مَا هُوَ الْإِنْسَانُ لِيَكُونَ طَاهِرًا، وَمَا هُوَ مَوْلُودُ الْمَرْأَةِ لِيَكُونَ صَالِحًا؟
تيتوس 3:5 - الكتاب الشريف أَنْقَذَنَا، لَا بِسَبَبِ أَعْمَالٍ صَالِحَةٍ عَمِلْنَاهَا، بَلْ لِأَنَّهُ رَحِيمٌ. فَأَنْقَذَنَا بِأَنْ غَسَلَنَا بِالْمِيلَادِ الثَّانِي، وَجَدَّدَنَا بِالرُّوحِ الْقُدُّوسِ. المزيد من الإصداراتالكتاب المقدس لَا بِأَعْمَالٍ فِي بِرٍّ عَمِلْنَاهَا نَحْنُ، بَلْ بِمُقْتَضَى رَحْمَتِهِ- خَلَّصَنَا بِغُسْلِ ٱلْمِيلَادِ ٱلثَّانِي وَتَجْدِيدِ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ، الكتاب المقدس (تخفيف تشكيل) لا بأعمالٍ في برٍّ عَمِلناها نَحنُ، بل بمُقتَضَى رَحمَتِهِ- خَلَّصَنا بغُسلِ الميلادِ الثّاني وتَجديدِ الرّوحِ القُدُسِ، كتاب الحياة خَلَّصَنَا، لَا عَلَى أَسَاسِ أَعْمَالِ بِرٍّ قُمْنَا بِها نَحْنُ، وَإِنَّمَا بِمُوجِبِ رَحْمَتِهِ، وَذَلِكَ بِأَنْ غَسَلَنَا كُلِّيًّا غُسْلَ الْخَلِيقَةِ الْجَدِيدَةِ وَالتَّجْدِيدِ الَّذِي يُجْرِيهِ الرُّوحُ الْقُدُسُ، المعنى الصحيح لإنجيل المسيح نَجّانا، لا بِفَضلِ عَمَلٍ عَمِلناهُ لِمَرضاتِهِ، بَل بِفَضلِ رَحمتِهِ. فطَهَّرَنا مِن إثمِنا العَظيمِ، وجَدَّدَ بِرُوحِهِ تَقَدَّسَ وتَعالى كِيانَنا القَديمَ. الترجمة العربية المشتركة خَلّصَنا، لا لأيّ عمَلٍ صالِـحٍ عَمِلناهُ، بَلْ لأنّهُ شاءَ بِرَحمتِهِ أنْ يُخَلّصَنا بِغَسلِ الميلادِ الثاني لِحياةٍ جَديدةٍ بالرّوحِ القُدُسِ |
مَا هُوَ الْإِنْسَانُ لِيَكُونَ طَاهِرًا، وَمَا هُوَ مَوْلُودُ الْمَرْأَةِ لِيَكُونَ صَالِحًا؟
فَكَيْفَ يَصِيرُ الْإِنْسَانُ صَالِحًا عِنْدَ اللهِ؟ وَكَيْفَ يَصِيرُ مَوْلُودُ الْمَرْأَةِ طَاهِرًا؟
يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ ضَعُوا رَجَاءَكُمْ فِي اللهِ، لِأَنَّ عِنْدَهُ الرَّحْمَةَ وَالْفِدَاءَ الْوَفِيرَ.
أَمَّا أَنْتَ يَا رَبُّ فَأَنْتَ اللهُ الرَّحْمَانُ الرَّحِيمُ، أَنْتَ حَلِيمٌ وَمُحِبٌّ وَوَفِيٌّ جِدًّا.
وَأَرُشُّ عَلَيْكُمْ مَاءً نَقِيًّا فَتَطْهُرُونَ مِنْ كُلِّ نَجَاسَتِكُمْ وَمِنْ كُلِّ أَصْنَامِكُمْ. أَنَا أُطَهِّرُكُمْ.
لَا إِلَهَ مِثْلَكَ يَا رَبُّ. أَنْتَ تَصْفَحُ عَنِ الذَّنْبِ وَتَغْفِرُ الْمَعْصِيَةَ لِلَّذِينَ بَقَوْا مِنْ شَعْبِكَ. وَلَا تَحْتَفِظُ بِالْغَضَبِ إِلَى الْأَبَدِ، بَلْ يَسُرُّكَ أَنْ تَرْحَمَ.
