لِأَنِّي كُلَّمَا تَكَلَّمْتُ أَصِيحُ، وَأَتَحَدَّثُ عَنِ الْعُنْفِ وَالْخَرَابِ. فَجَلَبَتْ كَلِمَةُ اللهِ عَلَيَّ الْعَارَ وَالْاِحْتِقَارَ طُولَ النَّهَارِ.
لِأَنِّي كُلَّمَا تَكَلَّمْتُ صَرَخْتُ. نَادَيْتُ: «ظُلْمٌ وَٱغْتِصَابٌ!» لِأَنَّ كَلِمَةَ ٱلرَّبِّ صَارَتْ لِي لِلْعَارِ وَلِلسُّخْرَةِ كُلَّ ٱلنَّهَارِ.
لأنّي كُلَّما تكلَّمتُ صَرَختُ. نادَيتُ: «ظُلمٌ واغتِصابٌ!» لأنَّ كلِمَةَ الرَّبِّ صارَتْ لي للعارِ ولِلسُّخرَةِ كُلَّ النَّهارِ.
لأَنِّي كُلَّمَا تَكَلَّمْتُ أَصْرُخُ مُنَدِّداً، وَأُنَادِي: «ظُلْمٌ وَاغْتِصَابٌ» فَجَلَبَتْ عَلَيَّ كَلِمَةُ الرَّبِّ الاحْتِقَارَ وَالْعَارَ طَوَالَ النَّهَارِ.
فكلّما ناديتُ بالرّسالة أصرخ فيهم وأعلن حلول الويل والدّمار، فيُشبعونني باللّوم والاحتقار.
كُلَّما تكَلَّمتُ صَرَختُ ونادَيتُ بِالويلِ والدَّمارِ، حتّى صارَ كَلامُ الرّبِّ عارا ومهانَةً ليلَ نهار.
وَصَعِدَ أَلِيشَعُ مِنْ هُنَاكَ إِلَى بَيْتَ إِيلَ. وَبَيْنَمَا هُوَ سَائِرٌ فِي الطَّرِيقِ، خَرَجَ بَعْضُ الْأَوْلَادِ الصِّغَارِ مِنَ الْمَدِينَةِ، وَهَزَأُوا بِهِ وَقَالُوا لَهُ: ”اُخْرُجْ مِنْ هُنَا يَا أَقْرَعُ! اُخْرُجْ مِنْ هُنَا يَا أَقْرَعُ!“
فَكَانُوا يَهْزَأُونَ بِرُسُلِ اللهِ، وَرَفَضُوا كَلَامَهُ، وَاسْتَهَانُوا بِأَنْبِيَائِهِ، حَتَّى غَضِبَ اللهُ عَلَى شَعْبِهِ، وَلَمْ تَكُنْ هُنَاكَ وَسِيلَةٌ لِإِيقَافِ غَضَبِهِ.
بِمَنْ تَهْزَأُونَ؟ وَعَلَى مَنْ تَفْتَحُونَ فَمَكُمْ وَتُخْرِجُونَ لِسَانَكُمْ؟ يَا أَوْلَادَ الْعُصَاةِ وَنَسْلَ الْكَذَّابِينَ!
يَا وَيْلِي يَا أُمِّي لِأَنَّكِ وَلَدْتِنِي! فَأَنَا دَائِمًا فِي نِزَاعٍ وَعِرَاكٍ مَعَ كُلِّ النَّاسِ. لَا أَقْرَضْتُهُمْ وَلَا اقْتَرَضْتُ مِنْهُمْ، وَمَعَ ذَلِكَ كُلُّ وَاحِدٍ يَشْتِمُنِي.
أَنْتَ الْعَلِيمُ يَا رَبُّ، فَاذْكُرْنِي وَاهْتَمَّ بِي، وَانْتَقِمْ لِي مِنَ الَّذِينَ يَضْطَهِدُونِي. لَا تَسْمَحْ بِأَنْ أَهْلِكَ بِسَبَبِ طُولِ بَالِكَ! اُنْظُرْ كَيْفَ أَحْتَمِلُ الْعَارَ لِأَجْلِكَ!
