لَكِنَّ شَاوُلَ رَفَضَ وَقَالَ: «لَنْ آكُلَ.» فَانضَمَّ ضُبَّاطُهُ إلَى المَرْأةِ وَألَحُّوا عَلَيْهِ أنْ يَأْكُلَ. وَأخِيرًا سَمِعَ كَلَامَهُمْ. وَنَهَضَ عَنِ الأرْضِ وَجَلَسَ عَلَى السَّرِير.
فَأَبَى وَقَالَ: «لَا آكُلُ». فَأَلَحَّ عَلَيْهِ عَبْدَاهُ وَٱلْمَرْأَةُ أَيْضًا، فَسَمِعَ لِصَوْتِهِمْ وَقَامَ عَنِ ٱلْأَرْضِ وَجَلَسَ عَلَى ٱلسَّرِيرِ.
فأبَى وقالَ: «لا آكُلُ». فألَحَّ علَيهِ عَبداهُ والمَرأةُ أيضًا، فسمِعَ لصوتِهِمْ وقامَ عن الأرضِ وجَلَسَ علَى السَّريرِ.
فَأَبَى قَائِلاً: «لَنْ آكُلَ». وَلَكِنَّهَا أَلَحَّتْ عَلَيْهِ كَمَا أَلَحَّ عَلَيْهِ عَبْدَاهُ، فَأَذْعَنَ لَهُمْ وَقَامَ عَنِ الأَرْضِ وَجَلَسَ عَلَى السَّرِيرِ.
فَرَفَضَ وَقَالَ: ”لَا آكُلُ.“ فَأَلَحَّ عَلَيْهِ عَبْدَاهُ وَالْمَرْأَةُ أَيْضًا، فَسَمِعَ لَهُمْ، وَقَامَ عَنِ الْأَرْضِ وَجَلَسَ عَلَى السَّرِيرِ.
فَذَهَبَ أخآبُ إلَى بَيْتِهِ مُكتَئِبًا مَغْمُومًا بِسَبَبِ مَا قَالَهُ نَابُوتُ اليَزْرَعِيلِيُّ – إذْ قَالَ لَهُ: «لَنْ أُفَكِّرَ لَحظَةً فِي التَّخَلِّي لَكَ عَنِ الأرْضِ الَّتِي وَرِثْتُهَا عَنْ آبَائِي.» وَاضطَجَعَ عَلَى سَرِيرِهِ وكَان مكتئِبًا متجهِّمًا وَرَفَضَ أنْ يَأْكُلَ.
وَذَاتَ يَوْمٍ ذَهَبَ ألِيشَعُ إلَى شُونَمَ حَيْثُ تَسْكُنُ امْرأةٌ ذَاتُ شَأنٍ. فَألَحَّتْ عَلَى ألِيشَعَ أنْ يَأْتِيَ إلَى بَيْتِهَا. فَصَارَ كُلَّمَا مَرَّ مِنْ تِلْكَ المَدِينَةِ يَأْتِي إلَى بَيْتِهَا لِيَتَنَاوَلَ الطَّعَامَ.
غَيْرَ أنَّ خُدَّامَ نُعْمَانَ ذَهَبُوا إلَيْهِ وَقَالُوا لَهُ: «يَا أبَانَا، لَوْ طَلَبَ مِنْكَ النَّبِيُّ أنْ تَفْعَلَ شَيْئًا صَعْبًا، أمَا كُنْتَ تَفْعَلُهُ؟ لَكِنَّهُ لَمْ يَطْلُبْ مِنْكَ إلَّا أمْرًا بَسِيطًا جِدًّا، إذْ قَالَ لَكَ: ‹اغْتَسِلْ وَاطهُرْ.›»
كَانَتِ السَّاحَةُ مُزَيَّنَةً بَسَتَائِرَ كَتَّانِيَةٍ بَيْضَاءَ وَزَرْقَاءَ مُعَلَّقَةٍ عَلَى أعْمِدَةٍ رُخَامِيَّةٍ بِحِبَالٍ بَيْضَاءَ مِنْ كَتَّانٍ وَأُرْجُوانَ، وَبِحَلَقَاتٍ فِضِّيَةٍ. أمَّا المَقَاعِدُ فَمِنْ ذَهَبٍ وَفِضَّةٍ، وُضِعَتْ عَلَى أرْضِيَّةٍ مَرْصُوفَةٍ بِالمَرْمَرِ وَالرَّخَامِ السُّمَّاقِيِّ وَالقُزَحِيِّ وَالأسْوَدِ.
الغِنَاءُ لِقَلْبٍ حَزِينٍ يُشْبِهُ خَلْعَ المِعطَفِ فِي يَوْمٍ بَارِدٍ، أوْ سَكْبَ الخَلَّ عَلَى الجُرْحِ.
جَلسْتُمَا عَلَى أرِيكَةٍ مُزَيَّنَةٍ وَمُزَخرَفَةٍ، أمَامَ مَائِدَةٍ عَلَيْهَا بَخُورِي وَزُيُوتِي العَطِرَةِ.
فَقَالَ السَّيِّدُ لِلخَادِمِ: ‹اخرُجْ إلَى الطُّرُقَاتِ الرِّيفِيَّةِ وَإلَى أسيِجَةِ الحُقُولِ وَألزِمِ النَّاسَ بِالمَجِيءِ لِكَي يَمْتَلِئَ بَيْتِي.
لَكِنَّهُمَا ألَحَّا عَلَيْهِ بِشِدَّةٍ وَقَالُوا لَهُ: «ابقَ عِنْدَنَا، فَقَدِ اقْتَرَبَ المَسَاءُ، وَأوشَكَتِ الشَّمْسُ عَلى المَغِيبِ،» فَدَخَلَ.
وَبَعْدَ أنْ تَعَمَّدَتْ هِيَ وَأهْلُ بَيْتِهَا رَجَتنَا وَقَالَتْ: «إذَا كُنْتُمْ تَعْتَبِرُونَنِي مُؤمِنَةً حَقًّا بِالرَّبِّ، فتَعَالَوْا وَأقِيمُوا فِي بَيْتِي.» فَأقنَعَتنَا بِالإقَامَةِ فِي بَيْتِهَا.
فَمَحَبَّةُ المَسِيحِ تَدْفَعُنَا، لِأنَّنَا نُؤمِنُ بِهَذَا: إنْ مَاتَ إنْسَانٌ مِنْ أجْلِ جَمِيعِ البَشَرِ، فَالجَمِيعُ إذًا قَدْ مَاتُوا.
وَالْآنَ اسْتَمِعْ لِي. أنْتَ مُحتَاجٌ إلَى أنْ تَأْكُلَ. فَسَأُعِدُّ لَكَ طَعَامًا، فَتَقْوَى عَلَى المِضِيِّ فِي طَرِيقِكَ.»