أَنَا أُغَطِّسُكُمْ فِي الْمَاءِ كَعَلَامَةٍ عَلَى أَنَّكُمْ تُبْتُمْ، وَلَكِنَّ الَّذِي يَجِيءُ بَعْدِي هُوَ أَعْظَمُ مِنِّي، وَأَنَا لَا أَسْتَحِقُّ أَنْ أَحْمِلَ حِذَاءَهُ، هُوَ يُغَطِّسُكُمْ فِي الرُّوحِ الْقُدُّوسِ وَالنَّارِ.
وَأُحَاوِلُ أَنْ أُثِيرَ غِيرَةَ إِخْوَانِيَ الْيَهُودِ لِكَيْ أُنْقِذَ الْبَعْضَ مِنْهُمْ.
هَذَا الْاِخْتِيَارُ هُوَ نِعْمَةٌ مِنْهُ، وَلَيْسَ لِأَنَّ أَعْمَالَهُمْ صَالِحَةٌ، وَإِلَّا فَالنِّعْمَةُ لَا تَكُونُ نِعْمَةً أَبَدًا.
لَا تَعِيشُوا حَسَبَ عَادَاتِ هَذِهِ الدُّنْيَا، بَلْ غَيِّرُوا أَنْفُسَكُمْ بِأَنْ تُجَدِّدُوا عُقُولَكُمْ لِكَيْ تَعْرِفُوا إِرَادَةَ اللهِ، فَهِيَ صَالِحَةٌ وَمَقْبُولَةٌ وَكَامِلَةٌ.
لِأَنَّ فَرَائِضَ الشَّرِيعَةِ لَا تَجْعَلُ أَيَّ وَاحِدٍ مِنْ بَنِي آدَمَ صَالِحًا عِنْدَ اللهِ، بَلْ تُعَرِّفُنَا مَا هِيَ الْخَطِيئَةُ.
فَإِنَّ النَّتِيجَةَ الَّتِي تَوَصَّلْنَا إِلَيْهَا هِيَ أَنَّ اللهَ يَعْتَبِرُ الشَّخْصَ صَالِحًا لِإِيمَانِهِ لَا لِأَنَّهُ يَعْمَلُ بِفَرَائِضِ الشَّرِيعَةِ.
أَمَّا الشَّخْصُ الَّذِي لَا يَتَّكِلُ عَلَى أَعْمَالِهِ، بَلْ يُؤْمِنُ بِاللّٰهِ الَّذِي يُبْرِئُ الْمُذْنِبَ، فَهَذَا الْإِيمَانُ هُوَ الَّذِي يَعْتَبِرُهُ اللهُ صَلَاحًا.
لَكِنْ قَبْلَ أَنْ يُولَدَ التَّوْأَمَانِ، وَقَبْلَ أَنْ يَعْمَلَا خَيْرًا أَوْ شَرًّا، وَلِكَيْ تُنَفَّذَ خِطَّةُ اللهِ فِي الْاِخْتِيَارِ،
إِذَنْ هَذَا يَعْتَمِدُ عَلَى رَحْمَةِ اللهِ، لَا عَلَى رَغْبَةِ الْإِنْسَانِ أَوْ مَجْهُودِهِ.
فَمَا مَعْنَى هَذَا؟ مَعْنَاهُ أَنَّ غَيْرَ الْيَهُودِ الَّذِينَ لَمْ يُحَاوِلُوا أَنْ يُعْتَبَرُوا صَالِحِينَ عِنْدَ اللهِ، اِعْتَبَرَهُمُ اللهُ صَالِحِينَ. هَذَا هُوَ الصَّلَاحُ الَّذِي بِالْإِيمَانِ.
وَلَقَدْ كَانَ بَعْضٌ مِنْكُمْ عَلَى هَذِهِ الْحَالِ، لَكِنَّ اللهَ طَهَّرَكُمْ، وَجَعَلَكُمْ شَعْبَهُ الْخَاصَّ، وَاعْتَبَرَكُمْ صَالِحِينَ بِقُوَّةِ اسْمِ سَيِّدِنَا عِيسَى الْمَسِيحِ وَبِرُوحِ إِلَهِنَا.
وَمَعَ ذَلِكَ، نَعْلَمُ أَنَّ اللهَ يَعْتَبِرُ الْإِنْسَانَ صَالِحًا لَا بِالْعَمَلِ بِفَرَائِضِ الشَّرِيعَةِ، بَلْ بِالْإِيمَانِ بِعِيسَى الْمَسِيحِ. لِذَلِكَ نَحْنُ أَيْضًا آمَنَّا بِالْمَسِيحِ عِيسَى لِكَيْ نُعْتَبَرَ صَالِحِينَ عِنْدَ اللهِ بِالْإِيمَانِ بِالْمَسِيحِ لَا بِالْعَمَلِ بِفَرَائِضِ الشَّرِيعَةِ. لِأَنَّهُ بِعَمَلِ فَرَائِضِ الشَّرِيعَةِ لَا يُمْكِنُ لِأَحَدٍ أَنْ يُعْتَبَرَ صَالِحًا عِنْدَ اللهِ.
