”وَسَأَجْعَلُ الْقُدْسَ كُومًا مِنَ الْخَرَائِبِ وَمَسْكَنًا لِلذِّئَابِ، وَمُدُنُ يَهُوذَا أَجْعَلُهَا خَرَابًا لَا يَسْكُنُ فِيهَا أَحَدٌ.“
«وَأَجْعَلُ أُورُشَلِيمَ رُجَمًا وَمَأْوَى بَنَاتِ آوَى، وَمُدُنَ يَهُوذَا أَجْعَلُهَا خَرَابًا بِلَا سَاكِنٍ».
«وأجعَلُ أورُشَليمَ رُجَمًا ومأوَى بَناتِ آوَى، ومُدُنَ يَهوذا أجعَلُها خَرابًا بلا ساكِنٍ».
«سَأَجْعَلُ أُورُشَلِيمَ رُجْمَةَ خَرَابٍ، وَمَأْوَى لِبَنَاتِ آوَى، وَأُحَوِّلُ مُدُنَ يَهُوذَا إِلَى قَفْرٍ مَهْجُورٍ».
مَن هوَ الحكيمُ فيَفهَمَ ذلِكَ؟ ومَنْ كَلَّمَهُ الرّبُّ فَيُخبِرَ لِماذا بادَتِ الأرضُ واحتَرَقَت فصارَت كالقَفْرِ لا يجتازُ فيها أحدٌ.
وَقَالَ أَمَامَ زُمَلَائِهِ وَأَمَامَ حَامِيَةِ السَّامِرَةِ: ”مَاذَا يَعْمَلُ هَؤُلَاءِ الْيَهُودُ الضُّعَفَاءُ؟ هَلْ يَقْدِرُونَ أَنْ يَبْنُوا السُّورَ؟ وَهَلْ يَعُودُونَ إِلَى تَقْدِيمِ الضَّحَايَا؟ هَلْ يُكَمِّلُونَ الْعَمَلَ فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ؟ وَهَلْ يُعِيدُونَ لِلْحِجَارَةِ عَظَمَتَهَا بَعْدَمَا احْتَرَقَتْ وَصَارَتْ أَنْقَاضًا وَتُرَابًا؟“
الْحَكِيمُ يَحْفَظُ هَذَا فِي قَلْبِهِ، وَيَتَأَمَّلُ فِي رَحْمَةِ اللهِ.
لَكِنَّكَ سَحَقْتَنَا وَجَعَلْتَنَا فَرِيسَةً لِلْوُحُوشِ، وَغَطَّيْتَنَا بِالظَّلَامِ الشَّدِيدِ.
اللّٰهُمَّ دَخَلَتِ الْأُمَمُ بِلَادَكَ، وَنَجَّسَتْ بَيْتَكَ الْمُقَدَّسَ، وَجَعَلَتْ مَدِينَةَ الْقُدْسِ خَرَابًا.
تَعْوِي الضِّبَاعُ فِي حُصُونِهَا، وَالذِّئَابُ فِي قُصُورِهَا الْفَخْمَةِ. نِهَايَتُهَا قَرِيبَةٌ، أَيَّامُهَا لَا تَطُولُ.
حَوَّلْتَ الْمَدِينَةَ إِلَى أَنْقَاضٍ، الْقَرْيَةَ الْحَصِينَةَ إِلَى خَرَابٍ. قَلْعَةُ الْغُرَبَاءِ صَارَتْ خَرَابًا، وَلَنْ تُبْنَى أَبَدًا.
وَيَطْلَعُ الشَّوْكُ فِي قُصُورِهَا، وَالْحَشِيشُ وَالْأَعْشَابُ فِي حُصُونِهَا. وَتُصْبِحُ مَسْكَنًا لِلثَّعَالِبِ وَدَارًا لِلنَّعَامِ.
أُحَقِّقُ كَلَامَ عَبِيدِي، وَأُتَمِّمُ مَقَاصِدَ رُسُلِي. أَقُولُ عَنِ الْقُدْسِ: ’سَتَعْمُرُ‘ وَعَنْ مُدُنِ يَهُوذَا: ’سَتُبْنَى، وَأُقِيمُ مَا تَهَدَّمَ مِنْهَا.‘
فَهَذَا كَلَامُ اللهِ. سَأُنَادِي كُلَّ شُعُوبِ الْمَمَالِكِ الشَّمَالِيَّةِ، فَيَأْتِي مُلُوكُهُمْ وَيَضَعُ كُلُّ وَاحِدٍ عَرْشَهُ فِي مَدْخَلِ بَوَّابَاتِ الْقُدْسِ، وَيَهْجُمُونَ عَلَى أَسْوَارِهَا الَّتِي حَوْلَهَا، وَعَلَى كُلِّ مُدُنِ يَهُوذَا.
