحذَرُوا مِنْ أنْ تَقُولُوا: ‹قُوَّتُنَا وَقُدرَتُنَا جَمَعَتَا لَنَا هَذِهِ الثَّروَةَ.›