فَأجَابَ أخِيمَالِكُ: «دَاوُدُ أكْثَرُ رِجَالِكَ وَفَاءً لَكَ. وَهُوَ صِهْرُكَ وَرَئِيسُ حَرَسِكَ. وَجَمِيعُ أفرَادِ بَيْتِكَ يَحْتَرِمُونَهُ.
فَأَجَابَ أَخِيمَالِكُ ٱلْمَلِكَ وَقَالَ: «وَمَنْ مِنْ جَمِيعِ عَبِيدِكَ مِثْلُ دَاوُدَ، أَمِينٌ وَصِهْرُ ٱلْمَلِكِ وَصَاحِبُ سِرِّكَ وَمُكَرَّمٌ فِي بَيْتِكَ؟
فأجابَ أخيمالِكُ المَلِكَ وقالَ: «ومَنْ مِنْ جميعِ عَبيدِكَ مِثلُ داوُدَ، أمينٌ وصِهرُ المَلِكِ وصاحِبُ سِرِّكَ ومُكَرَّمٌ في بَيتِكَ؟
فَأَجَابَ أَخِيمَالِكُ: «أَيُّ وَاحِدٍ مِنْ بَيْنِ جَمِيعِ رِجَالِكَ مِثْلُ دَاوُدَ أَمِينٌ وَصِهْرُ الْمَلِكِ وَقَائِدُ حَرَسِهِ وَذُو مَكَانَةٍ رَفِيعَةٍ فِي بَيْتِكَ؟
أَجَابَ أَخِيمَلِكُ الْمَلِكَ وَقَالَ: ”مَنْ مِنْ كُلِّ رِجَالِكَ وَفِيٌّ كَدَاوُدَ؟ إِنَّهُ زَوْجُ بِنْتِكَ، وَقَائِدُ حَرَسِكَ، وَمُكَرَّمٌ فِي دَارِكَ!
فَقَالَ أحَدُ رِجَالِ إسْرَائِيلَ: «أرَأيْتُمْ ضَخَامَتَهُ؟ انْظُرُوا إلَيْهِ! يَخْرُجُ كُلَّ يَوْمٍ لِيَهْزَأ بِإسْرَائِيلَ مَرَّةً بَعْدَ مَرَّةٍ. وَقَدْ أعْلَنَ شَاوُلُ أنَّهُ سيُغْنِي مَّنْ يَقْتُلُ جُليَاتَ وسَيُزَوِّجُهُ ابنَتَه. وَسَيَجْعَلُ شَاوُلُ كُلَّ عَائِلَةِ ذَلِكَ الرَّجُلِ أحرَارًا فِي إسْرَائِيلَ.»
فَأبْعَدَهُ شَاوُلُ عَنْهُ وَجَعَلَهُ قَائِدًا عَلَى ألْفِ جُندِيٍّ. فَصَارَ دَاوُدُ أكْثَرَ شَعْبِيَّةً مِنْ قَبْلُ، بِسَبَبِ دُخُولِهِ المَعَارِكَ وَانِتِصَارِهِ بِهَا.
هُوَ وَرجَالُهُ لِمُقَاتَلَةِ الفِلِسْطِيِّينَ. وَقَتَلُوا مِنْهُمْ مِئَتَي رَجُلٍ. فَأخَذَ دَاوُدُ غُلَفَهُمْ وَأعْطَاهَا لِشَاوُلَ. فَكَانَ هَذَا المَهرَ الَّذِي قَدَّمَهُ دَاوُدُ لِمُصَاهَرَةِ المَلِكِ. فَاضْطُرَّ شَاوُلُ إلَى تَزْوِيج دَاوُدَ مِنِ ابْنَتِهِ مِيكَالَ.
فَسَألَ يُونَاثَانُ أبَاهُ: «لِمَاذَا تُرِيدُ أنْ تَقْتُلَ دَاوُدَ؟ مَا هُوَ جُرمُهُ؟»
فَأجَابَ دَاوُدُ أخِيمَالِكَ: «وَجَّهَ لِي المَلِكُ أمْرًا خَاصًّا. وَقَالَ لِي: ‹لَا تُخبِرْ أحَدًا بِالمَهَمَّةِ الَّتِي أنَا مُرسِلُكَ فِيهَا، وَلَا بِمَا طَلَبْتُ إلَيْكَ أنْ تَفْعَلَهُ.› وَقَدْ أخبَرْتُ رِجَالِي أيْنَ يُمكِنُهُمْ أنْ يُلَاقُونِي.
فَقَالَ شَاوُلُ لِأخِيمَالِكَ: «لِمَاذَا تَآمَرْتَ عَلَيَّ أنْتَ وَابْنُ يَسَّى؟ فَقَدْ أعْطَيْتَهُ طَعَامًا وَسَيْفًا. وَصَلَّيتَ للهِ مِنْ أجْلِ أنْ يَنْتَصرَ عَلَيَّ. وَهَا هُوَ الآنَ يَكْمُنُ لِي فِي مَكَانٍ مُنتَظِرًا فُرْصَةَ الِانْقِضَاضِ عَلَيَّ.»
انْظُرْ إلَى قِطعَةِ القُمَاشِ الَّتِي فِي يَدِي. هَذِهِ قَطَعْتُهَا مِنْ طَرَفِ ثَوبِكَ. فَكَانَ بِمَقدُورِي أنْ أقتُلَكَ، لَكِنِّي لَمْ أفعَلْ. فَلَيتَكَ تُدرِكُ أنِّي لَا أنوِي لَكَ شَرًّا. وَأنَا لَمْ أُسِئْ إلَيْكَ، بَلْ أنْتَ الَّذِي تُطَارِدُنِي وَتَسْعَى إلَى قَتلِي.
وَاغفِرْ لِي ذَنبِي. وَأنَا أعْرِفُ أنَّ اللهَ سَيُرَسِّخُ عَائِلَتَكَ لِأنَّكَ تُحَارِبُ حُرُوبَهُ. وَلَنْ يَجِدَ النَّاسُ مَا يَلُومُونَكَ عَلَيْهِ مَا دُمتَ حَيًّا.
وَتَذَكَّرْ أنَّ اللهَ يُكَافِئُ كُلَّ وَاحِدٍ عَلَى مَا يَفْعَلُهُ، يُكَافِئُهُ بِالخَيْرِ عَلَى الخَيْرِ، وَيُجَازِيهِ بِالعِقَابِ عَلَى الشَّرِّ. لَقَدْ أوقَعَكَ اللهُ بَيْنَ يَدَيَّ هَذَا اليَوْمَ، لَكِنِّي لَمْ أشَأ أنْ أُؤذِيَ المَلِكَ الَّذِي مَسَحَهُ اللهُ.