فَلَيْسَ بِسَبَبِ صَلَاحِكُمْ وَلَا نَزَاهَتِكُمْ، تَدْخُلُونَ لِتَمْلِكُوا أَرْضَهُمْ. بَلْ بِسَبَبِ شَرِّ تِلْكَ الْأُمَمِ، يَطْرُدُهُمُ الْمَوْلَى إِلَهُكُمْ مِنْ أَمَامِكُمْ، وَفَاءً بِكَلَامِهِ الَّذِي أَقْسَمَ بِهِ لِآبَائِكُمْ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ.
وَلَبِسْتُمُ الطَّبِيعَةَ الْجَدِيدَةَ الَّتِي خَلَقَهَا اللهُ، وَالَّتِي تَنْمُو فِي مَعْرِفَتِهِ لِتَكُونُوا مِثْلَهُ.
إِنَّ اللهَ أَنْقَذَنَا وَدَعَانَا إِلَى حَيَاةٍ مُقَدَّسَةٍ، لَا بِفَضْلِ أَعْمَالِنَا بَلْ لِأَنَّ هَذِهِ هِيَ مَشِيئَتُهُ وَنِعْمَتُهُ عَلَيْنَا. وَهُوَ مَنَحَنَا هَذِهِ النِّعْمَةَ بِوَاسِطَةِ الْمَسِيحِ عِيسَى مِنْ قَبْلِ بَدْءِ الزَّمَنِ.
فَيَجِبُ أَنْ نَتَقَرَّبَ إِلَى اللهِ بِقَلْبٍ مُخْلِصٍ وَإِيمَانٍ وَاثِقٍ، وَقَدْ تَطَهَّرَتْ قُلُوبُنَا بِالدَّمِ، وَتَحَرَّرَتْ ضَمَائِرُنَا مِنَ الذَّنْبِ، وَغُسِلَتْ أَجْسَامُنَا بِمَاءٍ نَقِيٍّ.
فَيَجِبُ أَنْ نَتَقَرَّبَ بِثِقَةٍ إِلَى عَرْشِ اللهِ حَيْثُ النِّعْمَةُ، لِكَيْ نَنَالَ رَحْمَةً وَنَجِدَ نِعْمَةً تُعِينُنَا فِي وَقْتِ الْحَاجَةِ.
ثُمَّ تَرَاجَعُوا عَنِ الْإِيمَانِ، لَا يُمْكِنُ رَدُّهُمْ إِلَى التَّوْبَةِ مَرَّةً أُخْرَى، فَهُمْ يَصْلِبُونَ ابْنَ اللهِ مَرَّةً ثَانِيَةً، وَيَهْزَأُونَ بِهِ عَلَنًا.
تَبَارَكَ وَتَعَالَى اللهُ أَبُو سَيِّدِنَا عِيسَى الْمَسِيحِ، الَّذِي فِي رَحْمَتِهِ الْعَظِيمَةِ، وَبِوَاسِطَةِ قِيَامَةِ عِيسَى الْمَسِيحِ مِنَ الْمَوْتِ، جَعَلَنَا نُولَدُ مِنْ جَدِيدٍ، فَصَارَ لَنَا رَجَاءٌ أَكِيدٌ،
لِأَنَّكُمْ فِي الْمَاضِي لَمْ تَكُونُوا شَعْبَ اللهِ، أَمَّا الْآنَ فَأَنْتُمْ شَعْبُهُ. فِي الْمَاضِي كُنْتُمْ غَيْرَ مَرْحُومِينَ، أَمَّا الْآنَ فَقَدْ رَحِمَكُمُ اللهُ.
وَهَذَا رَمْزٌ إِلَى الْغِطَاسِ الَّذِي يُنَجِّيكُمُ الْآنَ بِوَاسِطَةِ قِيَامَةِ عِيسَى الْمَسِيحِ، لَا بِغَسْلِ الْجِسْمِ مِنَ الْقَذَارَةِ، بَلْ بِالتَّعَهُّدِ الَّذِي نُقَدِّمُهُ لِلّٰهِ بِضَمِيرٍ نَقِيٍّ.