وَعِنْدَمَا وَجَدَتْهُ زَوْجَتُهُ إيزَابَلُ عَلَى هَذَا النَّحوِ، سَألَتْهُ: «لِمَاذَا أنْتَ مُكتَئِبٌ؟ وَلِمَاذَا تَرْفُضُ أنْ تَأْكُلَ؟»
فَدَخَلَتْ إِلَيْهِ إِيزَابَلُ ٱمْرَأَتُهُ وَقَالَتْ لَهُ: «لِمَاذَا رُوحُكَ مُكْتَئِبَةٌ وَلَا تَأْكُلُ خُبْزًا؟»
فدَخَلَتْ إليهِ إيزابَلُ امرأتُهُ وقالَتْ لهُ: «لماذا روحُكَ مُكتَئبَةٌ ولا تأكُلُ خُبزًا؟»
فَأَقْبَلَتْ إِلَيْهِ زَوْجَتُهُ إِيزَابِلُ قَائِلَةً: «مَالِي أَرَاكَ مُنْقَبِضاً عَازِفاً عَنِ الطَّعَامِ؟»
فَذَهَبَتْ إِلَيْهِ إِيزَابِلُ زَوْجَتُهُ وَسَأَلَتْهُ: ”لِمَاذَا أَنْتَ كَئِيبٌ وَتَرْفُضُ أَنْ تَأْكُلَ؟“
فسألته زوجته إيزابال: "ما بالك كئيـبا حزينا حتّى أنّك امتنعت عن الأكل؟"
وَرَأتِ المَرْأةُ أنَّ الشَّجَرَةَ شَهِيَّةٌ لِلأكلِ وَجَذَّابَةٌ لِلعَيْنِ، وَمَرغُوبٌ فِيهَا بِسَبَبِ مَا تُعْطِيهِ مِنَ الحِكْمَةِ لِلآكِلِ مِنْهَا. فَأخَذَتْ مِنْ ثَمَرِهَا، وَأكَلَتْ. ثُمَّ أعطَتْ لِزَوْجِهَا الَّذِي كَانَ مَعَهَا، فَأكَلَ هُوَ أيْضًا.
فَقَالَ لِأمْنونَ: «مَا بِكَ تَبْدُو مَهْمُومًا فِي كلِّ صَبَاحٍ، وَأنْتَ ابْنُ المَلِكِ!» فَقَالَ أمْنُونُ لِيُونَادَابَ: «أُحِبُّ ثَامَارَ، أُخْتَ شَقِيقِي أبْشَالومَ.»
فَلَمْ يَكْتَفِ بَارتِكَابِ خَطَايَا يَرُبْعَامَ بْنِ نَابَاطَ وَكأنَّهَا قَلِيلَةٌ! بَلْ تَزَوَّجَ أيْضًا إيزَابَلَ بِنْتَ أثْبَعَلَ مَلِكِ الصَّيدُونِيِّينَ. وَصَارَ يَعْبُدُ البَعلَ كَزَوْجَتِهِ.
فَحِينَ بَدَأتْ إيزَابَلُ بِقَتلِ أنْبِيَاءِ اللهِ، خَبَّأ مِئَةَ نَبِيٍّ مِنْهُمْ فِي مَغَارَتَيْنِ. فَوَضَعَ فِي كُلِّ مَغَارَةٍ خَمْسِينَ رَجُلًا. وَكَانَ يَأْتِي إلَيْهِمْ بِالطَّعَامِ وَالمَاءِ.
فَأرسَلَتْ إيزَابَلُ رَسُولًا إلَى إيلِيَّا يَقُولُ: «لَيْتَ الآلِهَةَ تَفْعَلُ بِي كُلَّ سُوءٍ إنْ لَمْ أقتُلْكَ قَبْلَ ظُهرِ غَدٍ كَمَا قَتَلْتَ أنْبِيَاءَ البَعْلِ.»
وَلَمْ يَكُنْ هُنَاكَ مَثِيلٌ لِأخآبَ الَّذِي بَاعَ نَفْسَهُ لِعَمَلِ الشَّرِّ أمَامَ اللهِ. إذْ أخطَأ أكْثَرَ مِنَ الجَمِيعِ. وَقَدْ أغوَتْهُ زَوْجَتُهُ إيزَابَلُ عَلَى ارتِكَابِ الشُّرُورِ.
فَذَهَبَ أخآبُ إلَى بَيْتِهِ مُكتَئِبًا مَغْمُومًا بِسَبَبِ مَا قَالَهُ نَابُوتُ اليَزْرَعِيلِيُّ – إذْ قَالَ لَهُ: «لَنْ أُفَكِّرَ لَحظَةً فِي التَّخَلِّي لَكَ عَنِ الأرْضِ الَّتِي وَرِثْتُهَا عَنْ آبَائِي.» وَاضطَجَعَ عَلَى سَرِيرِهِ وكَان مكتئِبًا متجهِّمًا وَرَفَضَ أنْ يَأْكُلَ.
فَأجَابَهَا أخآبُ: «طَلَبْتُ مِنْ نَابُوتَ اليَزْرَعِيلِيِّ أنْ يُعطِيَنِي كَرْمَهُ. وَقُلْتُ لَهُ إنِّي مُسْتَعِدٌّ أنْ أدفَعَ لَهُ ثَمَنَ الكَرْمِ كَامِلًا. وَإنْ لَمْ يُرِدْ ذَلِكَ، عَرَضْتُ عليهِ أنْ أُعْطِيَهُ كَرْمًا آخَرَ بَدَلًا مِنْهُ. لَكِنَّهُ رَفَضَ أنْ يُعطِيَنِي كَرْمَهُ.»
وَكَانَتْ هَذِهِ أوَّلَ مَرَّةٍ أبدُو حَزِينًا فِي حَضَرَتِهِ. فَسَألَنِي المَلِكُ: «لِمَاذَا أنْتَ حَزِينٌ؟ ألَعَلَّكَ مَرِيضٌ؟ لَا، بَلْ إنَّ قَلْبَكَ هُوَ الحَزِينُ.» فَخِفتُ كَثِيرًا،
فَاسْتَدْعَتْ أسْتِيرُ هَتَاخَ، وَهُوَ أحَدُ خُدَّامِ المَلِكِ عُيِّنَ خَادِمًا لِأسْتِيرَ، وَأمَرَتْهُ أنْ يَعْرِفَ مِنْ مُرْدَخَايَ مَا الَّذِي جَعَلَهُ يَفْعَلُ هَذَا.