وَلَكِنْ إِنْ لَمْ تَسْمَعُوا لِي، وَلَمْ تَحْفَظُوا يَوْمَ السَّبْتِ مُقَدَّسًا، وَدَاوَمْتُمْ عَلَى الدُّخُولِ بِالْأَحْمَالِ مِنْ بَوَّابَاتِ الْقُدْسِ فِي يَوْمِ السَّبْتِ، أُشْعِلُ فِي بَوَّابَاتِ الْقُدْسِ نَارًا لَا تَنْطَفِئُ، فَتَأْكُلُ حُصُونَهَا.‘“
يَا رَبُّ، أَنْتَ دَفَعْتَنِي إِلَى هَذَا وَأَنَا رَضِيتُ، أَنْتَ أَقْوَى مِنِّي فَغَلَبْتَنِي. يَضْحَكُونَ عَلَيَّ طُولَ النَّهَارِ، كُلُّ وَاحِدٍ يَهْزَأُ بِي.
’مُنْذُ الْقَدِيمِ، وَالْأَنْبِيَاءُ يَتَنَبَّأُونَ مِنْ قَبْلِي وَقَبْلِكَ ضِدَّ بِلَادٍ كَثِيرَةٍ وَمَمَالِكَ عَظِيمَةٍ بِالْحَرْبِ وَالْمَصَائِبِ وَالْوَبَأِ.
”طُوفُوا فِي شَوَارِعِ الْقُدْسِ وَفَتِّشُوا فِي سَاحَاتِهَا، وَانْظُرُوا وَتَأَمَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ تَجِدُونَ شَخْصًا وَاحِدًا يَعْمَلُ الْعَدْلَ وَيَطْلُبُ الْحَقَّ، فَأَصْفَحَ عَنْهَا!
لِذَلِكَ يَهْجُمُ عَلَيْهِمْ أَسَدٌ مِنَ الْغَابَةِ، وَذِئْبٌ مِنَ الصَّحْرَاءِ يَفْتَرِسُهُمْ، وَنِمْرٌ يَكْمُنُ بِالْقُرْبِ مِنْ مُدُنِهِمْ، لِيُمَزِّقَ كُلَّ مَنْ يَخْرُجُ مِنْهَا، لِأَنَّ ذُنُوبَهُمْ كَثِيرَةٌ، وَضَلَالَهُمْ شَدِيدٌ.
مَنْ أُكَلِّمُ؟ وَمَنْ أُحَذِّرُ؟ وَمَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيَّ؟ آذَانُهُمْ مَسْدُودَةٌ فَلَا يَسْمَعُونَ. وَصَارَتْ كَلِمَةُ اللهِ عَارًا لَهُمْ، فَلَا يُسَرُّونَ بِهَا.
”’أَنْتُمْ تَسْرِقُونَ وَتَقْتُلُونَ وَتَزْنُونَ وَتَحْلِفُونَ بِالْكِذْبِ، وَتَحْرِقُونَ الْبَخُورَ لِلْبَعْلِ، وَتَتْبَعُونَ آلِهَةً أُخْرَى لَمْ تَعْرِفُوهَا،
لِمَاذَا تَجْعَلُنِي أَرَى الشَّرَّ، وَلِمَاذَا تَحْتَمِلُ الْخَطَأَ؟ أَمَامِي اغْتِصَابٌ وَعُنْفٌ، اِنْتَشَرَ الْخِلَافُ وَسَادَ النِّزَاعُ.
فَقَالَ لَهُ وَاحِدٌ مِنْ عُلَمَاءِ الشَّرِيعَةِ: ”يَا مُعَلِّمُ! عِنْدَمَا تَقُولُ هَذَا فَأَنْتَ تَشْتِمُنَا نَحْنُ أَيْضًا.“
وَاعْتَبَرَ أَنَّ الْعَارَ الَّذِي يُقَاسِيهِ مِنْ أَجْلِ الْمَسِيحِ، هُوَ ثَرْوَةٌ أَعْظَمُ مِنْ كُنُوزِ مِصْرَ، لِأَنَّهُ كَانَ يَتَطَلَّعُ إِلَى الْمُكَافَأَةِ الْأَبَدِيَّةِ.
لِنَخْرُجْ إِذَنْ إِلَيْهِ خَارِجَ الْمُخَيَّمِ، وَنَحْمِلِ الْعَارَ مَعَهُ.
إِنْ كَانُوا يَشْتِمُونَكُمْ مِنْ أَجْلِ اسْمِ الْمَسِيحِ فَهَنِيئًا لَكُمْ، لِأَنَّ الرُّوحَ الْمَجِيدَ، أَيْ رُوحَ اللهِ، يَحِلُّ عَلَيْكُمْ.