رومية 2:4 - الكتاب الشريف أَمْ أَنَّكَ تَسْتَهِينُ بِلُطْفِهِ الْعَظِيمِ وَصَبْرِهِ وَاحْتِمَالِهِ؟ أَلَا تَعْلَمُ أَنَّ الْقَصْدَ مِنْ لُطْفِ اللهِ هُوَ أَنْ يَقُودَكَ إِلَى التَّوْبَةِ؟ المزيد من الإصداراتالكتاب المقدس أَمْ تَسْتَهِينُ بِغِنَى لُطْفِهِ وَإِمْهَالِهِ وَطُولِ أَنَاتِهِ، غَيْرَ عَالِمٍ أَنَّ لُطْفَ ٱللهِ إِنَّمَا يَقْتَادُكَ إِلَى ٱلتَّوْبَةِ؟ الكتاب المقدس (تخفيف تشكيل) أم تستَهينُ بغِنَى لُطفِهِ وإمهالِهِ وطول أناتِهِ، غَيرَ عالِمٍ أنَّ لُطفَ اللهِ إنَّما يَقتادُكَ إلَى التَّوْبَةِ؟ كتاب الحياة أَمْ أَنَّكَ تَحْتَقِرُ غِنَى لُطْفِهِ وَصَبْرَهُ وَطُولَ أَنَاتِهِ وَأَنْتَ لَا تَعْرِفُ أَنَّ لُطْفَ اللهِ يَدْفَعُكَ إِلَى التَّوْبَةِ؟ المعنى الصحيح لإنجيل المسيح أم هل تَستَهينونَ بمَن يَصبِرُ عليكُم كَثيرًا ويُعامِلُكُم بلُطفِهِ وصَبرِهِ تَعالى؟ ألا فاعلَموا أنّهُ كانَ لَطيفًا حَليمًا بكُم مِن أجلِ أن يَدفعَكُم إلى التَّوبةِ! |
مَا أَعْظَمَ أَعْمَالَكَ يَا رَبُّ! صَنَعْتَهَا كُلَّهَا بِحِكْمَةٍ. الْأَرْضُ مَلْآنَةٌ مِنْ غِنَاكَ.
مَا أَعْظَمَ إِحْسَانَكَ الَّذِي ذَخَرْتَهُ لِمَنْ يَتَّقُونَكَ، وَأَنْعَمْتَ بِهِ عَلَى مَنْ يَلْجَأُونَ إِلَيْكَ، وَذَلِكَ عَلَى مَرْأَى كُلِّ الْبَشَرِ.
لَكِنَّهُ رَحِيمٌ، فَغَفَرَ آثَامَهُمْ وَلَمْ يُهْلِكْهُمْ. وَكَثِيرًا مَا هَدَّأَ غَضَبَهُ عَلَيْهِمْ، وَلَمْ يُشْعِلْ كُلَّ غَيْظِهِ.
أَمَّا أَنْتَ يَا رَبُّ فَأَنْتَ اللهُ الرَّحْمَانُ الرَّحِيمُ، أَنْتَ حَلِيمٌ وَمُحِبٌّ وَوَفِيٌّ جِدًّا.
وَعَبَرَ أَمَامَ مُوسَى وَنَادَى: ”أَنَا الْمَوْلَى. الْمَوْلَى هُوَ اللهُ الرَّحْمَانُ الرَّحِيمُ الْحَلِيمُ، هُوَ مُحِبٌّ وَوَفِيٌّ جِدًّا.
إِنْ كَانَ الْأَشْرَارُ لَا يُعَاقَبُونَ فِي الْحَالِ، فَهَذَا يُشَجِّعُ الْآخَرِينَ عَلَى ارْتِكَابِ الشَّرِّ.
وَمَعَ ذَلِكَ يَشْتَاقُ اللهُ أَنْ يَشْفِقَ عَلَيْكُمْ، يَقُومُ لِيَرْحَمَكُمْ، لِأَنَّ اللهَ هُوَ رَبُّ الْعَدْلِ. هَنِيئًا لِكُلِّ مَنْ يَنْتَظِرُونَهُ.
