”طُوفُوا فِي شَوَارِعِ الْقُدْسِ وَفَتِّشُوا فِي سَاحَاتِهَا، وَانْظُرُوا وَتَأَمَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ تَجِدُونَ شَخْصًا وَاحِدًا يَعْمَلُ الْعَدْلَ وَيَطْلُبُ الْحَقَّ، فَأَصْفَحَ عَنْهَا!
«طُوفُوا فِي شَوَارِعِ أُورُشَلِيمَ وَٱنْظُرُوا، وَٱعْرِفُوا وَفَتِّشُوا فِي سَاحَاتِهَا، هَلْ تَجِدُونَ إِنْسَانًا أَوْ يُوجَدُ عَامِلٌ بِٱلْعَدْلِ طَالِبُ ٱلْحَقِّ، فَأَصْفَحَ عَنْهَا؟
«طوفوا في شَوارِعِ أورُشَليمَ وانظُروا، واعرِفوا وفَتِّشوا في ساحاتِها، هل تجِدونَ إنسانًا أو يوجَدُ عامِلٌ بالعَدلِ طالِبُ الحَقِّ، فأصفَحَ عنها؟
اذْرَعُوا شَوَارِعَ أُورُشَلِيمَ ذِهَاباً وَإِيَاباً، وَانْظُرُوا وَاعْتَبِرُوا. ابْحَثُوا فِي أَرْجَاءِ سَاحَاتِهَا لَعَلَّكُمْ تَجِدُونَ رَجُلاً وَاحِداً يُجْرِي الْعَدْلَ وَيَنْشُدُ الْحَقَّ، فَأَصْفَحَ عَنْهَا.
طُوفوا في شوارعِ أورُشليمَ. أُنظُروا واستَخْبِروا وفَتِّشوا! هل تَجِدونَ في ساحاتِها إنسانا؟ إنسانا واحدا يصنَعُ العَدلَ ويَطلُبُ بِالحَقِّ، فأعفوَ عَنها؟
أَجَابَهُ: ”غِرْتُ جِدًّا لَكَ أَيُّهَا الْمَوْلَى الْإِلَهُ الْقَدِيرُ، لِأَنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ تَرَكُوا عَهْدَكَ، وَهَدَمُوا الْأَمَاكِنَ الَّتِي نُقَدِّمُ فِيهَا الْقُرْبَانَ لَكَ، وَقَتَلُوا أَنْبِيَاءَكَ بِالسَّيْفِ، وَبَقِيتُ أَنَا وَحْدِي، وَهُمْ يُحَاوِلُونَ أَنْ يَقْتُلُونِي.“
إِنَّ عَيْنَيِ اللهِ تَجُولَانِ فِي كُلِّ الْأَرْضِ، لِيُقَوِّيَ الَّذِينَ قُلُوبُهُمْ مُخْلِصَةٌ لَهُ. أَنْتَ تَصَرَّفْتَ بِغَبَاءٍ فِي هَذَا، فَمِنَ الْآنَ تَأْتِي عَلَيْكَ الْحُرُوبُ.“
الْعَوْنُ يَا رَبُّ! فَقَدِ انْقَرَضَ الْأَتْقِيَاءُ، زَالَ الْأُمَنَاءُ مِنْ بَيْنِ الْبَشَرِ.
أَطَلَّ اللهُ مِنَ السَّمَاءِ عَلَى بَنِي الْبَشَرِ، لِيَرَى إِنْ كَانَ بَيْنَهُمْ حَكِيمٌ يَطْلُبُ اللهَ.
كُلُّهُمْ ضَلُّوا، كُلُّهُمْ فَسَدُوا، وَلَا وَاحِدٌ يَعْمَلُ الصَّلَاحَ، وَلَا حَتَّى وَاحِدٌ.
مَنْ يَقُومُ مَعِي عَلَى الْأَشْرَارِ؟ مَنْ يَقِفُ مَعِي ضِدَّ فَاعِلِي الْإِثْمِ؟
أَكْثَرُ النَّاسِ يَدَّعُونَ الصَّلَاحَ، وَالْأَمِينُ مَنْ يَجِدُهُ؟
اُحْصُلْ عَلَى الْحَقِّ وَلَا تُضَيِّعْهُ، وَأَيْضًا عَلَى الْحِكْمَةِ وَالتَّأْدِيبِ وَالْفَهْمِ.
وَبِجَانِبِ بَوَّابَةِ الْمَدِينَةِ عِنْدَ الْمَدْخَلِ، وَتَصِيحُ وَتَقُولُ:
فَقُمْتُ أَطُوفُ فِي الْمَدِينَةِ، فِي شَوَارِعِهَا وَسَاحَاتِهَا، أَطْلُبُ حَبِيبَ قَلْبِي، طَلَبْتُهُ فَمَا وَجَدْتُهُ.
وَلَا وَاحِدٌ فِيهِمْ يُقَاضِي بِالْعَدْلِ، وَلَا وَاحِدٌ يُحَاكِمُ بِأَمَانَةٍ. يَتَّكِلُونَ عَلَى الْبَاطِلِ، وَيَتَكَلَّمُونَ بِالْكِذْبِ، يَحْبَلُونَ غِشًّا وَيَلِدُونَ إِثْمًا.
