وَأمَّا بَعْضُ الأشْرَارِ فَقَالُوا: «كَيْفَ يُمْكِنُ لِهَذَا الرَّجُلِ أنْ يُخَلِّصَنَا؟» فَاحْتَقَرُوهُ وَقَالُوا كَلَامًا مُهِينًا عَنْهُ. وَرَفَضُوا أنْ يَجْلِبُوا لَهُ هَدَايَا المُبَايَعَةِ. أمَّا شَاوُلُ، فَتَجَاهَلَ كُلَّ مَا سَمِعَهُ.
وَأَمَّا بَنُو بَلِيَّعَالَ فَقَالُوا: «كَيْفَ يُخَلِّصُنَا هَذَا؟». فَٱحْتَقَرُوهُ وَلَمْ يُقَدِّمُوا لَهُ هَدِيَّةً. فَكَانَ كَأَصَمَّ.
وأمّا بَنو بَليَّعالَ فقالوا: «كيفَ يُخَلِّصُنا هذا؟». فاحتَقَروهُ ولَمْ يُقَدِّموا لهُ هَديَّةً. فكانَ كأصَمَّ.
غَيْرَ أَنَّ فِئَةً مِنَ الغَوْغَاءِ قَالُوا: «كَيْفَ يُنْقِذُنَا هَذَا؟» فَاحْتَقَرُوهُ وَلَمْ يُقَدِّمُوا لَهُ هَدَايَا. أَمَّا شَاوُلُ فَاعْتَصَمَ بِالصَّمْتِ.
لَكِنَّ بَعْضَ الْمُشَاغِبِينَ قَالُوا: ”كَيْفَ يُنْقِذُنَا هَذَا؟“ وَاحْتَقَرُوهُ وَلَمْ يُقَدِّمُوا لَهُ هَدَايَا. وَلَكِنَّهُ سَكَتَ.
فِي ذَلِكَ المَكَانِ، كَانَ رَجُلٌ يُدْعَى شَبَعَ بْنَ بِكْرِي وهوَ مِنْ قَبِيلَةِ بَنْيَامِينَ. كَانَ مُثِيرًا للمَشَاكِلِ لَا يَصْلُحُ لِشَيءٍ. فَنَفَخَ فِي البُوقِ لِيَجْمَعَ الشَّعْبَ ثُمَّ قَالَ: «لَا حِصَّةَ لَنَا فِي دَاوُدَ. لَا حِصَّةَ لَنَا فِي ابْنِ يَسَّى. فيَا بَنِي إسْرَائِيلَ، لِنَعُدْ كلُنَا إلَى خِيَمِنَا.»
كَمَا هَزَمَ دَاوُدُ المُوآبِيِّينَ. فِي ذَلِكَ اليَوْمِ، أجْبَرَهُمْ عَلَى الِاسْتِلقَاءِ عَلَى الأرْضِ، ثُمَّ اسْتَخْدَمَ حَبلًا لِيُوَزِّعَهُمْ ضِمْنَ صُفُوفٍ. فَقَتَلَ صَفِّيْنِ مِنْ صُفُوفِ الرِّجَالِ، وَأبْقَىْ عَلَى حيَاةِ مَنْ كَانُوا فِي الصَّفِّ الثَّالِثِ. وَهَكَذَا، أصْبَحَ المُوآبِيُّونَ خَدَمَ دَاوُدَ يَدْفَعُونَ لَهُ الجِزْيَةَ.
فَكَانَ يَتَوَافَدُ عَلَيْهِ النَّاسُ كُلَّ سَنَةٍ حَامِلِينَ هَدَايَا مِنْ فِضَّةٍ وَمِنْ ذَهَبٍ وَأسلِحَةً وَتَوَابِلَ وَخُيُولًا وَبِغَالًا.
وَحَكَمَ سُلَيْمَانُ كُلَّ المَمَالِكِ مِنْ نَهْرِ الفُرَاتِ إلَى أرْضِ الفِلِسْطِيِّينَ. وَامتَدَّتْ مَملَكَتُهُ إلَى حُدُودِ مِصْرٍ. وَكَانَتْ تِلْكَ المَمَالِكُ تُرسِلُ الجِزيَةَ إلَى سُلَيْمَانَ وَتَخْضَعُ لَهُ طَوَالَ أيَّامِ حُكمِهِ.
وَكَانَتْ قَدْ رَبَطَتْ حِيرَامَ مَلِكَ صُورٍ عَلَاقَةٌ قَوِيَّةٌ بِدَاوُدَ. فَلَمَّا سَمِعَ حِيرَامُ أنَّ سُلَيْمَانَ خَلَفَ أبَاهُ فِي الحُكْمِ، أرْسَلَ خُدَّامَهُ إلَيْهِ.
