أَنْتِ جَلَبْتِ هَذَا عَلَى نَفْسِكِ، لِأَنَّكِ تَرَكْتِ الْمَوْلَى إِلَهَكِ، وَهُوَ الَّذِي كَانَ يَهْدِيكِ فِي الطَّرِيقِ.
أَمَا صَنَعْتِ هَذَا بِنَفْسِكِ، إِذْ تَرَكْتِ ٱلرَّبَّ إِلَهَكِ حِينَمَا كَانَ مُسَيِّرَكِ فِي ٱلطَّرِيقِ؟
أما صَنَعتِ هذا بنَفسِكِ، إذ ترَكتِ الرَّبَّ إلهَكِ حينَما كانَ مُسَيِّرَكِ في الطريقِ؟
أَلَسْتِ أَنْتِ الَّتِي جَلَبْتِ هَذَا الدَّمَارَ عَلَى نَفْسِكِ، لأَنَّكِ تَنَاسَيْتِ الرَّبَّ إِلَهَكِ حِينَ قَادَكِ فِي الطَّرِيقِ؟
فيا أرضَ إِسرائيلَ، أمَا جلَبتِ هذا المَصيرَ علَيكِ حينَ ترَكتِ الرّبَّ إلهَكِ وكانَ يَهديكِ الطَّريقَ السَّويَّ؟
وَأَنْتَ يَا ابْنِي سُلَيْمَانُ، اِعْرِفْ إِلَهَ أَبِيكَ، وَاعْبُدْهُ بِقَلْبٍ مُخْلِصٍ وَنَفْسٍ رَاغِبَةٍ، لِأَنَّ اللهَ يَفْحَصُ كُلَّ الْقُلُوبِ، وَيَفْهَمُ كُلَّ خَاطِرٍ وَكُلَّ فِكْرٍ. فَإِنْ طَلَبْتَهُ تَجِدْهُ، وَإِنْ تَرَكْتَهُ يَرْفُضْكَ إِلَى الْأَبَدِ.
فَخَرَجَ لِيُقَابِلَ آسَا وَقَالَ لَهُ: ”اِسْمَعُونِي يَا آسَا وَكُلَّ يَهُوذَا وَبِنْيَمِينَ. اللهُ مَعَكُمْ مَا دُمْتُمْ مَعَهُ. وَإِنْ طَلَبْتُمُوهُ تَجِدُوهُ، وَإِنْ تَرَكْتُمُوهُ يَتْرُكْكُمْ.
لِأَنَّهُمُ انْحَرَفُوا مِنْ وَرَائِهِ، وَلَمْ يَنْتَبِهُوا لِشَيْءٍ مِنْ طُرُقِهِ.
أَنْتَ تَعْرِفُ أَنَّ الَّذِينَ يَزْرَعُونَ وَيَرْعَوْنَ الشَّرَّ وَالشَّقَاءَ، لَا يَحْصُدُونَ إِلَّا الشَّرَّ وَالشَّقَاءَ.
هَدَاهُمْ فِي الطَّرِيقِ الْمُسْتَقِيمِ، إِلَى مَدِينَةٍ يَسْكُنُونَ فِيهَا.
قَادَ شَعْبَهُ فِي الصَّحْرَاءِ. رَحْمَتُهُ تَدُومُ إِلَى الْأَبَدِ.
أَنْتَ هَدَيْتَ شَعْبَكَ مِثْلَ قَطِيعٍ بِيَدِ مُوسَى وَهَارُونَ.
مَنْ يَتْرُكُ طَرِيقَ اللهِ جَزَاؤُهُ التَّأْدِيبُ الْقَاسِي، وَمَنْ يَكْرَهُ التَّقْوِيمَ يَمُوتُ.
حَسْرَةٌ عَلَى أُمَّةٍ خَاطِئَةٍ، شَعْبٍ ذَنْبُهُ ثَقِيلٌ، نَسْلِ أَشْرَارٍ، بَنِينَ فَاسِدِينَ. تَرَكُوا اللهَ، اِسْتَهَانُوا بِالْقُدُّوسِ رَبِّ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَهَجَرُوهُ.
وَهِيَ أَنَّنَا تَمَرَّدْنَا عَلَى اللهِ وَتَنَكَّرْنَا لَهُ. ابْتَعَدْنَا عَنْ إِلَهِنَا. دَبَّرْنَا الظُّلْمَ وَالْعِصْيَانَ، وَفِي قُلُوبِنَا خِدَاعٌ وَكِذْبٌ.
