”يُفَرِّحُونَ الْمَلِكَ بِشَرِّهِمْ، وَالرُّؤَسَاءَ بِكِذْبِهِمْ.
«بِشَرِّهِمْ يُفَرِّحُونَ ٱلْمَلِكَ، وَبِكَذِبِهِمِ ٱلرُّؤَسَاءَ.
«بشَرِّهِمْ يُفَرِّحونَ المَلِكَ، وبكَذِبِهِمِ الرّؤَساءَ.
بِشَرِّهِمْ يُبْهِجُونَ الْمَلِكَ، وَبِخِيَانَتِهِمِ الرُّؤَسَاءَ.
يُسَرُّ المَلِكُ بِسوئِهِم، والرُّؤَساءُ بِــغَدْرِهِم.
أَمَّا الرَّسُولُ الَّذِي رَاحَ لِيَسْتَدْعِيَ مِيخَا، فَقَالَ لَهُ: ”لَاحِظْ أَنَّ كُلَّ الْأَنْبِيَاءِ الْآخَرِينَ يَتَنَبَّأُونَ لِلْمَلِكِ بِالنَّصْرِ. فَهُمْ مُتَّفِقُونَ فِي هَذَا. لِذَلِكَ يَجِبُ أَنْ يَكُونَ كَلَامُكَ مِثْلَ كَلَامِهِمْ، وَتُبَشِّرَهُ بِالْخَيْرِ!“
فَجَمَعَ مَلِكُ إِسْرَائِيلَ حَوَالَيْ 400 رَجُلٍ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ وَسَأَلَهُمْ: ”هَلْ أَذْهَبُ إِلَى رَامُوتَ جِلْعَادَ لِأُحَارِبَ أَمْ لَا؟“ فَقَالُوا: ”اِذْهَبْ، لِأَنَّ اللهَ يَنْصُرُكَ عَلَيْهَا أَيُّهَا الْمَلِكُ.“
وَأَيْنَ أَنْبِيَاؤُكُمُ الَّذِينَ تَنَبَّأُوا لَكُمْ وَقَالُوا إِنَّ مَلِكَ بَابِلَ لَا يَهْجُمُ عَلَيْكُمْ وَلَا عَلَى هَذِهِ الْبِلَادِ؟
الْأَنْبِيَاءُ يَتَنَبَّأُونَ بِالْكِذْبِ، وَالْأَحْبَارُ يَحْكُمُونَ كَمَا يَشَاءُونَ، وَشَعْبِي يُحِبُّ هَذَا الْوَضْعَ! فَمَاذَا تَعْمَلُونَ فِي آخِرِ الْأَمْرِ؟
لَيْتَنِي أَجِدُ فِي الصَّحْرَاءِ مَكَانًا أَبِيتُ فِيهِ، فَأَتْرُكَ شَعْبِي وَأَهْجُرَهُمْ، لِأَنَّهُمْ كُلَّهُمْ زُنَاةٌ وَجَمَاعَةُ خَوَنَةٍ.
لَكِنَّكُمْ زَرَعْتُمُ الشَّرَّ فَحَصَدْتُمُ الْإِثْمَ، وَأَكَلْتُمْ ثِمَارَ الْخِيَانَةِ. اِتَّكَلْتُمْ عَلَى قُوَّتِكُمْ وَعَلَى كَثْرَةِ أَبْطَالِكُمْ،
أَحَاطَنِي أَفْرَايِمُ بِالْكِذْبِ، وَبَيْتُ إِسْرَائِيلَ بِالْمَكْرِ. وَمَا زَالَ يَهُوذَا شَارِدًا عَنِ اللهِ الْقُدُّوسِ الْأَمِينِ.
إِنَّمَا لَعْنٌ وَكِذْبٌ وَقَتْلٌ وَسَرِقَةٌ وَفِسْقٌ بِلَا حُدُودٍ، وَسَفْكُ دَمٍ بِاسْتِمْرَارٍ.
أَفْرَايِمُ مَظْلُومٌ، وَحَقُّهُ مَهْضُومٌ، لِأَنَّهُ يَسِيرُ وَرَاءَ السَّرَابِ.
فِي يَوْمِ عِيدِ مَلِكِنَا يَمْرَضُ الرُّؤَسَاءُ مِنَ الْخَمْرِ، وَهُوَ نَفْسُهُ يَنْضَمُّ إِلَى الْمُسْتَهْزِئِينَ.
تَعْمَلُونَ بِفَرَائِضِ الْمَلِكِ عُمْرِي، وَكُلِّ أَعْمَالِ بَيْتِ آخَابَ، وَتَتْبَعُونَ مَشُورَتَهُمْ. لِذَلِكَ أَدْفَعُكُمْ إِلَى الْخَرَابِ، وَيَهْزَأُ النَّاسُ بِكُمْ، وَتَحْتَقِرُكُمُ الْأُمَمُ.“
الْيَدَانِ مَاهِرَتَانِ فِي عَمَلِ الشَّرِّ، الْحَاكِمُ يَطْلُبُ هَدِيَّةً، وَالْقَاضِي يَقْبَلُ رَشْوَةً، وَالْقَوِيُّ يَفْرِضُ إِرَادَتَهُ، وَكُلُّهُمْ يَتَآمَرُونَ مَعًا.
وَمَعَ أَنَّهُمْ يَعْرِفُونَ جَيِّدًا أَنَّ اللهَ حَكَمَ بِالْمَوْتِ عَلَى مَنْ يَعْمَلُ هَذِهِ الْأَعْمَالَ، فَهُمْ يَعْمَلُونَهَا وَأَكْثَرُ مِنْ ذَلِكَ يَمْدَحُونَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَهَا.
هُمْ يَنْتَمُونَ لِهَذِهِ الدُّنْيَا، وَيَتَكَلَّمُونَ مِنْ وِجْهَةِ نَظَرِ هَذِهِ الدُّنْيَا، لِذَلِكَ فَإِنَّ أَهْلَ الدُّنْيَا يَسْمَعُونَ لَهُمْ.