اِسْمَعُوا! جَاءَ خَبَرٌ وَاضْطِرَابٌ عَظِيمٌ مِنْ أَرْضِ الشَّمَالِ. تَصِيرُ مُدُنُ يَهُوذَا خَرَابًا وَمَسْكَنًا لِلذِّئَابِ!
”وَعِنْدَمَا تُخْبِرُ هَذَا الشَّعْبَ بِكُلِّ هَذَا الْكَلَامِ، يَقُولُونَ لَكَ: ’لِمَاذَا حَكَمَ اللهُ عَلَيْنَا بِكُلِّ هَذِهِ الْمَصَائِبِ الْفَظِيعَةِ؟ مَا هُوَ ذَنْبُنَا، وَمَا هُوَ الْخَطَأُ الَّذِي ارْتَكَبْنَاهُ ضِدَّ الْمَوْلَى إِلَهِنَا؟‘
وَتَصِيرُ كُلُّ هَذِهِ الْبِلَادِ قَفْرًا مَهْجُورًا. وَهَذِهِ الْأُمَمُ تَخْدِمُ مَلِكَ بَابِلَ 70 سَنَةً.“
الْقُدْسَ وَمُدُنَ يَهُوذَا وَمُلُوكَهَا وَرُؤَسَاءَهَا، لِتَصِيرَ خَرَابًا، فَيَرْتَعِبَ النَّاسُ مِمَّا جَرَى لَهُمْ وَيَهْزَأُونَ بِهِمْ وَيَلْعَنُونَهُمْ، كَمَا هُوَ الْحَالُ الْيَوْمَ،
”مِيخَا الْمُورَشْتِيُّ تَنَبَّأَ فِي أَيَّامِ حَزَقِيَّا مَلِكِ يَهُوذَا، لِكُلِّ شَعْبِ يَهُوذَا، بِأَنَّ الْمَوْلَى الْقَدِيرَ قَالَ إِنَّ الْقُدْسَ تُحْرَثُ كَحَقْلٍ وَتَصِيرُ أَنْقَاضًا، وَجَبَلَ بَيْتِ اللهِ يَصِيرُ تَلًّا فِي الْغَابَةِ.
لِمَاذَا تَنَبَّأْتَ بِاسْمِ اللهِ وَقُلْتَ إِنَّ هَذَا الْبَيْتَ يُصْبِحُ مِثْلَ شِيلُوهَ، وَهَذِهِ الْمَدِينَةَ تَخْرَبُ وَتَصِيرُ مَهْجُورَةً؟“ وَتَجَمَّعَ كُلُّ الشَّعْبِ عَلَى إِرْمِيَا فِي بَيْتِ اللهِ.
فَالْمَوْلَى يَقُولُ: ”أَنَا آمُرُهُمْ وَأُرْجِعُهُمْ إِلَى هَذِهِ الْمَدِينَةِ، فَيُحَارِبُونَهَا وَيَسْتَوْلُونَ عَلَيْهَا وَيَحْرِقُونَهَا بِالنَّارِ. وَأَجْعَلُ مُدُنَ يَهُوذَا خَرَابًا لَا يَسْكُنُ فِيهَا أَحَدٌ.“
هَذَا كَلَامُ اللهِ: ”سَتُخْرَبُ كُلُّ الْبِلَادِ، لَكِنِّي لَا أُفْنِيهَا.
”الْمَوْلَى الْقَدِيرُ رَبُّ بَنِي إِسْرَائِيلَ يَقُولُ: أَنْتُمْ رَأَيْتُمْ كُلَّ الْمَصَائِبِ الَّتِي جَلَبْتُهَا عَلَى الْقُدْسِ وَعَلَى كُلِّ مُدُنِ يَهُوذَا. فَهِيَ الْيَوْمَ مَهْجُورَةٌ وَخَرِبَةٌ.