ثُمَّ تَأْتُونَ وَتَقِفُونَ أَمَامِي فِي هَذَا الْبَيْتِ الَّذِي اخْتَرْتُهُ لِعِبَادَتِي، وَتَقُولُونَ: ”نَحْنُ فِي أَمَانٍ“ مَعَ أَنَّكُمْ تَعْمَلُونَ كُلَّ هَذِهِ الْأُمُورِ الْقَبِيحَةِ.
وَأُعْطِيهِمْ قَلْبًا وَاحِدًا، وَأَضَعُ فِيهِمْ رُوحًا جَدِيدًا. وَأَنْزِعُ مِنْهُمْ قَلْبَ الْحَجَرِ، وَأُعْطِيهِمْ قَلْبًا مِنْ لَحْمٍ.
وَحِينَ أَغْفِرُ لَكِ كُلَّ مَا فَعَلْتِ، تَذْكُرِينَ وَتَخْجَلِينَ وَلَا تَفْتَحِينَ فَمَكِ أَبَدًا مِنَ الْخَجَلِ. هَذَا كَلَامُ الْمَوْلَى الْإِلَهِ.‘“
بَعْدَ ذَلِكَ يَرْجِعُونَ وَيَطْلُبُونَ الْمَوْلَى إِلَهَهُمْ، وَدَاوُدَ مَلِكَهُمْ. وَيَأْتُونَ إِلَى اللهِ مُرْتَجِفِينَ، وَيَطْلُبُونَ إِحْسَانَهُ فِي الْأَيَّامِ الْأَخِيرَةِ.
وَدَعَا اللهَ وَقَالَ: ”آهِ يَا رَبُّ، أَلَيْسَ هَذَا هُوَ مَا قُلْتُهُ وَأَنَا مَا زِلْتُ فِي بَلَدِي؟ وَلِهَذَا أَسْرَعْتُ إِلَى الْهَرَبِ إِلَى تَرْشِيشَ! فَأَنَا عَارِفٌ أَنَّكَ إِلَهٌ حَنُونٌ وَرَحِيمٌ وَحَلِيمٌ وَمُحِبٌّ جِدًّا، وَتَرِقُّ فَلَا تُرْسِلُ الْمَصَائِبَ.
’الْمَوْلَى حَلِيمٌ، هُوَ مُحِبٌّ جِدًّا، يَغْفِرُ الذَّنْبَ وَالْمَعْصِيَةَ، لَكِنَّهُ لَا يَتْرُكُ الْمُذْنِبَ بِلَا عِقَابٍ، بَلْ يُعَاقِبُ الْأَبْنَاءَ عَلَى ذُنُوبِ الْآبَاءِ إِلَى الْجِيلِ الثَّالِثِ وَالرَّابِعِ.‘
هَذَا يَعْنِي أَنَّهُ لَا يُوجَدُ فَرْقٌ بَيْنَ الْيَهُودِ وَغَيْرِ الْيَهُودِ، لِأَنَّ الْمَوْلَى هُوَ رَبُّ الْكُلِّ، وَهُوَ غَنِيٌّ يُعْطِي كُلَّ مَنْ يَبْتَهِلُ إِلَيْهِ.
لَاحِظْ هُنَا لُطْفَ اللهِ وَقَسْوَتَهُ. فَهُوَ قَاسٍ عَلَى الَّذِينَ سَقَطُوا، وَلَطِيفٌ مَعَكَ إِذَا كُنْتَ تَبْقَى أَهْلًا لِهَذَا اللُّطْفِ. وَإِلَّا فَأَنْتَ أَيْضًا تُقْطَعُ.
مَا أَعْظَمَ غِنَى اللهِ وَحِكْمَتِهِ وَعِلْمِهِ! مَنْ يَفْهَمُ مَقَاصِدَهُ؟ وَمَنْ يَعْرِفُ طُرُقَهُ؟
فَإِنَّ اللهَ قَدَّمَهُ ضَحِيَّةً لِيُكَفِّرَ عَنْ ذُنُوبِنَا بِدَمِهِ، إِذَا آمَنَّا بِهِ. وَهَذَا يُبَيِّنُ صَلاحَ اللهِ، لِأَنَّهُ كَانَ قَدْ صَبَرَ فِي الْمَاضِي عَلَى ذُنُوبِ النَّاسِ وَلَمْ يُعَاقِبْهُمْ عَلَيْهَا.