وَيَقُولُ اللهُ: ”لِمَاذَا تَشْتَكُونَ ضِدِّي؟ كُلُّكُمْ تَمَرَّدْتُمْ عَلَيَّ!
وَاجْتَمَعَ مَحْفَلٌ كَبِيرٌ مِنْ شَعْبِ يَهُوذَا الْمُقِيمِينَ فِي الصَّعِيدِ فِي مِصْرَ. وَكَانَ بَيْنَهُمْ رِجَالٌ كَانُوا يَعْرِفُونَ أَنَّ نِسَاءَهُمْ يَحْرِقْنَ الْبَخُورَ لِآلِهَةٍ أُخْرَى، وَأَيْضًا عَدَدٌ مِنَ النِّسَاءِ كُنَّ مَوْجُودَاتٍ. فَقَالَ كُلُّ هَؤُلَاءِ لِإِرْمِيَا:
أَصْغَيْتُ وَسَمِعْتُ، لَا يَقُولُونَ الْحَقَّ. وَلَا وَاحِدٌ يَتُوبُ عَنْ شَرِّهِ وَيَعْتَرِفُ بِمَا ارْتَكَبَ. كُلُّ وَاحِدٍ يَمْضِي فِي طَرِيقِهِ كَفَرَسٍ يَنْدَفِعُ فِي الْمَعْرَكَةِ.
لَيْتَنِي أَجِدُ فِي الصَّحْرَاءِ مَكَانًا أَبِيتُ فِيهِ، فَأَتْرُكَ شَعْبِي وَأَهْجُرَهُمْ، لِأَنَّهُمْ كُلَّهُمْ زُنَاةٌ وَجَمَاعَةُ خَوَنَةٍ.
فَهَذَا كَلَامُ اللهِ الْقَدِيرِ: ”أُنَقِّيهِمْ وَأَمْتَحِنُهُمْ. لِأَنَّهُ لَا يُوجَدُ حَلٌّ آخَرُ مَعَ شَعْبِي.
”وَبَحَثْتُ عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَيْنِهِمْ، يَبْنِي السُّورَ، وَيَقِفُ فِي الثَّغْرَةِ أَمَامِي لِيُدَافِعَ عَنِ الْبِلَادِ لِكَيْ لَا أَخْرِبَهَا، فَلَمْ أَجِدْ.
فَقَالَ لِي: ”إِنَّ شَرَّ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ وَيَهُوذَا عَظِيمٌ جِدًّا جِدًّا، لِأَنَّ الْأَرْضَ امْتَلَأَتْ مِنْ سَفْكِ الدَّمِ، وَالْمَدِينَةَ امْتَلَأَتْ مِنَ الظُّلْمِ. وَيَقُولُونَ: ’اللهُ تَرَكَ الْبِلَادَ! اللهُ لَا يَشُوفُنَا!‘
”أَمَّا أَنْتَ يَا دَانِيَالُ، فَاحْفَظِ الْكَلَامَ فِي السِّرِّ، وَاقْفِلِ الْكِتَابَ إِلَى آخِرِ الزَّمَنِ. كَثِيرُونَ يَرُوحُونَ هُنَا وَهُنَاكَ لِيَزِيدُوا مَعْرِفَةً.“
يَنْقَضُّونَ عَلَى الْمَدِينَةِ، يَقْفِزُونَ عَلَى الْأَسْوَارِ، يَصْعَدُونَ إِلَى الْبُيُوتِ، يَدْخُلُونَ مِنَ النَّوَافِذِ كَلُصُوصٍ.
فَيَجُولُ النَّاسُ مِنْ بَحْرٍ إِلَى بَحْرٍ، وَيَطُوفُونَ مِنَ الشَّمَالِ إِلَى الشَّرْقِ يَبْحَثُونَ عَنْ كَلِمَةِ اللهِ، وَلَا يَجِدُونَهَا.
وَقَالَ لَهُ: ”أَسْرِعْ وَقُلْ لِهَذَا الشَّابِّ: ’سَتَكُونُ الْقُدْسُ وَاسِعَةً بِلَا أَسْوَارٍ مِنْ كَثْرَةِ النَّاسِ وَالْبَهَائِمِ فِيهَا.
”فَرَجَعَ الْخَادِمُ، وَأَخَبَرَ سَيِّدَهُ بِهَذَا. فَغَضِبَ صَاحِبُ الدَّارِ وَقَالَ لِلْخَادِمِ: ’اُخْرُجْ بِسُرْعَةٍ إِلَى شَوَارِعِ الْبَلْدَةِ وَمَمَرَّاتِهَا، وَأَحْضِرْ إِلَى هُنَا الْفُقَرَاءَ وَالْعَاجِزِينَ وَالْعُمْيَ وَالْعُرْجَ.‘
وَيَسْتَعْمِلُ كُلَّ أَنْوَاعِ الشَّرِّ لِيَخْدَعَ الْهَالِكِينَ. فَهُمْ هَالِكُونَ لِأَنَّهُمْ لَمْ يَقْبَلُوا وَلَمْ يُحِبُّوا الْحَقَّ الَّذِي فِيهِ نَجَاتُهُمْ.