لِأَنَّ الْبِلَادَ امْتَلَأَتْ مِنَ الْفَاسِقِينَ، وَلِهَذَا لُعِنَتِ الْأَرْضُ، صَارَتْ حَالَتُهَا مُحْزِنَةً، يَبِسَتْ مَرَاعِيهَا كَصَحْرَاءَ. هُمْ يَسْعَوْنَ لِلشَّرِّ، وَمَجْهُودَاتُهُمْ مُوَجَّهَةٌ لِلضَّلَالِ.
لِأَنَّ ٱلْأَرْضَ ٱمْتَلَأَتْ مِنَ ٱلْفَاسِقِينَ. لِأَنَّهُ مِنْ أَجْلِ ٱللَّعْنِ نَاحَتِ ٱلْأَرْضُ. جَفَّتْ مَرَاعِي ٱلْبَرِّيَّةِ، وَصَارَ سَعْيُهُمْ لِلشَّرِّ، وَجَبَرُوتُهُمْ لِلْبَاطِلِ.
لأنَّ الأرضَ امتَلأتْ مِنَ الفاسِقينَ. لأنَّهُ مِنْ أجلِ اللَّعنِ ناحَتِ الأرضُ. جَفَّتْ مَراعي البَرّيَّةِ، وصارَ سعيُهُمْ للشَّرِّ، وجَبَروتُهُمْ للباطِلِ.
لأَنَّ الأَرْضَ قَدِ اكْتَظَّتْ بِالْفَاسِقِينَ، وَنَاحَتْ مِنْ عَاقِبَةِ لَعْنَةِ اللهِ، فَجَفَّتْ مَرَاعِي الْحُقُولِ لأَنَّ مَسَاعِيَهُمْ بَاتَتْ شِرِّيرَةً، وَجَبَرُوتَهُمْ مُسَخَّرٌ لِلْبَاطِلِ».
الأرضُ امتَلأت بِالفاسِقينَ، مَساعيهِم صارَت للشَّرِّ وقُدرَتُهُمُ الخارِقةُ لِلباطِلِ ومِنْ لَعنَةِ الرّبِّ يَبِسَت مَراعي البرِّيَّةِ.
فَوَجَدُوا بَيْنَ بَنِي الْأَحْبَارِ مَنْ تَزَوَّجُوا نِسَاءً غَرِيبَةً. فَمِنْ بَنِي يُوشَعَ ابْنِ يُوصَادِقَ وَإِخْوَتِهِ: مَعَسْيَا وَأَلِيعَزَرُ وَيَارِيبُ وَجَدَلْيَا. وَقَدْ تَعَهَّدُوا كُلُّهُمْ أَنْ يُطَلِّقُوا نِسَاءَهُمْ وَيُقَدِّمُوا كَبْشًا مِنَ الْغَنَمِ لِلتَّكْفِيرِ عَنْ ذَنْبِهِمْ. وَمِنْ بَنِي إِمِّيرَ: حَنَانِي وَزَبَدْيَا. وَمِنْ بَنِي حَارِيمَ: مَعَسْيَا وَإِيلِيَّا وَشَمَعْيَا وَيَحِيلُ وَعُزِّيَّا. وَمِنْ بَنِي فَشْحُورَ: أَلْيُوعِينَايُ وَمَعَسْيَا وَإِسْمَعِيلُ وَنَثَنِيلُ وَيُوزَابَادُ وَإِلْعَاسَةُ.
وَالتُّرْبَةَ الْخَصِيبَةَ إِلَى أَرْضٍ مَالِحَةٍ، بِسَبَبِ شَرِّ سُكَّانِهَا.
لِهَذَا فَاللَّعْنَةُ تَأْكُلُ الْأَرْضَ، وَيَحِلُّ الْعِقَابُ بِسُكَّانِهَا. وَلِهَذَا يَحْتَرِقُ سُكَّانُ الْأَرْضِ، وَلَا يَبْقَى مِنْهُمْ غَيْرُ عَدَدٍ قَلِيلٍ.
يَا وَيْلَ مَنْ يَجْذِبُونَ الْخَطِيئَةَ بِحِبَالِ الْخِدَاعِ، وَيَجْذِبُونَ الْإِثْمَ بِأَرْبِطَةٍ كَالَّتِي تَجُرُّ الْعَرَبَةَ.
حَوَّلُوهُ لِي إِلَى خَرَابٍ وَقَفْرٍ، صَارَ خَرَابًا. بَلْ كُلُّ الْبِلَادِ صَارَتْ خَرَابًا، وَلَا وَاحِدٌ يَهْتَمُّ!
”تَنُوحُ يَهُوذَا وَتَذْبُلُ مُدُنُهَا. حَزِنَ النَّاسُ عَلَى الْبِلَادِ. الْقُدْسُ تَصْرُخُ.
”مِنْ صَغِيرِهِمْ إِلَى كَبِيرِهِمْ، كُلُّ وَاحِدٍ مُولَعٌ بِالرِّبْحِ. وَمِنَ النَّبِيِّ إِلَى الْحَبْرِ كُلُّ وَاحِدٍ يَعْمَلُ بِالْخِدَاعِ.