فَمَاذَا نَقُولُ إِذَنْ؟ هَلْ نَسْتَمِرُّ فِي ارْتِكَابِ الْخَطِيئَةِ لِكَيْ تَزِيدَ النِّعْمَةُ؟
فَمَاذَا إِذَنْ؟ هَلْ نَعْمَلُ الْخَطِيئَةَ لِأَنَّنَا لَا نَخْضَعُ لِلشَّرِيعَةِ بَلْ لِلنِّعْمَةِ؟ لَا سَمَحَ اللهُ!
فَإِنَّهُمْ كَانُوا فِي مِحْنَةٍ صَعْبَةٍ وَضِيقٍ، وَمَعَ أَنَّهُمْ فُقَرَاءُ جِدًّا، لَكِنْ قَادَهُمْ فَرَحُهُمُ الشَّدِيدُ لِيُعْطُوا بِكَرَمٍ عَظِيمٍ.
وَأَسْأَلُهُ أَنْ يَفْتَحَ عُقُولَكُمْ وَيُنَوِّرَهَا، لِكَيْ تَعْرِفُوا مَا هُوَ الرَّجَاءُ الَّذِي دَعَاكُمْ إِلَيْهِ، وَالْبَرَكَاتِ الْوَفِيرَةَ الْمَجِيدَةَ الَّتِي جَعَلَهَا مِنْ نَصِيبِ شَعْبِهِ الْخَاصِّ،
وَبِوَاسِطَةِ الْمَسِيحِ الَّذِي ضَحَّى بِدَمِهِ، نَحْنُ مَفْدِيُّونَ وَذُنُوبُنَا مَغْفُورَةٌ. هَذِهِ هِيَ نِعْمَةُ اللهِ الْوَفِيرَةُ
وَبِذَلِكَ يُبَيِّنُ إِلَى كُلِّ الْأَزْمَانِ أَنَّ نِعْمَتَهُ وَفِيرَةٌ وَبِلَا حُدُودٍ، فَعَامَلَنَا بِلُطْفٍ بِوَاسِطَةِ الْمَسِيحِ عِيسَى.
وَأَسْأَلُهُ أَنْ يُؤَيِّدَكُمْ فِي كِيَانِكُمُ الدَّاخِلِيِّ بِقُوَّةٍ بِرُوحِهِ عَلَى قَدْرِ غِنَاهُ فِي الْمَجْدِ.
فَمَعَ أَنِّي أَقَلُّ مِنْ أَصْغَرِ مُؤْمِنٍ، لَكِنَّ اللهَ أَعْطَانِي هَذِهِ النِّعْمَةَ لِأُبَشِّرَ غَيْرَ الْيَهُودِ بِكُنُوزِ الْمَسِيحِ الَّتِي بِلَا حُدُودٍ،
إِلَهِي سَيُعْطِيكُمْ كُلَّ مَا تَحْتَاجُونَ إِلَيْهِ حَسَبَ غِنَاهُ الْعَظِيمِ جِدًّا بِوَاسِطَةِ الْمَسِيحِ عِيسَى.
فَإِنَّهُ شَاءَ أَنْ يُعَرِّفَهُمْ الْبَرَكَاتِ الْوَفِيرَةَ الْمَجِيدَةَ الَّتِي يَشْمَلُهَا هَذَا السِّرُّ. أَيْ إِنَّ الْمَسِيحَ يَحْيَا فِيكُمْ أَنْتُمْ أَيْضًا يَا غَيْرَ الْيَهُودِ، وَهَذَا يُؤَكِّدُ أَنَّ لَكُمْ نَصِيبٌ فِي الْمَجْدِ.
