يُعَالِجُونَ الْإِصَابَاتِ الَّتِي يُعَانِيهَا شَعْبِي بِاسْتِخْفَافٍ، وَيَقُولُونَ إِنَّ كُلَّ شَيْءٍ عَلَى مَا يُرَامُ، بَيْنَمَا الْوَاقِعُ هُوَ لَيْسَ كُلُّ شَيْءٍ عَلَى مَا يُرَامُ.
وَيَشْفُونَ كَسْرَ بِنْتِ شَعْبِي عَلَى عَثَمٍ، قَائِلِينَ: سَلَامٌ، سَلَامٌ. وَلَا سَلَامَ.
ويَشفونَ كسرَ بنتِ شَعبي علَى عَثَمٍ، قائلينَ: سلامٌ، سلامٌ. ولا سلامَ.
وَيُعَالِجُونَ جِرَاحَ شَعْبِي بِاسْتِخْفَافٍ قَائِلِينَ: سَلامٌ، سَلامٌ فِي حِينِ لَا يُوْجَدُ سَلامٌ.
يُداوُونَ جِراحَ بِنْتِ شعبـي بِاستِخفافٍ ويقولونَ: سلامٌ سلامٌ! وما مِنْ سلامٍ.
أَمَّا الرَّسُولُ الَّذِي رَاحَ لِيَسْتَدْعِيَ مِيخَا، فَقَالَ لَهُ: ”لَاحِظْ أَنَّ كُلَّ الْأَنْبِيَاءِ الْآخَرِينَ يَتَنَبَّأُونَ لِلْمَلِكِ بِالنَّصْرِ. فَهُمْ مُتَّفِقُونَ فِي هَذَا. لِذَلِكَ يَجِبُ أَنْ يَكُونَ كَلَامُكَ مِثْلَ كَلَامِهِمْ، وَتُبَشِّرَهُ بِالْخَيْرِ!“
فَجَمَعَ مَلِكُ إِسْرَائِيلَ حَوَالَيْ 400 رَجُلٍ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ وَسَأَلَهُمْ: ”هَلْ أَذْهَبُ إِلَى رَامُوتَ جِلْعَادَ لِأُحَارِبَ أَمْ لَا؟“ فَقَالُوا: ”اِذْهَبْ، لِأَنَّ اللهَ يَنْصُرُكَ عَلَيْهَا أَيُّهَا الْمَلِكُ.“
فَقُلْتُ: ”آهِ، يَا رَبِّي وَإِلَهِي! الْأَنْبِيَاءُ يَقُولُونَ لَهُمْ إِنَّهُمْ لَنْ يَرَوْا سَيْفًا وَلَنْ يُعَانُوا جُوعًا، بَلْ سَتُعْطِيهِمْ سَلَامًا أَكِيدًا فِي هَذَا الْمَكَانِ.“
فَهُمْ يَقُولُونَ لِمَنْ يَحْتَقِرُونِي: ’قَالَ اللهُ سَيَأْتِي سَلَامٌ!‘ وَلِكُلِّ مَنْ يَنْسَاقُونَ إِلَى قَلْبِهِمِ الْعَنِيدِ يَقُولُونَ: ’لَنْ يُصِيبَكُمْ أَذًى!‘
يُعَالِجُونَ الْإِصَابَاتِ الَّتِي يُعَانِيهَا شَعْبِي بِاسْتِخْفَافٍ وَيَقُولُونَ: ’كُلُّ شَيْءٍ عَلَى مَا يُرَامُ.‘ بَيْنَمَا الْوَاقِعُ أَنَّهُ لَيْسَ كُلُّ شَيْءٍ عَلَى مَا يُرَامُ.
اِنْتَظَرْنَا الْفَلَاحَ، لَكِنْ لَا يُوجَدُ خَيْرٌ. اِنْتَظَرْنَا وَقْتَ الشِّفَاءِ، فَجَاءَ عَلَيْنَا رُعْبٌ.
أَنْبِيَاؤُكِ رَأَوْا لَكِ رُؤًى خَادِعَةً وَمُضِلَّةً. لَمْ يَكْشِفُوا شَرَّكِ لِيَحْفَظُوكِ مِنَ الْأَسْرِ، بَلْ أَعْطَوْكِ وَحْيًا خَادِعًا وَأَضَلُّوكِ.
أَنْتِ أَحْزَنْتِ قَلْبَ الصَّالِحِ بِكِذْبِكِ، مَعَ أَنِّي لَمْ أُحْزِنْهُ. وَشَجَّعْتِ الشِّرِّيرَ حَتَّى لَا يَرْجِعَ عَنْ سُلُوكِهِ الرَّدِيءِ فَيَحْيَا.
إِنْ جَاءَكُمْ شَخْصٌ كَذَّابٌ خَادِعٌ وَافْتَرَى وَتَنَبَّأَ أَنَّكُمْ سَتَحْصُلُونَ عَلَى الْخَمْرِ وَالْمُسْكِرِ بِوَفْرَةٍ، يُصْبِحُ نَبِيَّ هَذَا الشَّعْبِ!
فَبَيْنَمَا يَقُولُ النَّاسُ: ”كُلُّ شَيْءٍ فِي سَلَامٍ وَأَمَانٍ“ يَهْلِكُونَ فَجْأَةً، كَمَا تُفَاجِئُ آلَامُ الْوِلَادَةِ الْمَرْأَةَ الْحُبْلَى، فَلَا يُمْكِنُهُمْ أَنْ يَهْرُبُوا.