”’أَنْتُمْ تَسْرِقُونَ وَتَقْتُلُونَ وَتَزْنُونَ وَتَحْلِفُونَ بِالْكِذْبِ، وَتَحْرِقُونَ الْبَخُورَ لِلْبَعْلِ، وَتَتْبَعُونَ آلِهَةً أُخْرَى لَمْ تَعْرِفُوهَا،
أَبْكِي وَأَصْرُخُ لِمَا جَرَى لِلْجِبَالِ، أَنْدُبُ لِمَا حَدَثَ لِلْمَرَاعِي الْمَهْجُورَةِ. صَارَتْ مُوحِشَةً لَا أَحَدَ يَعْبُرُ فِيهَا، وَلَا يُسْمَعُ فِيهَا صَوْتُ الْمَاشِيَةِ. هَرَبَتْ طُيُورُ السَّمَاءِ، وَالْبَهَائِمُ مَضَتْ.
مَنْ هُوَ الْحَكِيمُ الَّذِي يَفْهَمُ هَذِهِ الْأُمُورَ؟ وَمَنْ كَلَّمَهُ اللهُ فَيُخْبِرَنَا بِهَا؟ لِمَاذَا خَرِبَتِ الْبِلَادُ وَأَوْحَشَتْ كَصَحْرَاءَ لَا يَعْبُرُ فِيهَا أَحَدٌ؟
لَيْتَنِي أَجِدُ فِي الصَّحْرَاءِ مَكَانًا أَبِيتُ فِيهِ، فَأَتْرُكَ شَعْبِي وَأَهْجُرَهُمْ، لِأَنَّهُمْ كُلَّهُمْ زُنَاةٌ وَجَمَاعَةُ خَوَنَةٍ.
كُلُّهُمْ زُنَاةٌ، مُتَّقِدُونَ بِالشَّهْوَةِ كَالْفُرْنِ الَّذِي لَا يَحْتَاجُ الْخَبَّازُ أَنْ يَزِيدَ نَارَهُ مُنْذُ أَنْ يَعْجِنَ الدَّقِيقَ إِلَى أَنْ يَخْتَمِرَ.
خَرِبَتِ الْحُقُولُ، يَبِسَتِ الْأَرْضُ، تَلِفَ الْقَمْحُ، نَفِدَ النَّبِيذِ، لَا يُوجَدُ زَيْتٌ.
”’إِنْ رَأَى شَخْصٌ حَادِثَةً مَا أَوْ عَرَفَ عَنْهَا، ثُمَّ اسْتُدْعِيَ لِلشَّهَادَةِ، وَلَمْ يُخْبِرْ بِذَلِكَ، يَكُونُ مُذْنِبًا.
أَنْبِيَاؤُهَا مُتَكَبِّرُونَ خَوَنَةٌ، أَحْبَارُهَا يُنَجِّسُونَ الْبَيْتَ الْمُقَدَّسَ، وَيَتَعَدَّوْنَ عَلَى الشَّرِيعَةِ.
وَيَقُولُ الْمَوْلَى الْقَدِيرُ: ”آتِي إِلَيْكُمْ لِأُحَاكِمَكُمْ، وَأَشْهَدَ بِسُرْعَةٍ ضِدَّ السَّحَرَةِ وَالزُّنَاةِ وَمَنْ يَحْلِفُونَ بِالْكِذْبِ وَمَنْ يَسْلُبُونَ أُجْرَةَ الْعُمَّالِ وَحَقَّ الْأَرَامِلِ وَالْأَيْتَامِ وَيَظْلِمُونَ الْغُرَبَاءَ وَلَا يَخَافُونِي.
لِلزُّنَاةِ وَمَنْ يُمَارِسُونَ الشُّذُوذَ الْجِنْسِيَّ، لِتُجَّارِ الرَّقِيقِ، لِلْكَذَّابِينَ وَمَنْ يَحْلِفُونَ بِالْبَاطِلِ. فَهِيَ لِكُلِّ مَا يُخَالِفُ الْعَقِيدَةَ السَّلِيمَةَ
لِيَكُنِ الزَّوَاجُ مُكَرَّمًا عِنْدَ الْجَمِيعِ، وَالْعَلَاقَةُ الزَّوْجِيَّةُ طَاهِرَةً، لِأَنَّ اللهَ يَصُبُّ عِقَابَهُ عَلَى الْفَاسِقِينَ وَالزُّنَاةِ.
أَنْتُمْ خَوَنَةٌ كَزَوْجَةٍ زَانِيَةٍ! أَلَا تَعْرِفُونَ أَنَّ مَحَبَّةَ هَذِهِ الدُّنْيَا هِيَ عَدَاوَةٌ لِلّٰهِ؟ نَعَمْ، مَنْ يُحِبُّ هَذِهِ الدُّنْيَا هُوَ عَدُوٌّ لِلّٰهِ!