لِكَيْ يَتَشَجَّعُوا فِي قُلُوبِهِمْ، بَيْنَمَا تَرْبِطُهُمُ الْمَحَبَّةُ مَعًا. بِذَلِكَ يَكُونُ عِنْدَهُمُ الْفَهْمُ الْكَامِلُ بِكُلِّ غِنَاهُ، فَيَعْرِفُوا سِرَّ اللهِ أَيِ الْمَسِيحَ.
لَكِنَّ اللهَ رَحِمَنِي أَنَا أَكْثَرَ الْمُذْنِبِينَ شَرًّا، لِكَيْ يُبَيِّنَ عِيسَى الْمَسِيحُ صَبْرَهُ الْعَظِيمَ فِيَّ كَمِثَالٍ لِلَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَنَالُونَ حَيَاةَ الْخُلُودِ.
وَالَّذِينَ هُمْ أَغْنِيَاءُ فِي أُمُورِ هَذِهِ الدُّنْيَا أَوْصِهِمْ أَنْ لَا يَتَكَبَّرُوا، وَأَنْ يَتَوَكَّلُوا لَا عَلَى الْغِنَى الزَّائِلِ، بَلْ عَلَى اللهِ الَّذِي يُعْطِينَا كُلَّ شَيْءٍ بِسَخَاءٍ لِكَيْ نَتَمَتَّعَ.
هَؤُلَاءِ هُمُ الَّذِينَ مُنْذُ زَمَنٍ بَعِيدٍ رَفَضُوا أَنْ يُطِيعُوا اللهَ الَّذِي كَانَ يَنْتَظِرُهُمْ بِصَبْرٍ فِي أَثْنَاءِ بِنَاءِ الْفُلْكِ فِي أَيَّامِ نُوحَ. بِوَاسِطَةِ ذَلِكَ الْفُلْكِ نَجَا بِالْمَاءِ عَدَدٌ قَلِيلٌ مِنَ النَّاسِ، أَيْ 8 أَشْخَاصٍ فَقَطْ.
بَلْ تَلْقَوْنَ تَرْحِيبًا عَظِيمًا عِنْدَمَا تَدْخُلُونَ إِلَى الْمَمْلَكَةِ الْأَبَدِيَّةِ، مَمْلَكَةِ مَوْلَانَا وَمُنْقِذِنَا عِيسَى الْمَسِيحِ.
تَذَكَّرُوا أَنَّنَا نَجَوْنَا بِفَضْلِ صَبْرِ الْمَسِيحِ. هَذَا هُوَ مَا كَتَبَ عَنْهُ أَخُونَا الْحَبِيبُ بُولُسُ حَسَبَ الْحِكْمَةِ الَّتِي أَعْطَاهَا اللهُ لَهُ.
فَأَوَّلًا، يَجِبُ أَنْ تَعْلَمُوا أَنَّهُ فِي الْأَيَّامِ الْأَخِيرَةِ سَيَأْتِي مُسْتَهْزِئُونَ يَهْزَأُونَ وَيَتْبَعُونَ شَهَوَاتِهِمْ،
رَبُّنَا لَا يَتَأَخَّرُ عَنْ إِتْمَامِ وَعْدِهِ، كَمَا يَظُنُّ بَعْضُ النَّاسِ. لَكِنَّهُ يَصْبِرُ عَلَيْكُمْ، لِأَنَّهُ لَا يُرِيدُ لِأَحَدٍ أَنْ يَهْلِكَ، بَلْ أَنْ يَتُوبَ الْجَمِيعُ.
وَقَدْ أَعْطَيْتُهَا مُهْلَةً لِتَتُوبَ، وَلَكِنَّهَا تَرْفُضُ أَنْ تَتُوبَ عَنْ فِسْقِهَا.
أَنَا هُنَا وَاقِفٌ عَلَى الْبَابِ وَأَطْرُقُ، إِنْ سَمِعَ أَحَدٌ صَوْتِي وَفَتَحَ الْبَابَ، أَدْخُلُ وَأَتَعَشَّى مَعَهُ وَهُوَ مَعِي.