يَقُولُ اللهُ: ”اِرْجِعُوا إِلَيَّ أَيُّهَا الشَّعْبُ الضَّالُّ، فَأَنَا مَوْلَاكُمْ. أَخْتَارُكُمْ وَاحِدًا مِنَ الْمَدِينَةِ، وَاثْنَيْنِ مِنَ الْعَشِيرَةِ، وَأُحْضِرُكُمْ إِلَى الْقُدْسِ.
اِرْجِعُوا أَيُّهَا ٱلْبَنُونَ ٱلْعُصَاةُ، يَقُولُ ٱلرَّبُّ، لِأَنِّي سُدْتُ عَلَيْكُمْ فَآخُذَكُمْ وَاحِدًا مِنَ ٱلْمَدِينَةِ، وَٱثْنَيْنِ مِنَ ٱلْعَشِيرَةِ، وَآتِي بِكُمْ إِلَى صِهْيَوْنَ،
اِرجِعوا أيُّها البَنونَ العُصاةُ، يقولُ الرَّبُّ، لأنّي سُدتُ علَيكُمْ فآخُذَكُمْ واحِدًا مِنَ المدينةِ، واثنَينِ مِنَ العَشيرَةِ، وآتي بكُمْ إلَى صِهيَوْنَ،
فَارْجِعُوا أَيُّهَا الأَبْنَاءُ الْغَادِرُونَ، لأَنِّي أَنَا سَيِّدُكُمْ، فَآخُذَكُمْ وَاحِداً مِنَ الْمَدِينَةِ وَاثْنَيْنِ مِنَ الْعَشِيرَةِ وَآتِيَ بِكُمْ إِلَى صِهْيَوْنَ،
وقالَ الرّبُّ: «إِرجِعوا أيُّها البَنونَ الشَّارِدونَ، فأنا سيِّدُكُم. آخُذُكُم واحدا مِن مدينةٍ واثنَينِ مِن عَشيرةٍ وأجيءُ بِكُم إلى صِهيَونَ.
فَذَهَبَ السُّعَاةُ حَامِلِينَ الرَّسَائِلَ مِنَ الْمَلِكِ وَأَعْوَانِهِ، إِلَى كُلِّ إِسْرَائِيلَ وَيَهُوذَا وَكَمَا أَمَرَ الْمَلِكُ كَانُوا يَقُولُونَ: ”يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ، اِرْجِعُوا إِلَى الْمَوْلَى رَبِّ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَإِسْرَائِيلَ، لِكَيْ يَرْجِعَ إِلَيْكُمْ أَنْتُمُ الَّذِينَ بَقِيتُمْ وَنَجَوْتُمْ مِنْ يَدِ مُلُوكِ أَشُّورَ.
لَوْ لَمْ يَكُنِ اللهُ الْقَدِيرُ قَدْ حَفِظَ لَنَا بَقِيَّةً، لَأَصْبَحْنَا مِثْلَ سَدُومَ، وَصِرْنَا مِثْلَ عَمُورَةَ.
لِأَنَّهُ حَتَّى وَإِنْ كَانَ شَعْبُكَ يَا إِسْرَائِيلُ كَثِيرًا جِدًّا كَرَمْلِ الْبَحْرِ، فَلَنْ يَبْقَى مِنْهُ إِلَّا عَدَدٌ قَلِيلٌ فَقَطْ لِيَرْجِعَ. صَدَرَ الْحُكْمُ بِالْفَنَاءِ، وَهُوَ حُكْمٌ نِهَائِيٌّ وَعَادِلٌ.
فَلَا يَبْقَى غَيْرُ عَدَدٍ قَلِيلٍ مِنَ النَّاسِ، فَتَكُونُ إِسْرَائِيلُ كَزَيْتُونَةٍ جُمِعَتْ كُلُّ حَبَّاتِهَا، مَا عَدَا حَبَّتَيْنِ أَوْ 3 عَلَى أَعْلَى فُرُوعِهَا، أَوْ 4 أَوْ 5 حَبَّاتٍ عَلَى فُرُوعِهَا الْمُثْمِرَةِ.“ هَذَا كَلَامُ اللهِ رَبِّ بَنِي إِسْرَائِيلَ.
فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ، يَجْمَعُ اللهُ الْحِصَادَ مِنْ مَجْرَى نَهْرِ الْفُرَاتِ إِلَى وَادِي مِصْرَ، فَيَجْمَعُكُمْ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ وَاحِدًا وَاحِدًا.
يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ، أَنْتُمْ تَمَرَّدْتُمْ عَلَى اللهِ جِدًّا، ارْجِعُوا إِلَيْهِ.
مَحَوْتُ ذُنُوبَكَ كَغَيْمَةٍ، وَخَطَايَاكَ كَسَحَابَةٍ. اِرْجِعْ إِلَيَّ لِأَنِّي فَدَيْتُكَ.“
فَإِنَّ صَانِعَكِ هُوَ زَوْجُكِ، وَاسْمُهُ اللهُ الْقَدِيرُ. وَفَادِيكِ هُوَ الْقُدُّوسُ رَبُّ بَنِي إِسْرَائِيلَ، وَيُدْعَى إِلَهَ كُلِّ الْأَرْضِ.
لِيَتْرُكِ الشِّرِّيرُ طَرِيقَهُ، وَالْأَثِيمُ أَفْكَارَهُ، وَلْيَرْجِعْ إِلَى اللهِ فَيَرْحَمَهُ، وَإِلَى إِلَهِنَا فَإِنَّهُ كَثِيرُ الْعَفْوِ.
غَضِبْتُ عَلَى شَعْبِي بِسَبَبِ طَمَعِهِ الْأَثِيمِ، فَعَاقَبْتُهُ وَحَجَبْتُ وَجْهِي عَنْهُ بِغَضَبٍ، وَلَكِنَّهُ اسْتَمَرَّ فِي عِصْيَانِهِ وَعِنَادِهِ.
وَحَتَّى إِنْ بَقِيَ عُشْرُ أَهْلِهَا، فَإِنَّهَا تُخْرَبُ مَرَّةً أُخْرَى. لَكِنْ كَالْبُطْمَةِ أَوِ الْبَلُّوطَةِ الَّتِي بَعْدَمَا تُقْطَعُ يَبْقَى جُزْءٌ مِنْ سَاقِهَا، فَتَكُونُ بَقِيَّةُ الشَّعْبِ الْمُبَارَكِ كَالسَّاقِ الَّتِي تَعُودُ تَنْمُو.“
شَرُّكِ يَجْلِبُ عَلَيْكِ الْعِقَابَ، وَضَلَالُكِ يَجْلِبُ عَلَيْكِ التَّأْدِيبَ. فَكِّرِي فِي هَذَا وَافْهَمِي أَنَّ هَذَا شَرٌّ فَظِيعٌ أَنْ تَتْرُكِي الْمَوْلَى إِلَهَكِ وَلَا تَخَافِي مِنِّي.“ هَذَا كَلَامُ الْمَوْلَى الْإِلَهِ الْقَدِيرِ.
”اِذْهَبْ وَأَعْلِنْ هَذَا عَلَى مَسَامِعِ الْقُدْسِ، يَقُولُ اللهُ: ’أَنَا لَا أَنْسَى وَلَاءَكِ لِي وَأَنْتِ صَبِيَّةٌ، وَمَحَبَّتَكِ لِي كَعَرُوسَةٍ، وَكَيْفَ سِرْتِ وَرَائِي فِي الصَّحْرَاءِ، فِي أَرْضٍ غَيْرِ مَزْرُوعَةٍ.
وَأَجْمَعُ بَقِيَّةَ شَعْبِي مِنْ كُلِّ الْبِلَادِ الَّتِي طَرَدْتُهُمْ إِلَيْهَا، وَأُرْجِعُهُمْ إِلَى أَرْضِهِمْ، فَيُثْمِرُونَ وَيَكْثُرُونَ.
وَعِنْدَمَا تَجِدُونِي، أُرْجِعُكُمْ مِنَ الْأَسْرِ، وَأَجْمَعُكُمْ مِنْ كُلِّ الْأُمَمِ وَالْأَمَاكِنِ الَّتِي طَرَدْتُكُمْ إِلَيْهَا، وَأَرُدُّكُمْ إِلَى الْمَكَانِ الَّذِي أَخَذْتُكُمْ مِنْهُ.‘ هَذَا وَعْدُ اللهِ.