وَإِنْ قُلْتِ فِي نَفْسِكِ: ”لِمَاذَا أَصَابَتْنِي هَذِهِ؟“ فَالْجَوَابُ هُوَ: بِسَبَبِ ذُنُوبِكِ الْكَثِيرَةِ، مَزَّقُوا ثِيَابَكِ وَاغْتَصَبُوكِ.
لِأَنَّهُمْ تَرَكُونِي، وَأَسَاءُوا إِلَى هَذَا الْمَكَانِ، بِأَنْ أَحْرَقُوا فِيهِ الْبَخُورَ لِآلِهَةٍ أُخْرَى لَا يَعْرِفُونَهَا وَلَا عَرَفَهَا آبَاؤُهُمْ وَلَا مُلُوكُ يَهُوذَا، وَمَلَأُوا هَذَا الْمَكَانَ مِنْ دَمِ الْأَبْرِيَاءِ.
لِأَنَّ شَعْبِيَ ارْتَكَبَ شَرَّيْنِ، تَرَكُونِي أَنَا يَنْبُوعَ الْمَاءِ الْحَيِّ، وَحَفَرُوا لِنَفْسِهِمْ خَزَّانَ مَاءٍ، خَزَّانَ مَاءٍ مَشْرُوخًا لَا يَحْتَفِظُ بِالْمَاءِ.
شَرُّكِ يَجْلِبُ عَلَيْكِ الْعِقَابَ، وَضَلَالُكِ يَجْلِبُ عَلَيْكِ التَّأْدِيبَ. فَكِّرِي فِي هَذَا وَافْهَمِي أَنَّ هَذَا شَرٌّ فَظِيعٌ أَنْ تَتْرُكِي الْمَوْلَى إِلَهَكِ وَلَا تَخَافِي مِنِّي.“ هَذَا كَلَامُ الْمَوْلَى الْإِلَهِ الْقَدِيرِ.
”سُلُوكُكِ وَأَعْمَالُكِ جَلَبَتْ هَذَا عَلَيْكِ، فَمَا أَقْسَاهُ مِنْ عِقَابٍ، لِأَنَّهُ يُمَزِّقُ قَلْبَكِ!“
بِسَبَبِ الشَّرِّ الَّذِي ارْتَكَبُوهُ. فَهُمْ غَاظُونِي بِأَنْ أَحْرَقُوا الْبَخُورَ لِآلِهَةٍ أُخْرَى وَعَبَدُوهَا. آلِهَةٌ لَمْ يَعْرِفُوهَا هُمْ وَلَا أَنْتُمْ وَلَا آبَاؤُكُمْ.
لَكِنَّ ذُنُوبَكُمْ مَنَعَتْ عَنْكُمْ هَذِهِ الْبَرَكَاتِ، وَخَطَايَاكُمْ حَرَمَتْكُمْ مِنَ الْخَيْرِ.
فَعَامَلْتُهُمْ حَسَبَ نَجَاسَتِهِمْ وَمَعَاصِيهِمْ، وَحَجَبْتُ وَجْهِي عَنْهُمْ.
”أَنْتَ هَالِكٌ يَا إِسْرَائِيلُ لِأَنَّكَ عَادَيْتَنِي، عَادَيْتَ مُعِينَكَ.
كُلُّ هَذَا بِسَبَبِ مَعْصِيَةِ بَيْتِ يَعْقُوبَ، وَذُنُوبِ بَنِي إِسْرَائِيلَ. وَمَنِ المَسْؤولُ عَنْ مَعْصِيَةِ بَيْتِ يَعْقُوبَ؟ مَدِينَةُ السَّامِرَةِ هِيَ المَسْؤولَةُ! وَأَيْنَ يَعْبُدُونَ الْآلِهَةَ الْغَرِيبَةَ فِي يَهُوذَا؟ فِي مَدِينَةِ الْقُدْسِ!
”وَلَكِنْ إِنْ لَمْ تَفْعَلُوا هَذَا، فَإِنَّكُمْ تُخْطِئُونَ إِلَى اللهِ، وَسَتَنَالُونَ عِقَابَ خَطِيئَتِكُمْ.
وَجَدَهُمْ فِي أَرْضٍ صَحْرَاءَ، فِي قَفْرٍ مُوحِشٍ مَهْجُورٍ. فَحَمَاهُمْ وَرَعَاهُمْ وَصَانَهُمْ كَحَدَقَةِ عَيْنِهِ.
فَرَأَى اللهُ هَذَا وَرَفَضَهُمْ، لِأَنَّ أَوْلَادَهُ وَبَنَاتِهِ أَغْضَبُوهُ.