وَقَدْ صَادَقَ جَمَاعَةً مِنَ الرِّجَالِ البَطَّالِينَ الأشْرَارِ. فَانقَلَبَ يَرُبْعَامُ وَهَؤُلَاءِ الرِّجَالُ عَلَى رَحُبْعَامَ بْنِ سُلَيْمَانَ. وَكَانَ رَحُبْعَامُ شَابًّا قَلِيلَ الخِبرَةِ، فَلَمْ يَقدرْ أنْ يَتَصَدَّى ليَرُبْعَامَ وَرِفَاقِهِ الأشْرَارِ.
فَقَوَّى اللهُ حُكْمَهُ وَثَبَّتَهُ عَلَى يَهُوذَا. وَأحَبَّهُ شَعْبُ يَهُوذَا وَقَدَّمُوا لَهُ هَدَايَا. فَكَانَ لَدَى يَهُوشَافَاطَ ثَروَةٌ وَكَرَامَةٌ كَبِيرَتَانِ.
وَأنَا كَرَجُلٍ أصَمَّ لَا أسْمَعُ. وَكَرَجُلٍ أخرَسَ لَا أتَكَلَّمُ.
لِيَأْتِهِ مُلُوكُ تَرْشِيشَ وَالسَّوَاحِلِ بِهَدَايَا، وَلِيُقَدِّمْ لَهُ مُلُوكُ شَبَا وَسَبأ ضَرِيبَةً.
لَا تُصغِ إلَى كُلِّ مَا يَقُولُهُ النَّاسُ، وَإلَّا فَإنَّكَ سَتَسْمَعُ حَتَّى خَادِمَكَ وَهُوَ يَقُولُ عَنْكَ مَا لَا يُعجِبُكَ.
لَكِنَّ الشَّعْبَ لَزِمَ الصَّمْتَ. فَلَمْ يَرُدُّوا بِكَلِمَةٍ وَاحِدَةٍ عَلَى رَئِيسِ السُّقَاةِ حَسَبَ أمْرِ المَلِكِ حَزَقِيَّا. فَقَدْ أمَرَهُمْ: «لَا تَرُدُّوا عَلَيْهِ.»
فَدَخَلُوا المَنزِلَ وَرَأوْا الطِّفْلَ مَعَ مَرْيَمَ أُمِّهِ، فَرَكَعُوا عَلَى الأرْضِ سَاجِدِينَ لَهُ. ثُمَّ فَتَحُوا صَنَادِيقَ كُنُوزِهِمْ، وَقَدَّمُوا لَهُ هَدَايَا: ذَهَبًا وَبَخُورًا وَمُرًّا.
«هَذَا هُوَ مُوسَى الَّذِي سَبَقَ أنْ رَفَضُوهُ وَقَالُوا: ‹مَنْ نَصَّبَكَ حَاكِمًا وَقَاضِيًا عَلَيْنَا؟› هُوَ الَّذِي أرسَلَهُ اللهُ، مِنْ خِلَالِ المَلَاكِ الَّذِي ظَهَرَ لَهُ فِي الشُّجَيرَةِ، لِيَكُونَ قَائِدًا وَمُخَلِّصًا.
أنَّ رِجَالًا أشرَارًا خَرَجُوا مِنْ وَسَطِكُمْ، وَقَادُوا سُكَّانَ مَدِينَتِهِمْ إلَى الضَّلَالِ، وَقَالُوا: ‹لِنَذهَبْ وَنَعبُدْ آلِهَةً أُخْرَى،› وَهِيَ آلِهَةٌ لَمْ تَعْرِفُوهَا قَبلًا.
ثُمَّ قَالَ الشَّعْبُ لِصَمُوئِيلَ: «أيْنَ أُولَئِكَ الَّذِينَ قَالُوا إنَّهُمْ لَا يُرِيدُونَ أنْ يَكُونَ شَاوُلُ مَلِكًا عَلَيْهِمْ، أحْضِرْهُمْ هُنَا لِكَي نَقتُلَهُمْ.»
لَكِنَّ شَاوُلَ قَالَ: «لَا، لَنْ يُقْتَلَ أحَدٌ اليَوْمَ! فَقَدْ خَلَّصَ اللهُ إسْرَائِيلَ هَذَا اليَوْمَ.»
فَأعَدَّ يَسَّى هَدِيَّةً لِشَاُولَ، أعَدَّ حِمَارًا وَخُبْزًا وَقِنِّينَةَ نَبِيذٍ وَجَديًا، وَأرسَلَهَا مَعَ دَاوُدَ إلَى شَاوُلَ.
كَانَ وَلَدَا عَالِي شِرِّيرَينِ لَا يَعْرِفَانِ اللهَ،
وَقَدْ أخطَأ سَيِّدِي فِي مَا قَالَهُ. وَإنِّي أتَوَقَّعُ أنْ يَأْتِيَ شَرٌّ عَلَى سَيِّدِي وَعَلَى كُلِّ عَائِلَتِهِ بِسَبَبِ تَصَرُّفِهِ الشِّرِّيرِ وَغَيرِ الحَكِيمِ. فَفَكِّرِي أنْتِ بِمَا يُمْكِنُ عَمَلُهُ لِمُعَالَجَةِ الوَضعِ.»