”إِنْ طَلَّقَ رَجُلٌ زَوْجَتَهُ، فَذَهَبَتْ مِنْ عِنْدِهِ وَتَزَوَّجَهَا رَجُلٌ آخَرُ، فَهَلْ يَصِحُّ أَنْ يَرْجِعَ إِلَيْهَا زَوْجُهَا الْأَوَّلُ؟ لَا! لِأَنَّ هَذَا يُنَجِّسُ الْبِلَادَ. أَمَّا أَنْتِ يَا إِسْرَائِيلُ فَقَدْ زَنَيْتِ مَعَ عُشَّاقٍ كَثِيرِينَ. لَكِنَّ اللهَ يَقُولُ لَكِ، اِرْجِعِي إِلَيَّ.
فَاذْهَبْ وَأَعْلِنْ هَذِهِ الرِّسَالَةَ لِلشَّمَالِ، يَقُولُ اللهُ: ’اِرْجِعِي إِلَيَّ أَيَّتُهَا الضَّالَّةُ إِسْرَائِيلُ. فَلَا أُنْزِلُ غَضَبِي عَلَيْكُمْ، لِأَنِّي رَحِيمٌ، وَلَا أَزْعَلُ مِنْكُمْ إِلَى الْأَبَدِ. هَذَا كَلَامُ اللهِ.
فَأَعْطَيْتُ إِسْرَائِيلَ شَهَادَةَ طَلَاقٍ وَطَلَّقْتُهَا بِسَبَبِ كُلِّ ضَلَالِهَا. وَمَعَ ذَلِكَ وَجَدْتُ أَنَّ أُخْتَهَا الْخَائِنَةَ يَهُوذَا لَمْ تَخَفْ، بَلْ هِيَ أَيْضًا ذَهَبَتْ وَعَبَدَتِ الْأَصْنَامَ.
فَيَأْتُونَ وَيَهْتِفُونَ عَلَى مُرْتَفَعَاتِ الْقُدْسِ. وَيَفْرَحُونَ بِخَيْرَاتِ اللهِ مِنْ قَمْحٍ وَنَبِيذٍ وَزَيْتٍ وَصِغَارِ غَنَمٍ وَبَقَرٍ. وَتَكُونُ نُفُوسُهُمْ كَحَدِيقَةٍ مَرْوِيَّةٍ، وَلَا يَعُودُونَ يَحْزَنُونَ.
لَا كَالْعَهْدِ الَّذِي عَمِلْتُهُ مَعَ آبَائِهِمْ، لَمَّا أَمْسَكْتُ بِيَدِهِمْ وَأَخْرَجْتُهُمْ مِنْ مِصْرَ، لِأَنَّهُمْ نَقَضُوا عَهْدِي فَأَهْمَلْتُهُمْ. هَذَا كَلَامُ اللهِ.
لِأَنَّهُ يَأْتِي يَوْمٌ يُنَادِي فِيهِ الْحُرَّاسُ فِي جِبَالِ أَفْرَايِمَ وَيَقُولُونَ: ’تَعَالَوْا نَذْهَبُ إِلَى الْقُدْسِ، إِلَى الْمَوْلَى إِلَهِنَا.‘“
ثُمَّ أَرْجِعُ إِلَى مَكَانِي، حَتَّى يَعْتَرِفُوا بِذَنْبِهِمْ، وَيَطْلُبُوا وَجْهِي، وَفِي شَقَائِهِمْ يَبْحَثُوا عَنِّي وَيَقُولُوا:
لَا تَكُونُوا كَآبَائِكُمُ الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ الْأَنْبِيَاءُ الْأَوَّلُونَ بِأَمْرِ الْمَوْلَى الْقَدِيرِ أَنْ يَرْجِعُوا عَنْ سُلُوكِهِمِ الرَّدِيءِ وَعَنْ أَعْمَالِهِمِ الشِّرِّيرَةِ، وَلَكِنَّهُمْ لَمْ يَسْمَعُوا وَلَمْ يَنْتَبِهُوا إِلَيَّ.
وَالنَّبِيُّ إِشَعْيَا يَهْتِفُ بِشَأْنِ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَيَقُولُ: ”حَتَّى وَإِنْ كَانَ بَنُو إِسْرَائِيلَ كَثِيرِينَ جِدًّا كَرَمْلِ الْبَحْرِ، فَلَنْ يَبْقَى مِنْهُمْ إِلَّا عَدَدٌ قَلِيلٌ فَقَطْ يَنْجُو.