فَقَالَ نَابَالُ: «مَنْ هُوَ دَاوُدُ هَذَا؟ وَمَنْ يَكُونُ ابْنُ يَسَّى؟ كَثِيرُونَ هُمُ العَبِيدُ الهَارِبُونَ مِنْ سَادَتِهِمْ هَذِهِ الأيَّامَ!
فَأَجَابَ نَابَالُ عَبِيدَ دَاوُدَ وَقَالَ: «مَنْ هُوَ دَاوُدُ؟ وَمَنْ هُوَ ٱبْنُ يَسَّى؟ قَدْ كَثُرَ ٱلْيَوْمَ ٱلْعَبِيدُ ٱلَّذِينَ يَقْحَصُونَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْ أَمَامِ سَيِّدِهِ.
فأجابَ نابالُ عَبيدَ داوُدَ وقالَ: «مَنْ هو داوُدُ؟ ومَنْ هو ابنُ يَسَّى؟ قد كثُرَ اليومَ العَبيدُ الّذينَ يَقحَصونَ كُلُّ واحِدٍ مِنْ أمامِ سيِّدِهِ.
فَأَجَابَهُمْ نَابَالُ: «مَنْ هُوَ دَاوُدُ؟ وَمَنْ هُوَ ابْنُ يَسَّى؟ قَدْ كَثُرَ الْيَوْمَ الْعَبِيدُ الْهَارِبُونَ مِنْ أَسْيَادِهِمْ.
فَقَالَ لَهُمْ نَابَالُ: ”مَنْ هُوَ دَاوُدُ هَذَا؟ وَمَنْ هُوَ ابْنُ يَسَّى؟ كَثُرَ الْيَوْمَ الْعَبِيدُ الَّذِينَ يَهْرُبُونَ مِنْ عِنْدِ أَسْيَادِهِمْ!
فِي ذَلِكَ المَكَانِ، كَانَ رَجُلٌ يُدْعَى شَبَعَ بْنَ بِكْرِي وهوَ مِنْ قَبِيلَةِ بَنْيَامِينَ. كَانَ مُثِيرًا للمَشَاكِلِ لَا يَصْلُحُ لِشَيءٍ. فَنَفَخَ فِي البُوقِ لِيَجْمَعَ الشَّعْبَ ثُمَّ قَالَ: «لَا حِصَّةَ لَنَا فِي دَاوُدَ. لَا حِصَّةَ لَنَا فِي ابْنِ يَسَّى. فيَا بَنِي إسْرَائِيلَ، لِنَعُدْ كلُنَا إلَى خِيَمِنَا.»
وَرَأى كُلُّ بَنِي إسْرَائِيلَ أنَّ المَلِكَ الجَدِيدَ لَمْ يَسْتَمِعْ إلَيْهِمْ. فَقَالُوا لِلمَلِكِ: «مَا لَنَا وَلِعَائِلَةِ دَاوُدَ؟ ألَنَا أيُّ مِيرَاثٍ فِي أرْضِ يَسَّى؟ فَلْنَذْهَبْ، نَحْنُ بَنِي إسْرَائِيلَ، كُلُّ وَاحِدٍ إلَى بَيْتِهِ. وَلْنَدَعِ ابْنَ دَاوُدَ يَحْكُمْ جَمَاعَتَهُ!» فَذَهَبَ بَنُو إسْرَائِيلَ إلَى بُيُوتِهِمْ.
وَلَكِنَّ فِرعَوْنَ قَالَ: «مَنْ هُوَ يهوه هَذَا حَتَّى أُطِيعَهُ وَأُطلِقَ الشَّعْبَ؟ أنَا لَا أعْرِفُ يهوه هَذَا، وَلَنْ أُطلِقَهُمْ.»
الإجَابَةُ الهَادِئَةُ تُبعِدُ الغَضَبَ، أمَّا الكَلِمَةُ القَاسِيَةُ فَتُشعِلُ الغَيظَ.
لَا تَقُلْ: «كَانَتِ الأيَّامُ القَدِيمَةُ أفْضَلَ مِنْ هَذِهِ الأيَّامَ. فَمَاذَا حَدَثَ؟» فَالحِكْمَةُ لَا تَقُودُنَا إلَى طَرْحِ هَذَا السُّؤَالِ.
وَلَنْ يُدْعَى الحَمْقَى فِيمَا بَعْدُ شُرَفَاءَ، وَلَا الأشرَارُ نُبَلَاءَ.
أسَالِيبُ الشِّرِيرِ رَديئَةٌ، وَخُطَطُهُ خَبِيثَةٌ، لِيُحَطِّمَ الفُقَرَاءَ بِالكَذِبِ، حَتَّى لَوْ قَدَّمَ المَسَاكِينُ أدِلَّةً تُثْبِتُ حَقَّهُمْ.
وَقَالَ جَعَلُ بْنُ عَابِدٍ: «مَنْ هُوَ أبِيمَالِكُ، حَتَّى نَخْدِمَهُ نَحْنُ أهْلَ شَكِيمَ؟ ألَيْسَ هُوَ ابْنُ يَرُبَّعلَ، أوَلَيْسَ زَبُولُ هُوَ المَسؤُولُ عِنْدَهُ؟ اخدِمُوا رِجَالَ حَمُورَ، أبِي شَكِيمَ. فَلِمَاذَا نَخدِمُ أبِيمَالِكَ؟
فَغَضِبَ شَاوُلُ غَضَبًا شَدِيدًا مِنْ يُونَاثَانَ. وَقَالَ لَهُ: «يَا ابْنَ المُنحَرِفَةِ المُتَمَرِّدَةِ! أعْرِفُ أنَّكَ اختَرْتَ ابْنَ يَسَّى صَدِيقًا لَكَ. غَيْرَ أنَّ صَدَاقَتَكَ لَهُ سَتَجْلِبُ العَارَ عَلَيْكَ وَعَلَى أُمِّكَ.
وَانضَمَّ كَثِيرُونَ إلَى دَاوُدَ. كَانَ هَؤُلَاءِ الرِّجَالُ مُتَوَرِّطِينَ فِي مَشَاكِلَ مُتَنَوِّعَةٍ. فَمِنهُمْ مَنْ كَانَ هَارِبًا مِنْ دَائِنِيهِ. وَمِنهُمْ مَنْ لَمْ يَكُنْ رَاضِيًا عَنْ حَيَاتِهِ. فَصَارَ دَاوُدُ زَعِيمًا عَلَيْهِمْ. وَكَانَ عَدَدُهُمْ نَحْوَ أرْبَعِ مِئَةِ رَجُلٍ.
فَذَهَبَ رِجَالُ دَاوُدَ إلَى نَابَالَ. وَأوصَلُوا رِسَالَةَ دَاوُدَ إلَيْهِ.