وَتَصِيرُ حَاصُورُ مَسْكَنًا لِلذِّئَابِ وَخَرَابًا إِلَى الْأَبَدِ، فَلَا يَسْكُنُ فِيهَا أَحَدٌ وَلَا يُقِيمُ فِيهَا إِنْسَانٌ.“
هَجَمَتْ عَلَيْهَا أُمَّةٌ مِنَ الشَّمَالِ وَجَعَلَتْ أَرْضَهَا خَرِبَةً بِلَا سَاكِنٍ، هَرَبَ مِنْهَا الْإِنْسَانُ وَالْحَيَوَانُ.“
فَتَصِيرُ بَابِلُ كُومًا مِنَ الْخَرَائِبِ وَمَسْكَنًا لِلذِّئَابِ، فَيَرْتَعِبُ النَّاسُ مِمَّا جَرَى لَهَا، وَيَهْزَأُونَ بِهَا، وَلَا يَكُونُ فِيهَا سَاكِنٌ.
أَلَا يُوجَدُ دَوَاءٌ فِي جِلْعَادَ؟ أَلَا يُوجَدُ فِيهَا طَبِيبٌ؟ فَلِمَاذَا لَا تُشْفَى جُرُوحُ شَعْبِي؟
تَبْكِي الطُّرُقُ الَّتِي تُؤَدِّي إِلَى الْقُدْسِ، لِعَدَمِ الْقَادِمِينَ إِلَى الْعِيدِ. اِنْهَدَمَتْ كُلُّ بَوَّابَاتِهَا، يَتَنَهَّدُ أَحْبَارُهَا، تَحْزَنُ شَابَّاتُهَا، وَهِيَ تُقَاسِي الْمُرَّ.
أَفْنَى الْمَوْلَى مَسَاكِنَ يَعْقُوبَ بِلَا شَفَقَةٍ. فِي غَضَبِهِ هَدَمَ حُصُونَ عَاصِمَةِ يَهُوذَا. أَنْزَلَ الْمَمْلَكَةَ وَعُظَمَاءَهَا إِلَى الْأَرْضِ وَأَهَانَهُمْ.
حَلَّ بِنَا الرُّعْبُ وَالْهَلَاكُ وَالدَّمَارُ وَالْخَرَابُ.“
وَأَجْعَلُ بِلَادَكُمْ مُقْفِرَةً، حَتَّى يَرْتَعِبَ مِنْهَا أَعْدَاؤُكُمُ السَّاكِنُونَ فِيهَا.
”لِذَلِكَ أَجْعَلُ السَّامِرَةَ أَنْقَاضًا، حَقْلًا تُغْرَسُ فِيهِ الْكُرُومُ، وَأَرْمِي حِجَارَتَهَا إِلَى الْوَادِي، وَأَهْدِمُهَا إِلَى أَسَاسَاتِهَا،
لَكِنْ بِسَبَبِكُمْ تُحْرَثُ الْقُدْسُ كَحَقْلٍ، تَصِيرُ أَنْقَاضًا، وَجَبَلُ بَيْتِ اللهِ يَصِيرُ تَلًّا فِي الْغَابَةِ.
تَعْمَلُونَ بِفَرَائِضِ الْمَلِكِ عُمْرِي، وَكُلِّ أَعْمَالِ بَيْتِ آخَابَ، وَتَتْبَعُونَ مَشُورَتَهُمْ. لِذَلِكَ أَدْفَعُكُمْ إِلَى الْخَرَابِ، وَيَهْزَأُ النَّاسُ بِكُمْ، وَتَحْتَقِرُكُمُ الْأُمَمُ.“
وَتَكُونُ كُلُّ الْأَرْضِ خَرَابًا يَحْرِقُهَا الْمِلْحُ وَالْكِبْرِيتُ، لَا زَرْعَ فِيهَا وَلَا نَبَاتَ وَلَا خُضْرَةَ. بَلْ تَخْرَبُ كَسَدُومَ وَعَمُورَةَ وَأَدَمَةَ وَصَبُويِمَ، الَّتِي أَهْلَكَهَا اللهُ بِغَضَبِهِ وَغَيْظِهِ.
فَصَرَخَ بِصَوْتٍ عَالٍ: ”سَقَطَتْ! سَقَطَتْ بَابِلُ الْعَظِيمَةُ! وَأَصْبَحَتْ مَسْكَنًا لِلشَّيَاطِينِ، وَبَيْتًا لِكُلِّ رُوحٍ شِرِّيرٍ، وَكُلِّ طَائِرٍ نَجِسٍ، وَكُلِّ حَيَوَانٍ مَكْرُوهٍ.