وَأَنْ يَسْكُنَ الْمَسِيحُ فِي قُلُوبِكُمْ بِالْإِيمَانِ. وَأَنْ تَتَعَمَّقَ جُذُورُكُمْ وَأَسَاسَاتُكُمْ فِي الْمَحَبَّةِ.
لِيَحِلَّ ٱلْمَسِيحُ بِٱلْإِيمَانِ فِي قُلُوبِكُمْ،
ليَحِلَّ المَسيحُ بالإيمانِ في قُلوبكُمْ،
لِيَسْكُنَ الْمَسِيحُ فِي قُلُوبِكُمْ بِالإِيمَانِ؛ حَتَّى إِذَا تَأَصَّلْتُمْ وَتَأَسَّسْتُمْ فِي الْمَحَبَّةِ،
وأسألُهُ أيضًا أن يَحُلَّ السَّيِّدُ المَسيحُ في أفئِدتِكُم بالإيمانِ، وأن تَكونوا ثابِتينَ راسِخينَ في المَحبّةِ،
لِأَنَّ هَذَا كَلَامُ الْعَلِيِّ الْمُرْتَفِعِ، الْبَاقِي إِلَى الْأَبَدِ، الَّذِي اسْمُهُ الْقُدُّوسُ: ”إِنِّي أَسْكُنُ فِي الْمَكَانِ الْمُرْتَفِعِ وَالْمُقَدَّسِ، كَمَا أَسْكُنُ أَيْضًا مَعَ الْمُنْسَحِقِ وَالْمُتَوَاضِعِ الرُّوحِ، فَأُنْعِشُ رُوحَ الْمُتَوَاضِعِينَ وَقَلْبَ الْمُنْسَحِقِينَ.
لَكِنْ لَمَّا طَلَعَتِ الشَّمْسُ، اِحْتَرَقَ النَّبَاتُ وَذَبُلَ لِأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ لَهُ جِذْرٌ.
بِرَجُلٍ يَبْنِي دَارًا، فَحَفَرَ عَمِيقًا، وَوَضَعَ الْأَسَاسَ عَلَى الصَّخْرِ. فَلَمَّا حَدَثَ فَيَضَانٌ، اِنْدَفَعَ النَّهْرُ عَلَى تِلْكَ الدَّارِ، لَكِنَّهُ لَمْ يَقْدِرْ أَنْ يَزِيحَهَا لِأَنَّهَا كَانَتْ مَبْنِيَّةً جَيِّدًا.
ذَلِكَ هُوَ رُوحُ الْحَقِّ، الَّذِي لَا يَقْبَلُهُ أَهْلُ الْعَالَمِ لِأَنَّهُمْ لَا يَرَوْنَهُ وَلَا يَعْرِفُونَهُ. أَنْتُمْ تَعْرِفُونَهُ لِأَنَّهُ مَعَكُمْ، وَسَيَكُونُ فِيكُمْ.
أَجَابَهُ عِيسَى: ”مَنْ يُحِبُّنِي يَعْمَلُ بِكَلَامِي، فَيُحِبُّهُ أَبِي، وَنَأْتِي إِلَيْهِ وَنُقِيمُ مَعَهُ.
أَنَا فِيهِمْ وَأَنْتَ فِيَّ لِتَكُونَ وَحْدَتُهُمْ كَامِلَةً، فَيَعْرِفَ الْعَالَمُ أَنَّكَ أَرْسَلْتَنِي وَأَنَّكَ تُحِبُّهُمْ كَمَا تُحِبُّنِي.
مَنْ يَتَغَذَّى بِجِسْمِي وَيَرْتَوِي بِدَمِي، يَثْبُتُ فِيَّ وَأَنَا فِيهِ.
وَالْأَمَلُ لَا يَخِيبُ، لِأَنَّ اللهَ أَفَاضَ مَحَبَّتَهُ فِي قُلُوبِنَا بِالرُّوحِ الْقُدُّوسِ الَّذِي أَعْطَاهُ لَنَا.
فَأَنَا زَرَعْتُ، وَأَبُلُّوسُ سَقَى، لَكِنَّ اللهَ هُوَ الَّذِي جَعَلَ الزَّرْعَ يَنْمُو.
وَأَمَّا بِشَأْنِ اللَّحْمِ الَّذِي يُقَدَّمُ لِلْأَصْنَامِ، فَكَمَا تَقُولُون، نَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّنَا كُلَّنَا عِنْدَنَا مَعْرِفَةٌ عَنْ هَذَا الْمَوْضُوعِ. لَكِنَّ الْمَعْرِفَةَ تَجْعَلُ الشَّخْصَ يَنْتَفِخُ بِالْكِبْرِيَاءِ، أَمَّا الْمَحَبَّةُ فَتَبْنِي.
اِخْتَبِرُوا أَنْفُسَكُمْ، وَانْظُرُوا إِنْ كُنْتُمْ فِي الْإِيمَانِ. اِمْتَحِنُوا أَنْفُسَكُمْ. لَا شَكَّ أَنَّكُمْ تَعْرِفُونَ أَنَّ الْمَسِيحَ عِيسَى فِيكُمْ، طَبْعًا إِلَّا إِذَا فَشِلْتُمْ فِي الْاِمْتِحَانِ.
وَبَيْتُ اللهِ لَا يَقْبَلُ الْأَصْنَامَ. بَيْتُ اللهِ الْحَيِّ هُوَ نَحْنُ، كَمَا قَالَ اللهُ: ”إِنِّي أَسْكُنُ فِيهِمْ وَأَسِيرُ مَعَهُمْ، وَأَكُونُ إِلَهَهُمْ وَهُمْ يَكُونُونَ شَعْبِي.
أَنَا صُلِبْتُ مَعَ الْمَسِيحِ، وَالَّذِي يَحْيَا الْآنَ لَيْسَ أَنَا، بَلِ الْمَسِيحُ يَحْيَا فِيَّ. وَالْحَيَاةُ الَّتِي أَحْيَاهَا الْآنَ، أَحْيَاهَا بِالْإِيمَانِ، الْإِيمَانِ بِابْنِ اللهِ الَّذِي أَحَبَّنِي وَضَحَّى بِنَفْسِهِ مِنْ أَجْلِي.
لِأَنَّنَا إِنْ كُنَّا نَنْتَمِي لِلْمَسِيحِ عِيسَى، فَلَا يَهُمُّ إِنْ كُنَّا مَخْتُونِينَ أَوْ غَيْرَ مَخْتُونِينَ، إِنَّمَا الْمُهِمُّ هُوَ أَنْ يَكُونَ عِنْدَنَا الْإِيمَانُ الَّذِي يُعَبِّرُ عَنْ نَفْسِهِ بِأَعْمَالٍ تَدُلُّ عَلَى الْمَحَبَّةِ.
هَذَا إِنْ كُنْتُمْ تَسْتَمِرُّونَ مُؤَسَّسِينَ وَثَابِتِينَ فِي الْإِيمَانِ، وَلَا تَنْتَقِلُونَ عَنِ الرَّجَاءِ الْمَوْعُودِ بِهِ فِي الْإِنْجِيلِ الَّذِي سَمِعْتُمُوهُ. هَذَا الْإِنْجِيلُ أُخْبِرَتْ بِهِ كُلُّ خَلِيقَةٍ تَحْتَ السَّمَاءِ، وَأَنَا بُولُسَ صِرْتُ خَادِمًا لَهُ.
فَإِنَّهُ شَاءَ أَنْ يُعَرِّفَهُمْ الْبَرَكَاتِ الْوَفِيرَةَ الْمَجِيدَةَ الَّتِي يَشْمَلُهَا هَذَا السِّرُّ. أَيْ إِنَّ الْمَسِيحَ يَحْيَا فِيكُمْ أَنْتُمْ أَيْضًا يَا غَيْرَ الْيَهُودِ، وَهَذَا يُؤَكِّدُ أَنَّ لَكُمْ نَصِيبٌ فِي الْمَجْدِ.
عَمِّقُوا جُذُورَكُمْ فِيهِ، وَابْنُوا أَنْفُسَكُمْ عَلَيْهِ. تَقَوَّوْا فِي إِيمَانِكُمْ فِيهِ كَمَا تَعَلَّمْتُمْ، وَكُونُوا دَائِمًا شَاكِرِينَ.
نَحْنُ نَعْرِفُ أَنَّ اللهَ يُحِبُّنَا وَنُؤْمِنُ بِذَلِكَ. اللهُ مَحَبَّةٌ، وَمَنْ يَحْيَا فِي مَحَبَّةِ اللهِ، يَحْيَا فِي اللهِ وَاللهُ فِيهِ.
يَا أَبْنَائِيَ الْأَعِزَّاءَ، أَنْتُمْ غَلَبْتُمْ هَؤُلَاءِ لِأَنَّكُمْ تَنْتَمُونَ لِلّٰهِ، وَلِأَنَّ الرُّوحَ الْقُدُّوسَ الَّذِي فِيكُمْ أَقْوَى مِنْ إِبْلِيسَ الَّذِي فِي الدُّنْيَا.
أَنَا هُنَا وَاقِفٌ عَلَى الْبَابِ وَأَطْرُقُ، إِنْ سَمِعَ أَحَدٌ صَوْتِي وَفَتَحَ الْبَابَ، أَدْخُلُ وَأَتَعَشَّى مَعَهُ وَهُوَ مَعِي.